السؤال: قال تعالى: وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ [آل عمران: ٩٧]
والسؤال: لماذا قال تعالى وَمَنْ كَفَرَ بدل (ومن لم يحج)؟
الجواب: قال تعالى: وَمَنْ كَفَرَ بدل (ومن لم يحج) للتنبيه على أن من ترك الحج وهو قادر مستطيع له، فقد سلك طريق الكافرين.
[مختصر تفسير الطبري]
السؤال: قال تعالى في خلق عيسى ابن مريم: “قالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قالَ كَذلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ ما يَشاءُ” وقال سبحانه في قصة زكريا: يَفْعَلُ ما يَشاءُ.
والسؤال لماذا قال تعالى في شأن عيسى: يَخْلُقُ وفي شأن زكريا: يَفْعَلُ وهو الشيخ الكبير وامرأته عاقر؟
الجواب: لأن أمر عيسى عليه السلام أعجب وأغرب، حيث يأتي الولد من غير زوج فناسبه ذكر الخلق، وفي شأن زكريا حيث هو أب كبير والأم عقيم فناسبه ذكر الفعل، والقدرة وهذا من أسرار القرآن.
[مختصر تفسير الطبري ١/ ١٠٥]
السؤال: قال تعالى: كَذَّبَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ. إِذْ قالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ وقال سبحانه: “وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً”
لماذا لم يذكر الأخوة بعد الآية الأولى وذكرها في الثانية؟
الجواب: يقول الإمام المفسر ابن كثير: لأنه وصفهم بعبارة الأيكة، فلا يناسب ذكر الأخوة هاهنا. ولما نسبهم إلى القبيلة ساغ ذكر شعيب بأنه أخوهم.
وهذا الفرق من النفائس اللطيفة العزيزة الشريفة.
[قصص الأنبياء لابن كثير]
السؤال: قال تعالى: غافِرِ الذَّنْبِ وَقابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقابِ [غافر: ٣]
لماذا جاءت الواو بين الوصفين الأولين ولم تأت بعدهما؟
الجواب: توسيط الواو بين الأولين لإفادة الجمع بين محو الذنوب وقبول التوبة أو تغاير الوصفين إذ ربما يتوهم الاتحاد أو تغاير موقع الفعلين لأن الغفر هو الستر مع بقاء الذنب وذلك لمن لم يتب فإنّ التائب من الذنب كمن لا ذنب له.
[تفسير أبي السعود ٧/ ٢٦٥]
السؤال: قال تعالى: عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَّ مُسْلِماتٍ مُؤْمِناتٍ قانِتاتٍ تائِباتٍ عابِداتٍ سائِحاتٍ ثَيِّباتٍ وَأَبْكاراً [التحريم: ٥]
لماذا لم ترد (الواو) بين الصفات الست الأولى، ووردت فقط بين ثيبات وأبكارا؟
الجواب: لأنهما صفتان متنافيتان، فالواو هنا للعطف وتفيد أيضا التنويع وإفادة المغايرة.
[تفسير أبي السعود]
السؤال: قال تعالى: وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذا جاؤُها فُتِحَتْ أَبْوابُها [الزمر: ٧١]
وقال سبحانه: وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها [الزمر: ٧٣]
لماذا قال في الأولى: فُتِحَتْ وفي الثانية: وَفُتِحَتْ؟
الجواب: قال المفسرون: إن زيادة الواو دليل على أن الأبواب فتحت لهم قبل أن يأتوا لكرامتهم على الله تعالى، والتقدير حتى إذا جاءوها وأبوابها مفتحة. وحذف الواو في قصة أهل النار؛ لأنهم وقفوا على النار وفتحت بعد وقوفهم إذلالا وترويعا لهم.
