هدايات سورة الفجر
غريب الألفاظ
وَلَيَالٍ عَشْر | قسَمٌ بعشر ذي الحِجَّةِ الأُول، أو العشر الأواخر من رمضان. |
---|---|
وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ | قسَمُ بِكُلِّ زَوج وفَرد. |
لذِى حِجْرٍ | لصاحبِ عَقل. |
جَابُوا | قطَعُوا. |
فَقَدَرَ | فَضَيَّق. |
التُّرَاثَ | المِيراثَ. |
لَّمًّا | شَديداً. |
وَجَاءَ رَبُّكَ | وجاءَ رَبُّكَ لفَصلِ القَضاءِ بينَ العِبادِ مَجيئًا يليقُ بِجَلالِه. |
﴿وَالْفَجْرِ﴾
• أقسم الله بالفجر في سياق القسم بأزمان فاضلة؛ بيانا لفضل الفجر وبركته، فلنحرص على اغتنام بركاته؛ }وقُرآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا}.
==============
﴿وَلَيَالٍ عَشْرٍ ۞ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ﴾
• هي عَشرُ ليالي ليس غير، ولكنَّها تعدِل الكثيرَ الغفير، فالعبرة ليست بالعدَد ولكن بما يجعل الله فيها من خيرٍ وبركة.
===============
﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ﴾
لا تيئس من رحمة الله، فإنها آتيةٌ لا مَحالة وهذا الليلُ مهما اشتدَّ ظلامُه، وتطاولت آمادُه، فإنه سائرٌ زائل، وسيعقُبه ضياءٌ غامر.
===============
﴿هَلْ فِي ذَٰلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ﴾
• وهل ينتفع بالقرآن وآياته إلَّا من يتدبَّره بعقله ويتبصَّر فيه بلُبِّه؟ فما أجدرَنا أن نُعملَ عقولنا فيه تأمُّلًا وتفكُّرًا.
==============
﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ ۞ إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ ۞ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ﴾
• قد تملك أمَّةُ القوَّةَ والحضارة والبنيان، فيكون كلُّ ذلك وبالًا عليها لا خيرًا لها، فالعبرة بحسُن الاستعمال والتوظيف مع حُسن التصوُّر والتفكُّر.
===============
﴿وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ﴾
• القدرة على تطويع الأرض بالأدوات والتِّقنيَّات لا تمنح الأممَ الحصانةَ من الهلاك والفناء، إنما تُحمى الأممُ بالتَّوحيد والعدل.
===============
﴿وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ ۞ الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ ۞ فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ ۞ فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ﴾
• لقد كان لفرعونَ أوتادٌ راسخة تثبِّت حُكمَه، فهل أغنَت عنه شيئًا حين حلَّ به الهلاكُ والغرَق؟
• الطُّغيان والعتوُّ في الأرض والإفسادُ فيها سببُ الزَّوال والذهاب وحلول الدَّمار والعذاب، أجارنا الله من ذلك.
===============
﴿إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ﴾
• سنَّة الله تعالى واحدةٌ في المكذِّبين لرسُله الظالمين لعباده؛ فهو راصدٌ لأعمالهم، مراقبٌ لأفعالهم، وسيَجزيهم عن سيِّئها بما يستحقُّون من عذاب بئيس.
===============
﴿فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ ۞ وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ﴾
• بسطُ الرزق وتقتيره كلاهما ابتلاءٌ من الله تعالى لعباده؛ ففي الأوَّل اختبارٌ للشُّكر، وفي الثاني اختبارٌ للصَّبر (ونَبلُوكُم بالشَّرِّ والخير فتنةً وإلينا تُرجَعُون)
• لا تفسِّر ما يُصيبك من آلامٍ وأحزان ومرض وفقر بأنه إهانةٌ من الله لك، ولكنَّه اختبارٌ كاختبار الغني، فيا فوزَ الناجحين.
==============
﴿كَلَّا ۖ بَل لَّا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ ۞ وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ﴾
• وقوف همَّة العبد عند مُراد نفسه دليلُ أنانيَّته وانحطاط عزيمته، أمَّا النفوسُ الكبيرة فيتجاوز اهتمامُها الذاتَ إلى أحوال الضُّعفاء والمحتاجين.
• لو أنَّ كلَّ مسلم لم يكتَفِ بفعل الخير حتى يحثَّ إخوانَه وأهليه على التَّراحُم، لباتَت أمَّتُنا جسدًا واحدًا، ليس فيها كسيرٌ ولا محتاج.
==============
﴿وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَّمًّا ۞ وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا﴾
• صفتان ذمیمتان من علامات فساد القلب: الإفراطُ في حبِّ الدنيا والمال، وعدمُ المبالاة من حلالٍ أتى أو من حرام!
• معرفة الدَّاء يُعين على اختيار الدَّواء، فإذا علمتَ أيها العبدُ أن حبَّ المال جِبِلَّةٌ فيك،. أحسنتَ كبحَ جماحه قبل أن تطغى به وتهلِك.
================
﴿كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا﴾
• من أعظم ما يحمل المرءَ على الزهد في الدنيا وترك الاغترار بها استحضارُ مَصيرها المحتوم، وهو الخَراب والزَّوال.
================
﴿وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا﴾
• إن يقينك أيها العبدُ بمجيء الملك الجبَّار يوم القيامة للحساب، يدعوك إلى الاستعداد لذلك اللقاء، بكثرة الطَّاعات، والرغبة في الدَّار الآخرة.
================
﴿وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ ۚ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّىٰ لَهُ الذِّكْرَىٰ﴾
• تفكَّر أيها المؤمنُ في هذا المشهد الحقِّ؛ واعمل ألَّا تكونَ فيه من النَّادمين، الذين يتمنَّون أن يُرجعوا إلى الدنيا ليُصلحوا، ولكن هَيهات.
=================
﴿يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي﴾
• الحياة الحقيقيَّة هي حياةُ الآخرة، والعاقل مَن عمل لها لا لسواها؛ فإن استقام على شَرع الله فقد فاز بخيرَي الدَّارَين، ويا له من فوز!
=================
﴿فَيَوْمَئِذٍ لَّا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ ۞ وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ﴾
• لو أنَّ عذاب الدنيا بأسره اجتمع على إنسانٍ واحد لم يبلُغ في الإيلام مبلغَ رؤية جهنَّمَ وهي تفور وتَضطَرِم، فهل من عذابٍ أشدُّ من عذاب الله؟
===============
﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ۞ ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً﴾
• حين تستوي مشاعرُ العبد في الشدَّة والرَّخاء، والفقر والغنى، والخوف والأمن؛ ثقةً بالله ويقيناً بفضله، فتلك مرتبةُ الطُّمَأنينة، ولا يبلغها إلا من كان لها أهلًا.
• عمل القلوب أشرفُ الأعمال، ومن شرفِ المؤمن في الدنيا يقينُه بوعد ربِّه، وطُمَأنينتُه بالإيمان به، وفي الآخرة تُنادَى نفسُه بأشرف نداء.
===============
﴿فَادْخُلِي فِي عِبَادِي ۞ وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾
• أبلغ الأُنس اجتماعُ الأرواح المؤتلفة والقلوب المتحابَّة، ومن هنا أدخل المؤمنون الجنَّةَ زُمَرًا، ليسعدَ كلٌ بإخوانه، وهذا من تمام التكريم.
• أيتها النفسُ كلما أوهنَك التعب، وأوجعك الألم، تصبَّري بتذكُّر لحظةٍ يقول لك فيها ربُّك: ادخلي جنَّتي.