هدايات سورة الغاشية
غريب الألفاظ
ءَانِيَةٍ | شديدةِ الحَرارة. |
---|---|
ضَرِيع | نَبَتٍ خَبِيثٍ ذي شوك. |
وَنَمَارِقُ | وَسَائِدُ. |
وَزَرَابِيُّ مَبْثُونَةٌ | بُسُطُ كثيرةٌ مَفْرُوشة. |
﴿هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ﴾
• أنفع الأحاديث ما يُذكِّر بالآخرة التي تغشى الخلقَ جميعًا بأهوالها وأفزاعها؛ رجاءَ أن يستعد لها ذَوو القلوب الحيَّة.
==============
﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ ۞ عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ ۞ تَصْلَىٰ نَارًا حَامِيَةً ۞ تُسْقَىٰ مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ﴾
إنَّ الوجوه التي تكبَّرت وتجبَّرت في الدنيا، ستذلُّ وتخشع في الآخرة
قال الحسن البصريُّ: (لم تعمَل لله في الدنيا ولم تنصَب له، فأعملَها وأنصبَها في جهنَّم). فطوبى لمَن جعل نصَبَه في رضا الله.
• أهل الضَّلال يعيشون في حياتهم مخالفين للفِطرة معاكسين لها، فاستحقُّوا يوم القيامة أن يُعاملوا بالمِثل، فإن طلبوا ماءً بارداً عذباً سُقوا ماءً حميمًا يقطِّع أمعاءهم.
===============
﴿لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِن ضَرِيعٍ ۞ لَّا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِن جُوعٍ﴾
• تبقى الشَّهوة إلى الطعام والشَّراب مُلحَّةً في الجحيم؛ ليزدادَ أهلها ذلّلا وعذابًا، بحرمانهم إيَّاها، وإطعامهم ما لا ينفعُ ولا يُغني.
===============
﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ ۞ لِّسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ﴾
• لا يحتاج أهل الجنَّة إلى أن تنطِقَ ألسنتُهم بما يلقَون فيها من نعيم، فإنَّ وجوههم تنطِقُ بالسعادة والحبور، وتمام الرِّضا والسُّرور.
• النفوس الكبيرة تسعى في حياتها إلى السَّير على صراط ربِّها؛ لتكونَ راضيةً مطمئنَّة، وتُكافَأ في الجنَّات بسعادة لا مزيدَ عليها.
==============
﴿فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ﴾
• الجنَّة عالية بذاتها، عاليةٌ بما أعدَّه الله فيها من نعيم لأهلها الذين علت نفوسُهم في الدنيا عن المعاصي والآثام، فاستحقُّوا فيها الرفعة والعلو.
===============
﴿لَّا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً﴾
نزّه الله جنَّته عن اللغو والعبث إكرامًا لأهلها الذين شغلوا أعمارَهم بالحقِّ والجِدِّ، مترفَّعين عن اللغو والأباطيل.
===============
﴿فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ﴾
• عيون الدنيا مالها إلى نضُوبٍ وجفاف، أمَّا عيونُ الجنان فماؤها عذبٌ وافر لا ينضُب ولا يجف، ولمثل هذا فليعمَل العاملون.
===============
﴿فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ ۞ وَأَكْوَابٌ مَّوْضُوعَةٌ﴾
• لما كانت النفوسُ مجبولةٌ على حبّ المتاع والأثاث أعدَّ الله للمؤمنين في الجنَّة منه أنفسَه وأكملَه وأشرَفَه.
==============
﴿وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ ۞ وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ﴾
• يرغب الناسُ بطبيعتهم في التنوُّع، فجعل الله للمُحسنين في جنَّاته من ألوان النعيم؛ من بسُطٍ وأرائِكَ ونمارقَ وكلّ ما يحبُّون.
==============
﴿أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ﴾
• دعاهم الله إلى تأمُّل ألصق الكائنات ببيئتهم؛ ليقفوا على ما فيها من بديع صُنعِه وفي هذا لفتٌ للمربِّين والدعاة إلى أهميَّة ضرب الأمثال المحسوسة في تقريب المعاني.
==============
﴿وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ﴾
• ما أكثر البدائعَ في السماء، ولكنَّ الله أمرنا بالتفكُّر في رفعها من غير عَمَدٍ على عِظَمها واتِّساعها؛ للوقوف على كمال تدبيره سبحانه.
==============
﴿وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ﴾
حين ينظُر المرء إلى عظيم خَلق الله نظرةَ تفكُّر وتأمُّل، يتملَّكه شعورٌ بضالته وضَعفه، فيتواضع الله ربِّه، ولا يتعالى على أحدٍ من خَلقه.
==============
﴿وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ﴾
هذه الأرضُ قد بسطَها الله ومهَّدها لأجلك أيها الإنسان، فإيَّاك أن تقابلَ نعمته بالجحود والكُفران.
===============
﴿فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ ۞ لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ﴾
• ليس لك أيها الداعيةُ إكراهُ الناس على الإيمان، وما عليك إلا أن تعِظَ وتنصح، والله تعالى هو الهادي إلى سَواء السَّبيل.
• يقينُ الداعية والمربِّي أن الهداية بيد الله وحدَه يسلّيه ويُذهب عنه الضّيقَ من إعراض الناس عن دعوته.
===============
﴿إِلَّا مَن تَوَلَّىٰ وَكَفَرَ ۞ فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ﴾
• الإعراض عن الحقِّ والتولّي عنه والهرَب منه يُفضي إلى الضَّلال والكفر، والسعيد مَن أقبل على الحقِّ بقلبه قبل جوارحه.
===============
﴿إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ ۞ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُم﴾
• اعملوا ليوم الإياب، فما منكم من أحدٍ إلا وسيكلِّمُه الله يومَ الحساب، ليس بين الله وبينه تَرجُمان، فمَن استطاع أن يتَّقي النارَ ولو بكلمةٍ طيِّبة فليفعل.