[تفسير القرطبي]
السؤال: قال تعالى: الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ بِما فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ [النساء: ٣٤]
لماذا ورد النظم الكريم بِما فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ ولم يرد (بما فضلهم عليهن)؟
الجواب: ورد التعبير بهذه الصيغة لحكمة جليلة، وهي إفادة أنّ المرأة من الرجل، والرجل من المرأة بمنزلة الأعضاء من جسم الإنسان، فالرجل بمنزلة الرأس، والمرأة بمنزلة البدن، ولا ينبغي أن يتكبر عضو على عضو لأن كل واحد يؤدي وظيفته في الحياة، فالأذن لا تغني عن العين، واليد لا تغني عن القدم، فالكل يؤدي دوره بانتظام، ولا غنى لواحد عن الآخر. ثم للتعبير حكمة أخرى وهي الإشارة إلى أنّ هذا التفضيل إنما هو للجنس، لا لجميع أفراد الرجال على جميع أفراد النساء، فكم من امرأة تفضل زوجها في العلم، والدين، والعمل، وكما يقول الشاعر:
ولو كان النساء كمن ذكرنا … لفضلت النساء على الرجال
وبهذين المعنيين اللذين ذكرناهما ظهر أن الآية في نهاية الايجاز والإعجاز.
[آيات الأحكام للصابوني ١/ ٤٦٧]
السؤال: قال تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [المائدة: ٩٠]
لماذا عبّر بقوله فَاجْتَنِبُوهُ ولم يقل تعبيرا غيره؟
الجواب: التعبير بقوله تعالى: فَاجْتَنِبُوهُ أبلغ في النهي والتحريم من لفظ (حرّم) لأن معناه البعد بالكلية فهو مثل قوله تعالى:
وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى، فقوله فَاجْتَنِبُوهُ معناه كونوا في جانب آخر منه، وكلما كانت الحرمة شديدة جاء التعبير بلفظ الاجتناب كما قال تعالى: فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ ومعلوم أنه ليس هناك ذنب أعظم من الإشراك بالله.
[آيات الأحكام للصابوني ١/ ٥٦١]
السؤال: قال تعالى: وَلَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ آياتٍ بَيِّناتٍ وَما يَكْفُرُ بِها إِلَّا الْفاسِقُونَ. أَوَكُلَّما عاهَدُوا عَهْداً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ* وَلَمَّا جاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ كِتابَ اللَّهِ وَراءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ [البقرة: ٩٩ – ١٠١]
والسؤال: ما سر اختيار كلمة (كلما) في سياق الآيات؟
الجواب: كلمة (كلما) تدل على أنّ نقض العهد عملية متكررة عند اليهود، فكل عهد يعقدونه يقومون بنقضه، مهما كان الطرف الآخر الذي عقدوا معه، لأن (كلما) حرف يفيد التكرار والاستمرار، ويدل على تحقيق وتوفر وجود جوابها عند وجود شرطها- كلما حرف شرط، وفعلها في الآية عاهَدُوا عَهْداً- فيتكرر وجود الجواب بتكرار وجود الفعل.
والعجيب في الآية: أنها تدلنا على خبث ومكر اليهود في نقض العهود، فعند ما يعقدون عهدا لا يقومون جميعا بنقضه وإنما ينقضه فريق منهم، والآخرون قد يتبرءون من هذا الفريق الناقض وقد يعلنون معارضتهم لفعله، مع أنهم هم الذين رتبوا الأدوار، وأوحوا للناقض بذلك. إنه مكر يهودي حاقد واضح في تاريخ اليهود.
[من كتاب (الشخصية اليهودية) للدكتور صلاح الخالدي]
السؤال: قال تعالى: هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ دِيارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ ما ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يا أُولِي الْأَبْصارِ [الحشر: ٢]
لماذا عدل القرآن عن كلمة (حصون) إلى كلمة (بيوت) وما الذي تغير في هذه الحصون حتى صارت بيوتا؟
الجواب: إنها هي لم يتغير شيء في حجارتها ولا بنيانها، ولكن التي تغيرت هي إرادة وعزيمة وثبات الذين بداخلها، إنّ نظرة اليهود لحصونهم هي التي تغيرت، نتيجة الرعب الذي ملأ قلوبهم، لقد سيطر الجبن عليهم وتمكن من قلوبهم فما عادوا يعتمدون على حصونهم ولا يركنون إليها، إنها الآن نتيجة للجبن والرعب ليست إلا بيوتا عادية.
