هدايات سورة الزلزلة
﴿إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا ۞ وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا﴾
أَثْقَالَهَا: ما في بَطنِها من المَوتى والكُنوز.
في اليوم العصيب تُلقي الأرضُ ما في بطنها وتتخلّى، فلا يبقى مخبوءٌ فيها ولا في صدور الناس، فهنيئًا لمَن كان باطنه خيرًا من ظاهره.
===============
﴿وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا ۞ يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا ۞ بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَىٰ لَهَا﴾
تُحَدِّثُ أَخَبَارَهَا: تُخبرُ الأرضُ بما عُمِلَ عليها.
• هذه الأرض التي تدبُّ عليها ستشهد يوم القيامة بما فعلت، وستُخبر عمَّا اجترحتَ وصَنعت، فراقب حركتك فوقها، فالمرء مَجزيٌّ بعمله.
إنه تصويرٌ دقيق بديع لحال البشَر يوم تضطربُ الأرض وترتجُّ بعُنف؛ كلٌ يصرخ فزِعاً مدهوشاً: ما لها، ما لها؟ ويأتي الجوابُ بمزيدٍ من الرعب والهلع: إن الله قد أوحى لها أن تُحدِّثَ عما فعله الناسُ على ظهرها من خيرٍ وشرٍّ.
================
﴿يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ﴾
مهما كتمت من معاصيك، ومهما أسررتَ من الذنوب والآثام، فيوشك أن تراها رأيَ العين جهاراً نهاراً مبشورةً على رؤوس الأشهاد، لا يخفى منها خافية!
• احذر أيها المسلم أن تأتي ما لا يُرضي ربَّكَ؛ فإنَّ عملك إما أن يمضيَ بك إلى بهجة النعيم، وإمَّا أن يهوي بك في أعماق الجحيم.
• وجِّه عنايتك إلى ما ستراه في صحيفتِك، واتَّقِ أن ترى فيها ما تُشيح عنه بوجهِك، فشتَّانَ ما بين مسرورٍ بكتابه، ومن يجعله وراء ظهره.
=================
﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ۞ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾
• قال بعض السلف: (من عدَّ كلامه من عمله الذي سيراه يومَ الحساب، قلّ كلامُه ف فيما لا ينفعُه ويثقِّل ميزانَه بالحسنات).
• على المرء ألَّا يستهينَ بخير عمله مهما كان صغيرا، وألَّا يستهينَ بشرِّ عمله مهما كان حقيرا، فإن مُحقَّرات الذنوب لا تزال تجتمع على الرجل حتى تُهلكه.
• عن عائشة أنَّ سائلا أتاها وعندها سلَّةٌ من عِنَب، فأخذت حبَّةٌ ،فأعطته فقيل لها في ذلك فقالت: (هذه أثقل من ذَرٍّ كثير، ثم قرأت: }فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ{).
• إيَّاك أن تستقل من العمل شيئًا (تراه قليلًا)؛ فإنَّ امرأة دخلت النار في هِرَّة حبستها ولم تُطعمها، وإنَّ امرأة دخلت الجنَّةَ في كلبٍ سقَته.