هدايات سورة الهمزة
سورة الهمزة
وَيْلٌۭ لِّكُلِّ هُمَزَةٍۢ لُّمَزَةٍ ﴿١﴾
ٱلَّذِى جَمَعَ مَالًۭا وَعَدَّدَهُۥ ﴿٢﴾
يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُۥٓ أَخْلَدَهُۥ ﴿٣﴾
كَلَّا ۖ لَيُنۢبَذَنَّ فِى ٱلْحُطَمَةِ ﴿٤﴾
وَمَآ أَدْرَىٰكَ مَا ٱلْحُطَمَةُ ﴿٥﴾
نَارُ ٱللَّهِ ٱلْمُوقَدَةُ ﴿٦﴾
ٱلَّتِى تَطَّلِعُ عَلَى ٱلْأَفْـِٔدَةِ ﴿٧﴾
إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌۭ ﴿٨﴾
فِى عَمَدٍۢ مُّمَدَّدَةٍۭ ﴿٩﴾
غريب الألفاظ
الحَطَمَةِ | النَّارِ التي تَهشِمُ وتَحطِمُ كُلَّ ما يُلقى فيها. |
---|---|
تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئدَةِ | تَنفُذُ لَشِدَّتِها من أجسامهم إلى قلوبهم. |
فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ | يُعذِّبُونَ في أعمدةٍ طويلةٍ، أو إِنَّ أبوابَ جَهَنَّمَ مُغلَقَةٌ بأعمدةٍ مُّمَدَّدَةٍ؛ لِئلَّا يخرجوا منها. |
﴿وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ﴾
- ليس المسلم بلعان ولا طعان ولا فاحش ولا بذيء، فلا يسخَرُ من الآخرين في حضرتهم ولا في غيبتهم، ولا يؤذي أحدًا من خلق الله تعالى.
- هذا تهديدٌ ووعيدٌ لمن أطلق العِنانَ للسانه في ذم الناس وتتبع عوراتهم، هلَّا اشتغل بعيوب نفسه عن عيوبهم!
===============
﴿الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ﴾
- حب المال والاستكثار منه يُفضي إلى الضنّ به والإمساك عن إنفاقه، وعدم المبالاة بجمعه من حلال أو حرام! فإيَّاك أن تسمح له بالتسرُّب إلى فؤادك.
- قال محمد بن كعب القُرَظي }الذي جمع مالا وعدَّدَه{؛ ألهاه مالُه بالنهار يجمع هذا إلى هذا، فإذا كان الليل نام كأنه جيفةٌ مُنتِنة، فمتى يقوم بحقِّ الله عليه)؟
===============
﴿يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ﴾
- من علامات الغفلة أن يتوهَّمَ المرء أنَّ ماله هو الذي يُبقيه عزيزًا في قومه ذا مكانة رفيعة. ولو عَقَل لأدرك أنَّ المال بلا أخلاق كالجسد بلا روح.
=============
﴿كَلَّا ۖ لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ﴾
- لما كان الغرور والكِبْر هما الدافع إلى السُّخرية والاستهزاء كان الجزاء من جنس العمل؛ طرحٌ عنيف يحطِمُ أضلاعَ الساخرين وأطرافهم، ويُذهم إذلالًا.
==============
﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ ۞ نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ ۞ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ﴾
- إنها نار الله الموقدة للعذاب، المخلوقةُ للانتقام والعقاب، نار فذَّة لا نظيرَ لها، ولا شبيه للهَبها، شديدةُ السَّعير، لا تخمد أبداً.
==============
﴿إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ ۞ فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ
- ألا تعتبر أيها المسلم بهذا المشهد المُفزع من مشاهد القيامة؛ يوم تُطبِق النار على المتجبِّرين وتغلَّق عليهم أبوابُها، لا مَنجى لهم ولا خلاص؟!