﴿كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا﴾[البقرة: ١٥١]
قال الآلوسي: «إشارة إلى طريق إثبات نبوته عليه الصلاة والسلام؛ لأن تلاوة الأمي للآيات الخارجة عن قدرة البشر باعتبار بلاغتها، واشتمالها على الإخبار بالغيبات، والمصالح التي ينتظم بها أمر المعاد والمعاش أقوى دليل على نبوته».
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ (البقرة: ١٨٣)
مَن لوَّث صيامه بالمعاصي؛ فقد أضاع على نفسه فرصة التطهر، ولم يتعرض للمغفرة الموعودة، بل ربما أصابه ما دعا به جبريل -عليه السلام-، وأمَّن عليه النبي ﷺ «مَن أدرك رمضان فلم يُغفر له فأبعده الله»
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ (البقرة: ١٨٣)
العبادات والشعائر الكبرى إذا لم تُحقق ثمراتها الأخلاقية؛ دل ذلك على أن بها دَخَلًا وغشًا أفسد حقيقتها، وضيّع ثمرتها وفي هذا يقول الرسول الكريم: «رُب صائمٍ ليس له من صيامه إلا الجوع، ورُب قائمٍ ليس له من قيامه إلا السهر»..
﴿وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ * الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾ [البقرة: ٤٥، ٤٦]
أكثر ما يعين على الخشوع استحضار القلوب للموت، ولذا كانت وصية النبي ﷺ: «اذكر الموت في صلاتك، فإنَّ الرجل إذا ذكر الموت في صلاته لحَرِيٌّ أن يُحسِن صلاته، وصَلِّ صلاة رجل لا يظن أنه يصلي صلاة غيرها». صحيح الجامع
﴿فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ﴾ [البقرة: ٢٤]
فيه دليل على أن النار موجودة الآن ومخلوقة. روى مسلم عن أبي هريرة قال: كنا مع رسول الله ﷺ إذ سمع وَجْبَةً (صوت ناتج عن سقوط شيء)، فقال: «هذا حجر رُمِي به في النار منذ سبعين خريفا، فهو يهوي في النار الآن، حتى انتهى إلى قعرها».
﴿فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: ٢٢]
أتى حبر من الأحبار إلى النبي ﷺ فقال: يا محمد، نِعْمَ القوم أنتم، لولا أنكم تجعلون لله ندا، قال: «سبحان الله، وما ذاك؟» فقال: تقولون: ما شاء الله وشئت، قال: فأَمْهَل رسول الله ﷺ شيئا ثم قال: «إنه قد قال، فمن قال: ما شاء الله، فليفصل بينهما، ثم شئت». رواه أحمد بإسناد صحيح.