المتلقون للقرآن الكريم مباشرةً من النبي ﷺ (10)

10 – سَالِم مَوْلى أبي حُذَيْفَة – رضي الله عنه .- .
سالمُ بنُ مَعْقِلِ مَوْلى أبي حُذَيْفَةَ بن عُتْبةَ بنِ رَبيعةَ بنِ عَبْدِ شَمْسِ بنِ عَبْدِ مَنَافِ القُرَشِيّ، العَبْشَمِيُّ، أَبُوْ عَبْدِ الله.
نشأته ورحلاته :
أصله من إِصْطَخْر – بلدة بفارس- ، ومولاته امرأة من الأنصار، انقطع إلى أبي حذيفة فتبناه، وهو معدود في المهاجرين، وكان يؤم المهاجرين بقُبَاء، و فيهم عُمَر بن الخَطَّاب قبل أن يقدم رسول الله ﷺ المدينة، وقد روى أنه هاجر مع عُمَر بن الخَطَّاب – رضي الله عنه- ونفر من الصحابة من مكة وكان يؤمهم إذا سافر معهم لأنه كان أكثرهم قرآناً.
تلقيه للقرآن :
تلقى سالم مولى أبي حذيفة – رضي الله عنه- القرآن من النبي ﷺ وحثَّ النبي ﷺ بالأخذ عنه والتلقي منه، حيث قال: « خذوا القرآن من أربعة: عبد الله بن مسعود، وأُبَيّ بن كعب، ومعاذ بن جبل، وسالم مولى أبي حذيفة ».
جهوده في علوم القرآن و القراءات :
1️⃣ سمع القرآن من النبي ﷺ ، ومن ذلك أنه سمع منه سورة البقرة والنساء والمائدة والأنعام، فعن عبدة بن أبي لبابة قال: « بلغني عن سالم مولى أبي حذيفة قال: كانت لي إلى رسول ﷺ حاجة فقعدت في المسجد أنتظر، فخرج فقمت إليه فوجدته قد كبر، فقعدت قريباً منه، فقرأ البقرة ثم النساء والمائدة والأنعام ثم ركع ».
2️⃣ أمر النبي ﷺ أصحابه أن يأخذوا القرآن عنه كما في البخاري، حيث قال: « خذوا القرآن من أربعة عبد الله بن مسعود وأُبَيّ بن كعب ومعاذ بن جبل وسالم مولى أبي حذيفة».
3️⃣ وردت عنه الرواية في حروف القرآن.
4️⃣ كان صاحب صوت حسن، وقد سمع تلاوته النبي فأُعْجِب بها وأثنى عليه، عنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: « أَبْطَأْتُ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ ، فَقَالَ: مَا حَبَسَكِ يَا عَائِشَةُ، قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ فِي الْمَسْجِدِ رَجُلًا مَا رَأَيْتُ أحداً أَحْسَنَ قِرَاءَةً مِنْهُ، قَالَ: فَذَهَبَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَإِذَا هُوَ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ فِي أُمَّتِي مِثْلَكَ ».
ولمَّا قدم المهاجرون الأولون قبل مقدم النبي ﷺ كان يؤمهم سالم، روى البخاري من حديث ابن عمر – رضي الله عنهما- : « كان سالم مولى أبي حذيفة يؤم المهاجرين الأولين في مسجد قباء فيهم أبو بكر وعمر وأبو سلمة وزيد وعامر بن ربيعة» ؛ قال ابن عبد البر: لأنه كان أكثرهم قرآناً.
5️⃣ كان استشهاده في اليمامة(12هـ) في قتال المرتدين السبب المباشر الذي دفع عمر الفاروق – رضي الله عنه- أن يشير على أبي بكر الصِّدِيْق – رضي الله عنه- أن يجمع القرآن، فقد أورد ابن حجر روايةً في فتح الباري عن سفيان ابن عيينة لفظها: « فلما قتل سالم مولى أبي حذيفة خشي عمر أن يذهب القرآن فجاء إلى أبي بكر….»، فدلت هذه الرواية على تأثيره على من بعده بأن استشهاده كان سبباً مباشراً لجمع القرآن في عهد أبي بكر، أو إن لم يكن وحده المقصود فهو – بلا شك كان من ضمن القراء المقصودين في الرواية الأخرى، قال ابن حجر : «ووقع من تسمية القراء الذين أراد عمر في رواية سفيان بن عيينة المذكورة قتل سالم مولى أبي حذيفة، ولفظه: فلما قتل سالم مولى أبي حذيفة خشي عمر أن يذهب القرآن فجاء إلى أبي بكر».
6️⃣ قال زَيْد بن ثَابِت – رضي الله عنه- (كما في المستدرك على شرط الشيخين) : – لمَّا قتل سالم مولى أبي حذيفة – : « ذهب ربع القرآن ».
وفاته :
استشهد يوم اليمامة في ربيع الأول سنة اثنتي عشرة للهجرة في عهد أبي بكر – رضي الله عنه-.

 

د. فيصل الجوده

مواضيع ذات صلة

اترك تعليقا


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.