القائمة الرئيسية
أكاديمية سبيلي Sabeeli Academy

اللهجات في المتواتر من القراءات (12)

12- قوله تعالى: (فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ [البقرة:38]).

القراءات الواردة في الآية:

القراءة الأولى:(فَلَا خَوْفٌ) بالرفع والتنوين، قرأ بها القراء العشرة سوى يعقوب الحضرمي  .

القراءة الثانية:(فَلَا خَوْفَ)   بفتح الفاء وحذف التنوين، قرأ بها يعقوب الحضرمي.

اللغات الواردة في القراءة:

  • (فَلَا خَوْفٌ) بالرفع والتنوين لغة  الحجاز.
  • (فَلَا خَوْفَ) بفتح الفاء وحذف التنوين لغة  تميم  .

قال ابن عَقِيْل [694- 769هـ] :«إذا دَلَّ دليل على خبر (لا) النافية للجنس وَجَبَ حذفه عند التميميين والطائيين، وكثر حَذْفُهُ عند الحجازيين، ومثاله أن يقال: هل من رجل قائم؟ فتقول:( لا رَجُلَ) وتحذف الخبر –  وهو قائم-  وجوباً عند التميميين والطائيين، وجوازاً عند الحجازيين، ولا فرق في ذلك بين أن يكون الخبر غير ظرف ولا جار ومجرور، كما مُثِّل، أو ظرفاً أو جاراً ومجروراً، نحو أن يقال: هل عندك رجل؟ أو هل في الدار رجل؟ فتقول (لا رَجُلَ)».

هذا على اعتبار أنَّ (لا) في هذا الموضع نافية للجنس، أما على اعتبار أن (لا) تعمل عمل (ليس) فهذا القول رآه ابن عطية [ت542هـ]،حيث قال :«ووجه الرفع أنه أعدل في اللفظ؛ لينعطف المرفوع من قولهم (يَحْزَنُونَ) على مرفوع، (ولا) في قراءة الرفع عاملة عمل ليس».

ونسب ابن عقيل للحجازيين إعمال (لا) عمل (ليس)، حيث قال :«أما (لا) فمذهب الحجازيين إعمالها عمل (ليس) ومذهب تميم إهمالها».

القراءة وبيئة القراء:

قراءة (فَلَا خَوْفٌ) بالرفع والتنوين التي قرأ بها ابن كثير، ونافع، وأبو جعفر- موافقة للغة أهل الحجاز بيئتهم ، بينما خالف بقية القراء لغة بيئاتهم.

التوجيه النحوي للقراءتين :

التوجيه النحوي لقراءة الرفع: ذهب ابن عجيبة[ت1224هـ] أن وجْه الرفع إهمال (لا)، و(خوف عليهم) مبتدأ، أو إعمالها عمل (ليس)، (وخوف) اسمها، والخبر (عليهم) ، وهذا رأي ابن عطية كما سبق، وقد رجَّح محمد صادق قمحاوي القول الأول بقوله:«الرفع على أن (لا) ملغاة لا عمل لها داخلة على مبتدأ، وليس الرفع فيها على إعمال(لا) عمل (ليس) كما قيل؛ لأن إعمالها عمل (ليس) قليل جداً».

وردَّ أبو حيَّان على ابن عطية بقوله: قَالَ ابْنُ عَطِيَّةَ: وَالرَّفْعُ عَلَى إِعْمَالِهَا إِعْمَالَ (لَيْسَ): «وَلَا يَتَعَيَّنُ مَا قَالَهُ، بَلِ الْأَوْلَى أَنْ يَكُونَ مَرْفُوعًا بِالِابْتِدَاءِ لِوَجْهَيْنِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّ إِعْمَالَ (لَا) عَمَلَ لَيْسَ قَلِيلٌ جِدًّا، وَيُمْكِنُ النِّزَاعُ فِي صِحَّتِهِ، وَإِنْ صَحَّ فَيُمْكِنُ النِّزَاعُ فِي اقْتِيَاسِهِ. وَالثَّانِي: حُصُولُ التَّعَادُلِ بَيْنَهُمَا، إِذْ تَكُونُ (لَا) قَدْ دَخَلَتْ فِي كِلْتَا الْجُمْلَتَيْنِ عَلَى مُبْتَدَأٍ وَلَمْ تَعْمَلْ فِيهِمَا».

أمَّا التوجيه النحوي لقراءة يعقوب أن (لا) في الآية لنفي الجنس، و(خوفَ) اسم (لا)، و(عليهم) خبرها، والمعنى نفي جميع أنواع الخوف؛ لأن (لا) النافية للجنس جواب لاستفهام مقدر، فإذا قلت: هل في الدار رجل؟ فالجواب: (لا رَجُلَ).

الظاهرة النحوية التي تنتمي إليها هذه القراءة:

إعمال (لا) النافية وإهمالها:

هذه الظاهرة من القراءات المتواترة تشمل المواضع الآتية:

  • قوله تعالى: (فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ [البقرة:38]).
  • قوله تعالى: (فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ[البقرة:197]).
  • قوله تعالى: (يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ[البقرة:254]).
  • قوله تعالى: (لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ [إبراهيم:31]).
  • قوله تعالى: (لَا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ[الطور:23]).

مواضيع ذات صلة

اترك تعليقا


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.