هدايات سورة الإنشقاق
غريب الألفاظ
وَأَذِنَتْ لِرَتِهَا | أَطَاعَت لأمرِ رَبِّها. |
---|---|
وَحُقَّتْ | وحُقَّ لها أن تُطيع. |
يَدْعُوا ثُبُورًا | يَدعُو بالهَلاكِ قائِلًا: واثُبُوراه! |
لَّن يَحُورَ | لن يَرجِعَ إلى اللهِ ليُحاسِبَه. |
وَسَقَ | جَمَعَ |
اتَّسَقَ | اكتملَ وتمَّ نُورُه |
إِذَا السَّمَاءُ انشَقَّتْ (1) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ
• السماء على عِظَمها وبديع خلقها، تخضع لربِّها وتستجيب لأمره، وحُقَّ لك أيها الإنسانُ أن تكونَ لربِّك طائعًا ولكبريائه مُنيبًا.
================
وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ (3) وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ
• الجبال الراسخة والمرتفعات الشاهقة والأبراج العالية كلُّها إلى فناء، حتى ترجعَ الأرض مستويةً ممتدَّة، ليس عليها شيءٌ مرتفع.
================
وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ
إذا كانت الأرضُ بجبالها الصَّلدة وصخورها الصمَّاء قد استجابت لربِّها، فكيف بمَن جعل الله له السَّمعَ والبصرَ والفؤاد؟ ما أجدرَه بالاستجابة لربِّه وطاعته وتقواه.
================
يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ
• من أيقن أنه لا بدَّ أن يُعرَض على الملك أفرغ جهدَه في العمل بما يحمَدُه عليه عند لقائه.
================
فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ
الكتاب الذي ينبغي أن تنشغلَ به العمُرَ كلَّه، وتسطِّرَ فيه ما يبيِّضَ وجهَك عند ربِّك هو كتابُ عملك، فاحرِص عليه تفُز.
================
فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا (8) وَيَنقَلِبُ إِلَىٰ أَهْلِهِ مَسْرُورًا
• حسابُ المؤمنين هيِّنٌ يسير، تُبرَز فيه أعمالهم الصالحة، ويظهر لطفُ ربِّهم بهم بغُفران ذنوبهم، فيفرحون ويسعَدون.
• ما ظنُّكم بامرئٍ تُمحى سيِّئاته، ويُثاب بحسَناته دفعةً واحدة، هل يعدِلُ فرحَه بذلك فرحٌ وحُبور؟
===============
وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ (10) فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا (11) وَيَصْلَىٰ سَعِيرًا
• لما جعلوا كتابَ الله وراء ظهورهم في الدنيا، مُعرضينَ عن هديه، مُتعامينَ عن نوره، تسلَّموا كتبَ أعمالهم من وراء ظهورهم في الآخرة؛ جزاء وِفاقًا.
• أشدُّ حالات اليأس والخيبة والقُنوط حين يدعو المرءُ على نفسِه بالمزيد من الويل والهلاك وهو يتمرَّغ في حَمأة الهلاك، نعوذ بالله من حال أهل النَّار!
===================
إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا (13) إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ
• لو تفكَّر كلُّ عاقلٍ في عاقبة أفعاله، لبكى بدلَ الدموع دما، حزنًا وندما، جرَّاء ما اقترف بحقِّ ربِّه من ذنوبٍ ومعاص، ولكنَّه عمى القلوب!
• كلَّما فترَت عن الطاعات همَّتُك، وإلى المعاصي دعَتكَ نفسُك، فذكِّرها بالآخرة، وبأنها إلى ربِّها راجعة، فذاك أعظمُ ما يوقظ القلوب.
==================
بَلَىٰ إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا
مآلُكَ إلى الله أيها العبدُ شئتَ أو أبيت، وهو خبيرٌ بأحوالك، بصيرٌ بأعمالك، فاتَّقِ الله في نفسك، لتكونَ من الفالحين.
==================
فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ (16) وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ (17) وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ
• هي دعوةٌ إلى تأمُّلِ بديع خلق الله في كونه، المتمثِّل في حُمرة الشفق (وفي كل شيءٍ له آيةٌ/ تدل على أنه واحدُ).
• أقسم الله بالليل لعَظيم فضله، وجليل بركته، وكيف لا يكون كذلك وفيه تقوم أمَّةٌ من الصالحين القانتين يتلونَ آياتِ الله وهم يسجدون؟
=================
لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ
• حياتك أيها الإنسان رحلةٌ تنتقل فيها من طَورٍ إلى طَور، فما أحسنَ أن تتزوَّدَ لها؛ } وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ{.
=================
فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (20) وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ
• ليتَهم أصغَوا إلى القرآن بأفئدتهم، إذن لسجَدوا لجلاله وعظَمته بأرواحهم قبل جباههِم، ولكنَّهم أعرضوا عنه ونكَصُوا على أعقابِهِم.
================
بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ
• ليس كالتكذيب بالحقِّ سبيلُ إلى الإمعان في طرُق الغَواية والباطل، {إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي مَن هو مُسرف گذَّاب{.
==================
وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ
• صدرك وعاءُ خواطرك ونيَّاتك، وإن ربَّك لا يخفى عليه ما تُودعه فيه وما تُجنُّه عن عيون خَلقه، فلا تملأه إلا بطيِّب.
=================
فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ
• هي بشرى تهكُّمٍ واستهزاءٍ بمَن جلب لنفسه السُّخريَّة بسوء عمله، وإنَّ من التهكُّم لَما هو أشدُّ لذعًا وإيلامًا من كلِّ عذاب!
=================
إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ
• لذائذ الدنيا ومُتَعُها مهما طالت وتكاثرت فإنها إلى انقطاعٍ وفناء، أمَّا لذَّاتُ الآخرة ونعيمُها فإنها إلى دوامٍ ونماء، أفلا نعمل لها؟