رسائل إيمانية

‏﴿كتب عليكم الصيام &#٨٢٣٠; لعلكم تتقون﴾ [البقرة: ١٨٣]‏

إنْ لم يَزِدْ صيامك في تقواك ، فما هو غير إنهاكٍ لِقواك

﴿اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ﴾ [البقرة: ٤٧]

ليكن لسانك رطبًا بذِكْر ما تتابع من نعم الله عليك

﴿وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ * الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾ [البقرة: ٤٥، ٤٦]

أكثر ما يعين على الخشوع استحضار القلوب للموت، ولذا كانت وصية النبي ﷺ: «اذكر الموت في صلاتك، فإنَّ الرجل إذا ذكر الموت في صلاته لحَرِيٌّ أن يُحسِن صلاته، وصَلِّ صلاة رجل لا يظن أنه يصلي صلاة غيرها». صحيح الجامع

﴿فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ﴾ [البقرة:٣٧]

ذكر ابن القيم أن تركَ المأمورِ أشدُّ مِن فعلِ المحظورِ؛ فذنبُ آدم عليه السلام كان بفعلِ المحظورِ، فكان عاقبتُه أن اجتباه ربُّه، فتابَ عليه وهدَى، وذنبُ إبليسَ كان بتركِ المأمور، فكان عاقبتُه ما ذكَر الله تعالى .

﴿فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾ [البقرة:٣٧]

آدَم عليه السلام أبو الأنبياء، ومن خلقه الله بيده، ونفخ فيه من روحه، ومع هذا لم يَستغنِ عن التوبة، فكيف يستغني عنها مثلي ومثلك؟!

﴿وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ [البقرة:٣٥]

الظلم وضع الشيء في غير موضعه لذا كانت المعصية ظلماً؛ لأن العبد يضع نعمة الله في غير مكانها، وأول ظلم وقع كان من آدم وحواء .

﴿فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ﴾ [البقرة: ٣٤]

الكِبر يقود إلى الكفر

﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا﴾ [البقرة:٣١]

هذه واحدة من أربع خصال شرَّف الله بها آدم عليه السلام، فقد علَّمه أسماء كل شيء، وخلقه بيده، ونفخ فيه من روحه، وأمر الملائكة بالسجود له، وهذه لم تجتمع لأحد غيره.

﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا﴾ [البقرة: ٢٦]

تحداهم بأحقر ما رأته أعينهم، أن يخلقوا مثله، وقيل: ﴿فما فوقها﴾ أي في الحقارة، فيكون المعنى أحقر من البعوضة، فإن عجزتم عن الحقير، فماذا عن العظيم؟!

﴿وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللهُ بِهَذَا مَثَلًا﴾ [البقرة:٢٦]

ديدن الكافرين الاعتراض على حُكْم الله، والتساؤل باستمرار حول حكمة الله في الأحداث بغرض بثِّ الشبهات .

﴿فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ﴾ [البقرة: ٢٤]

فيه دليل على أن النار موجودة الآن ومخلوقة. روى مسلم عن أبي هريرة قال: كنا مع رسول الله ﷺ إذ سمع وَجْبَةً (صوت ناتج عن سقوط شيء)، فقال: «هذا حجر رُمِي به في النار منذ سبعين خريفا، فهو يهوي في النار الآن، حتى انتهى إلى قعرها».

﴿فَاتَّقُوا النَّارَ﴾ [البقرة:٢٤]

السيئات نار موقدة، لكنها نار مؤجَّلة، لا تشتعل على صاحبها إلا بعد الموت، والعاقل من يتقيها لا من يوقدها ويُذْكيها.

﴿فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ﴾ [البقرة: ٢٤]

إذا كانت هذه النار لا تثبت لها الحجارة مع صلابتها، فكيف يطيقها الناس مع ضعفهم ولين أبدانهم؟! اللهم ألطف بنا يا كريم

﴿وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ﴾ [البقرة: ٢٣]

هذه أول آية من آيات التحدي في القرآن، وهي واحدة من خمس آيات تحدى الله بها المشركين أن يأتوا وهم أهل البلاغة والفصاحة بشيء من القرآن فعجزوا

﴿كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم﴾ [البقرة: ٢٨]

أصل النِّعَم الحياة، وأول ما أنعم الله به على عباده أن خلقهم أحياء، من النِّعم المنسية أنك حي الآن وغيرك مات.

﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا﴾ [البقرة: ٢٩]

أعطاك عطاء لا ينقطع، دون سَعْي منك أو سؤال، فهل شكرتَ ذلك أم تأخذ كل شيء دون أن تعطي كالمحتال؟

﴿كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ﴾ [البقرة: ٢٨]

من رحمة الله بنا أن قرَّب لنا مشاهد الغيب بأمر حسي مشاهَد، فمن استبعد البعث بعد الموت، فليذكر بدء خلقه من نطفة مهينة محتَقرة هي أقرب إلى الموت منها إلى الحياة.

﴿وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ﴾ [البقرة: ٢٧]

يدخل في الآية كلُّ قطيعة لا ترضي الله كقطع الرحم، وهجر المؤمنين، وعدم موالاة الصالحين، وترك حضور الجماعات المفروضة، والمعاملة بالمِثْل! ففي الحديث الصحيح: «من وصل صفا وصله الله، ومن قطع صفا قطعه الله». صحيح الجامع .

﴿فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: ٢٢]

أتى حبر من الأحبار إلى النبي ﷺ فقال: يا محمد، نِعْمَ القوم أنتم، لولا أنكم تجعلون لله ندا، قال: «سبحان الله، وما ذاك؟» فقال: تقولون: ما شاء الله وشئت، قال: فأَمْهَل رسول الله ﷺ شيئا ثم قال: «إنه قد قال، فمن قال: ما شاء الله، فليفصل بينهما، ثم شئت». رواه أحمد بإسناد صحيح.

﴿فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: ٢٢]

فيه إشارة إلى أن ارتكاب الباطل من الجاهل قبيح، لكنه من العالِم أشدُّ قبحاً.

﴿فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: ٢٢]

من كان محتاجاً، هل يصلح أن ترفع إليه حاجتك؟! اعلموا أن تعلُّق الفقير بالفقير، واعتماد المحتاج على المحتاج يزيد الفقر، ولا يزيل آثر الضُّر.

﴿فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: ٢٢]

لا تعلِّقوا قلوبكم بغير الله، فإنه سبحانه المتفرِّد بالخلق والأمر، فإذا توهَّمْتم أن شيئا من نفع أو ضرر، أو خير أو شر يجري بتدبير مخلوق مثلكم، فاعلموا أنه لون من الشِّرك الخفي.

﴿اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة: ٢١]

ما هدف العبادة؟!

هدفها: بلوغ شاطئ التقوى، كأنه قال: اعبدوا ربكم رجاء اللَّحاق بقوافل المتقين، وفيه إشارة إلى أن التقوى منتهى أمل وغاية طموح العابدين .

﴿وإذا خلوا إلى شياطينهم﴾ [البقرة: ١٤]

تحذير هام! بعض الأصحاب شيطان في هيئة إنسان، لكن لا يراه على حقيقته إلا أهل الإيمان.

﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ﴾ [الذاريات: ٥٠]

قال السعدي: «سمى الله الرجوع إليه فراراً لأن في الرجوع لغيره أنواع المخاوف والمكاره، وفي الرجوع إليه أنواع المحاب والأمن».

﴿وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ﴾ [الرحمن:٤٦]

قال سهل التستري: «هَمَّ بمعصية، ثم ذكر مقامه بين يدي الله تعالى يوم الحساب، فانتهى عنها».

﴿وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى﴾ [النجم :٤٠]

سعيك سوف يُرى في الغد، فما الداعي للرياء اليوم؟!

﴿وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا﴾ [المجادلة:١]

حوار كل اثنين – مهما استترا عن العيون مسموع ومسجَّل عند الله، فعند كل إساءة أو تجاوز في كلامك تذكر هذه الآية.

﴿وما تسقط من ورقة إلا يعلمها﴾ [الأنعام :٥٩]

فكيف بدمعة مؤمن، وزفرة مكروب، ودعوة مظلوم؟!