الهدايات الخمس التي ذكر الله بها بنو إسرائبل.
الهداية الأولى : الوفاء بالعهد (خمس مواد في هذا العهد والميثاق)، ﴿يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ﴾.
هذا الخطاب الرباني يبين المنهج الرباني في التواصل والحوار المباشر مع الطرف الآخر:(المتمثل هنا ببني إسرائيل، ومعرف نفسيتهم المعاندة القاسية)؛ لغرض التذكير وإقامة الحجة وبيانها، وهنا ينبغي للدعاة إلى الله الوقوف كثيراً عند هذه الآية، فلا قطيعة في الدعوة ولا يأس.
وفي بيان العهد الذي أخذه الله على بني إسرائيل، قال ابن عثيمين رحمه الله:(وقد بين الله تعالى في سورة المائدة ما هو العهد الذي أخذ عليهم، وما هو العهد الذي لهم عند الله، فقال الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ﴾ هذا العهد الذي أخذ عليهم ﴿لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا﴾ خمس مواد في هذا الميثاق أخذه الله تعالى على بني إسرائيل، وجعل لهم عهدًا على الله، ما هو؟ ﴿لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ﴾ أخذ الله ميثاق بني إسرائيل).
الهداية الثانية: الخوف من الله تعالى المثمر الخشية، ﴿وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ﴾.
قال السعدي رحمه الله:(أمرهم بالسبب الحامل لهم على الوفاء بعهده، وهو الرهبة منه تعالى، وخشيته وحده، فإن مَنْ خشِيَه أوجبت له خشيته امتثال أمره واجتناب نهيه).
الهداية الثالثة: الإيمان بالهدى والنور الذي جاء به موسى عليه السلام مقروناً بالمعجزات الظاهرة والدلائل البينة.
﴿وَآَمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ﴾.
والهدى والنور الذي جاء به موسى عليه السلام هو الدعوة إلى إفراد العبودية لله ونزعها من المخلوق، وايده الله تعالى بتسع آيات، ذكرها الله تعالى في كتابه، منها ما ورد في سورة الأعراف: ﴿فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آَيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ﴾.
الهداية الرابعة: التحذير من خلط الحق بالباطل، وكتمان الحق، ومنه التناقض بين القول والعمل.
﴿وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾.
الهداية الخامسة: تزكية النفس بالعبادات، وأهمها:
(أ)- التعظيم الكامل لأمر الله بالصلاة وإقامتها والاستعانة بها، والصبر على مشاق الحياة.
(ب)- الشفقة على خلق الله المتمثل بأداء الزكاة(المفروضة)حق لمستحقيها من الله، من غير مَنٍّ ولا أذى.
﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (44) وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ﴾.