القائمة الرئيسية

الإناث والذكور

السؤال: قال تعالى: “يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ إِناثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ الذُّكُورَ” لماذا قدم سبحانه الإناث على الذكور في الآية؟ [الشورى: ٤٩]

الجواب: يقول ابن القيم- رحمه الله- في كتابه (أحكام المولود): بدأ سبحانه بذكر الإناث جبرا لهنّ لأجل استثقال الوالدين لمكانهنّ، وقيل:- وهو أحسن- إنما قد قدمهنّ لأنّ سياق الكلام أنه فاعل ما يشاء لا ما يشاء الأبوان، فإنّ الأبوين لا يريدان إلا الذكور غالبا وهو سبحانه قد أخبر أنه يخلق ما يشاء، فبدأ بذكر الصنف الذي يشاء ولا يريده الأبوان.

وعندي وجه آخر- والكلام لابن القيم- وهو أنه سبحانه قدّم ما كانت تؤخره الجاهلية من أمر البنات حتى كانوا يئدونهنّ، أي: هذا النوع المؤخر عندكم مقدم عندي في الذكر، وتأمل كيف نكّر الله الإناث وعرف الذكور فجبر نقص الأنوثة بالتقديم وجبر نقص التأخير بالتعريف فإنّ التعريف تنويه.

[أحكام المولود لابن القيم]