القائمة الرئيسية

صفات حذر منها القرآن (8)

 الصفة الثامنة: اتباع الاماني:
🔴قال تعالى ﴿وَلَأُضِلَّنَّهُمۡ وَلَأُمَنِّیَنَّهُمۡ وَلَـَٔامُرَنَّهُمۡ فَلَیُبَتِّكُنَّ ءَاذَانَ ٱلۡأَنۡعَـٰمِ وَلَـَٔامُرَنَّهُمۡ فَلَیُغَیِّرُنَّ خَلۡقَ ٱللَّهِۚ وَمَن یَتَّخِذِ ٱلشَّیۡطَـٰنَ وَلِیࣰّا مِّن دُونِ ٱللَّهِ فَقَدۡ خَسِرَ خُسۡرَانࣰا مُّبِینࣰا﴾ [النساء ١١٩]
🔴المعنى الإجمالي :
ولأصدنَّهم عن صراطك المستقيم، ولأمنِّيَنَّهم بالوعود الكاذبة التي تزين لهم ضلالهم، ولآمرنَّهم بتقطيع آذان الأنعام لتحريم ما أحل الله منها، ولآمرنهم بتغيير خلق الله وفطرته، ومن يتخذ الشيطان وليًّا يتولاه ويطيعه فقد خسر خسرانًا بيِّنًا بموالاة الشيطان الرجيم.
♦️♦️♦️
🔴فوائد الآية :
١. حبائل الشيطان لاغواء بني آدم :
– ﴿وَلَأُضِلَّنَّهُمْ ْ﴾ أي: عن الصراط المستقيم ضلالا في العلم، وضلالا في العمل، فمن مظاهر طاعة الشيطان المعاصي كبيرها وصغيرها إذ هو الذي أمر بها وأطيع فيها.
-﴿وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ ْ﴾ أي: مع الإضلال، لأمنينهم أن ينالوا ما ناله المهتدون. وهذا هو الغرور بعينه، فسلاح الشيطان العدة الكاذبة والأمنية الباطلة، والزينة الخادعة، فلم يزل إبليسُ بالناس حتى زيَّن لهم الضلال، فصاروا يبتغون الجنَّة بعمل أهل النار.
🔵 قال البغوي “قيل: أمنيهم ركوب الأهواء، وقيل: أمنيهم ألا جنة ولا نار ولا بعث، وقيل: أمنيهم إدراك الآخرة مع ركوب المعاصي. [تفسير البغوي: ١/ ٦٠٠]
– ﴿وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ ْ﴾ أي: بتقطيع آذانها، وذلك كالبحيرة والسائبة والوصيلة والحام فنبه ببعض ذلك على جميعه، وهذا نوع من الإضلال يقتضي تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرم الله، ويلتحق بذلك من الاعتقادات الفاسدة والأحكام الجائرة ما هو من أكبر الإضلال.
– ﴿وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ْ﴾
أ. وهذا يتناول تغيير الخلقة الظاهرة بالوشم، والوشر والنمص والتفلج للحسن، ونحو ذلك مما أغواهم به الشيطان فغيروا خلقة الرحمن. وذلك يتضمن التسخط من خلقته والقدح في حكمته، واعتقاد أن ما يصنعون بأيديهم أحسن من خلقة الرحمن، وعدم الرضا بتقديره وتدبيره.، فيحرم الوشم والوسم والخصاء إلا ما أذن فيه الشارع.
ب. ويتناول أيضا تغيير الخلقة الباطنة، فإن الله تعالى خلق عباده حنفاء مفطورين على قبول الحق وإيثاره، فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم عن هذا الخلق الجميل، وزينت لهم الشر والشرك والكفر والفسوق والعصيان.
٢. ﴿وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا ْ﴾ وأي خسار أبين وأعظم ممن خسر دينه ودنياه وأوبقته معاصيه وخطاياه؟! فحصل له الشقاء الأبدي، وفاته النعيم السرمدي. كما أن من تولى مولاه وآثر رضاه، ربح كل الربح، وأفلح كل الفلاح، وفاز بسعادة الدارين، وأصبح قرير العين.
٣. لا يتَّخذُ عقلاءُ الناس الشيطانَ وليًّا من دون الله، إلا أنهم بطاعتهم له طاعةَ الوليِّ، وتركِ ما أمرَهم به ربُّهم قد اتخذوه وليًّا من دون خالقهم.
٤. أيصحُّ في أذهان أولي الألباب أن يتولَّى المرءُ مَن لا تعود ولايتُه عليه إلا بالضَّرر، ويدَعَ موالاة مَن لا غِنى له عنه طرفةَ عين؟

مواضيع ذات صلة

اترك تعليقا


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.