القائمة الرئيسية

اسطاعوا واستطاعوا

السؤال: قال تعالى: فَمَا اسْطاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطاعُوا لَهُ نَقْباً [الكهف: ٩٧]

ما هي الحكمة من حذف التاء من الفعل في الجملة الأولى مع أنها أثبتت في الفعل نفسه في الجملة الثانية؟

الجواب: إن حذف التاء في الجملة الأولى للتخفيف، ولذلك يمكن أن نسميها (تاء الخفّة) ووجه الخفة أنّ الجملة أخبرت عن عجزهم عن تسلق السّد، وهذا التسلق يحتاج إلى سرعة المتسلق ومهارته ورشاقته أولا، ولذلك غالبا ما يعجز البدين عن التسلق، لأنه يحتاج إلى خفة، ليتسلق بسرعة، ولذلك حذفت التاء من الفعل تسهيلا وتخفيفا.

أما الفعل الثاني: وَمَا اسْتَطاعُوا لَهُ نَقْباً فإنّ التاء بقيت فيه، لأنّ هذا هو الأنسب للسياق، والمتفق مع الجو العام، وذلك أنّ نقب السّد وهدمه يحتاج إلى جهد ومشقة وثقل ووقت، يحتاج إلى أدوات للحفر والنقض، بقيت التاء للثقل، لتساعد في رسم جو الثقل والجهد في نقض السد.

[من كتاب (مع قصص السابقين في القرآن «٢» للدكتور صلاح الخالدي]