[من كتاب (الشخصية اليهودية) للدكتور صلاح الخالدي]
السؤال: في آية موجزة بليغة وصف الله تعالى خمر أهل الجنة وصفا جمع فيه جميع عيوب الخمر في الدنيا من الصداع وذهاب العقل ونفاد المال وأنّ أهل الجنة لا يصيبهم ذلك أبدا، فما هي هذه الآية الكريمة؟
الجواب: قوله تعالى: “لا يُصَدَّعُونَ عَنْها وَلا يُنْزِفُونَ” [الواقعة: ١٩]
السؤال: في إحدى سور القرآن الكريم تكررت كلمة (لولا) سبع مرات في سبع آيات، ولم تكن غرابة، ولا تنافر، ولا تكرار للمعاني، وهذا من إعجاز القرآن البياني، فما هي السورة، وما هي الآيات؟
الجواب: سورة النور، والآيات هي: (١٠، ١٢، ١٣، ١٤، ١٦، ٢٠، ٢١).
السؤال: في آيتين كريمتين من آيات القرآن الكريم تكرر حرف العطف (أو) إحدى عشرة مرة في كل من الآيتين الكريمتين، ولم تكن غرابة ولا تنافر ولا تكرار للمعاني، وهذا من إعجاز القرآن البياني، فما هي السورة، وما الآيتان اللتان ورد فيهما التكرار؟
الجواب: سورة النور، والآيتان هما: الآية رقم (٣١)، والآية رقم (٦١) إذ تكرر حرف العطف (أو) في كل من الآيتين إحدى عشرة مرة.
السؤال: قال تعالى: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ. الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ [الماعون: ٤، ٥]
لماذا قال: عَنْ صَلاتِهِمْ ولم يقل (في صلاتهم)؟
الجواب: قال بعض السلف: الحمد لله الذي قال: عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ ولم يقل: (في صلاتهم) لأنه لو قال (في صلاتهم) لكانت في المؤمنين، والمؤمن قد يسهو في صلاته، ولكنه أراد بهم المنافقين، لأنهم يؤخرون الصلاة عن وقتها، وهذا هو السر في التعبير ب عَنْ.
[مختصر تفسير الطبري]
السؤال: قال تعالى: قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِياءٍ أَفَلا تَسْمَعُونَ [القصص: ٧١]
لماذا قال أَفَلا تَسْمَعُونَ ولم يقل: أَفَلا تُبْصِرُونَ؟
الجواب: اقتضت البلاغة أن يقول: أَفَلا تَسْمَعُونَ لمناسبة ما بين السماع والظرف الليلي الذي يصلح للاستماع، ولا يصلح للإبصار.
[البرهان للزركشي ١/ ٨٢]
السؤال: قال تعالى: قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهارَ سَرْمَداً إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلا تُبْصِرُونَ [القصص: ٧٢]
لماذا قال: أَفَلا تُبْصِرُونَ ولم يقل (أفلا تسمعون)؟
الجواب: لأنه لما أضاف جعل النهار سرمدا إليه صار النهار كأنه سرمد، وهو ظرف مضيء تنوّر فيه الأبصار، وأضاف الإتيان بالليل إلى غيره، وغيره ليس بفاعل على الحقيقة، فصار الليل كأنه معدوم، إذ نسب وجوده إلى غير موجد، والنهار كأنه موجود سواه، إذ جعل وجوده سرمدا منسوبا إليه، فاقتضت البلاغة أن يقول: أَفَلا تُبْصِرُونَ، إذ الظرف مضيء صالح للإبصار، وهذا من دقيق المناسبة المعنوية.
[البرهان للزركشي ١/ ٨٢]
السؤال: قال تعالى: إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيها وَلا تَعْرى. وَأَنَّكَ لا تَظْمَؤُا فِيها وَلا تَضْحى. [طه: ١١٨، ١١٩]
كيف قابل الجوع بالعري، والظمأ بالضحى؟
الجواب: يقول ابن القيم في فوائده: الداخل إلى بلد المعنى يرى هذا الكلام في أعلى الفصاحة والجلالة، لأن الجوع ألم الباطن والعري ألم الظاهر، فهما متناسبان في المعنى، وكذلك الظمأ مع الضحى، لأن الظمأ موجب لحرارة الباطن، والضحى موجب لحرارة الظاهر فاقتضت الآية نفي جميع الآفات ظاهرا وباطنا.
[الفوائد لابن القيم]
السؤال: قال تعالى: “يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ إِناثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ الذُّكُورَ” لماذا قدم سبحانه الإناث على الذكور في الآية؟ [الشورى: ٤٩]
الجواب: يقول ابن القيم- رحمه الله- في كتابه (أحكام المولود): بدأ سبحانه بذكر الإناث جبرا لهنّ لأجل استثقال الوالدين لمكانهنّ، وقيل:- وهو أحسن- إنما قد قدمهنّ لأنّ سياق الكلام أنه فاعل ما يشاء لا ما يشاء الأبوان، فإنّ الأبوين لا يريدان إلا الذكور غالبا وهو سبحانه قد أخبر أنه يخلق ما يشاء، فبدأ بذكر الصنف الذي يشاء ولا يريده الأبوان.
وعندي وجه آخر- والكلام لابن القيم- وهو أنه سبحانه قدّم ما كانت تؤخره الجاهلية من أمر البنات حتى كانوا يئدونهنّ، أي: هذا النوع المؤخر عندكم مقدم عندي في الذكر، وتأمل كيف نكّر الله الإناث وعرف الذكور فجبر نقص الأنوثة بالتقديم وجبر نقص التأخير بالتعريف فإنّ التعريف تنويه.
[أحكام المولود لابن القيم]
السؤال: قال تعالى: وَإِنْ خِفْتُمْ شِقاقَ بَيْنِهِما فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِها إِنْ يُرِيدا إِصْلاحاً يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُما [النساء: ٣٥]
لماذا قال حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ ووَ حَكَماً مِنْ أَهْلِها؟
الجواب: قال الزمخشري: (وإنما كان الحكمان من أهلهما، لأن الأقارب أعرف ببواطن الأحوال، وأطلب للصلاح، وإليهم تسكن نفوس الزوجين، ويبرز إليهم ما في ضمائرهما من الحب والبغض، وإرادة الصحبة والفرقة، وموجبات ذلك ومقتضياته، وما يزويانه عن الأجانب، ولا يحبان أن يطلعوا عليه).
[آيات الأحكام للصابوني ١/ ٤٦٨]
السؤال: قال تعالى: إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَما أَنْزَلْنا عَلى عَبْدِنا يَوْمَ الْفُرْقانِ [الأنفال: ٤١] لم قال عَبْدِنا ولم يقل (محمدا)؟
الجواب: قوله تعالى: وَما أَنْزَلْنا عَلى عَبْدِنا المراد به محمد صلّى الله عليه وسلّم، وإنما لم يذكره باسمه تعظيما له وتكريما، لأنّ أعظم وأشرف أوصاف الرسول صلّى الله عليه وسلّم وصفه بالعبودية، وهذا هو السر في ذكره في سورة الإسراء بهذا الوصف الجليل: سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ وإضافة العبد إليه تعالى تشعر بكمال العناية والتكريم.
[آيات الأحكام للصابوني ١/ ٦٠٢]