القائمة الرئيسية
أكاديمية سبيلي Sabeeli Academy

هدايات سورة الليل

سورة الليل
وَٱلَّيْلِ إِذَا يَغْشَىٰ ﴿١﴾
وَٱلنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّىٰ ﴿٢﴾
وَمَا خَلَقَ ٱلذَّكَرَ وَٱلْأُنثَىٰٓ ﴿٣﴾
إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّىٰ ﴿٤﴾
فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ وَٱتَّقَىٰ ﴿٥﴾
وَصَدَّقَ بِٱلْحُسْنَىٰ ﴿٦﴾
فَسَنُيَسِّرُهُۥ لِلْيُسْرَىٰ ﴿٧﴾
وَأَمَّا مَنۢ بَخِلَ وَٱسْتَغْنَىٰ ﴿٨﴾
وَكَذَّبَ بِٱلْحُسْنَىٰ ﴿٩﴾
فَسَنُيَسِّرُهُۥ لِلْعُسْرَىٰ ﴿١٠﴾
وَمَا يُغْنِى عَنْهُ مَالُهُۥٓ إِذَا تَرَدَّىٰٓ ﴿١١﴾
إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَىٰ ﴿١٢﴾
وَإِنَّ لَنَا لَلْءَاخِرَةَ وَٱلْأُولَىٰ ﴿١٣﴾
فَأَنذَرْتُكُمْ نَارًۭا تَلَظَّىٰ ﴿١٤﴾
لَا يَصْلَىٰهَآ إِلَّا ٱلْأَشْقَى ﴿١٥﴾
ٱلَّذِى كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ ﴿١٦﴾
وَسَيُجَنَّبُهَا ٱلْأَتْقَى ﴿١٧﴾
ٱلَّذِى يُؤْتِى مَالَهُۥ يَتَزَكَّىٰ ﴿١٨﴾
وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُۥ مِن نِّعْمَةٍۢ تُجْزَىٰٓ ﴿١٩﴾
إِلَّا ٱبْتِغَآءَ وَجْهِ رَبِّهِ ٱلْأَعْلَىٰ ﴿٢٠﴾
وَلَسَوْفَ يَرْضَىٰ ﴿٢١﴾

وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَىٰ ۞ وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّىٰ
• القسَم بالليل والنهار يَلفِتُ قلبَ المؤمن إلى انتظام آيات الله تعالى في كونه، فيزيدُه خضوعا، ولجنَابه خشوعا.
=============
وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَىٰ
• في خَلق الزوجين كثيرٌ من أدلَّة عظمة الله تعالى وظهور قدرته وحكمته فيهما تتكامل الحياة، وتتوالد الأجناسُ وتبقى.
=============
إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّىٰ
• يتباين سعيُ الناس في حياتهم، بحسَب مقاصدهم ونيَّاتِهِمْ، فَمَن عمل الله كما أمر فهو المأجورُ المقبول، ومَن خالف ذلك فلا قيمةَ لسعيه ولا قَبول لعمله.
=============
فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ وَاتَّقَىٰ ۞ وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَىٰ
• تضمَّنت هذه الكلماتُ الثلاث مراتبَ الدِّين جميعًا، فالإعطاء فعلُ المأمور، والتقوى تركُ المحظور، والتصديق بالحسنى تصديقٌ ويقين، فانتظم ذلك كلَّ الدِّين.
===============
فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَىٰ
• وهل بعد هذا من مَطمَعٍ للعبد؛ أن يُيسَّر لأيسر السبُل الموصلة إلى رضا الله والفلاح في الدنيا والآخرة؟
===============
وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَىٰ ۞ وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَىٰ ۞ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَىٰ
• البخل خَصلةٌ مذمومة أيًّا كانت صورتُه وهو يحمل صاحبَه على الاستغناء عن جزاء الله تعالى تكبُّرًا وغروراً.
• منع الموجود من سوء الظنِّ بالمعبود، فلمَّا كذَّب المكذَِبون بجزاء ربِّهم وبخلَفه عليهم أمسكوا عن البذل، وبخلوا بالعطاء.
==============
وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّىٰ
• سيأتي يومٌ يعلم فيه من بخل بماله أنه لن يدفعَ عنه ضُرًّا ولن يجلبَ له نفعًا، ولكن حين لا ينفعُه علمٌ ولا يُغني عنه عمل، فهلَّا كان قبلُ!
==============
إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَىٰ ۞ وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَىٰ
• تولَّى الله هدايةَ خلقه بأن بيَّن لهم كلَّ ما يلزمهم في العقيدة والعبادة والمعاملات والأخلاق، فيا خيبةَ من حاد عن هُداه.
• أيها المسلم، علِّق قلبك بربِّك ولا تعلّقه بسواه، موقنًا أنه سبحانه له وحدَه ملكُ الآخرة والأولى، ولن يُنجيَك إلا رضاه.
==============
فَأَنذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّىٰ ۞ لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى ۞ الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ
• من واسع فضل الله على خَلقه ولطفه بهم أنه لا يأخذُهم بذنوبهم حتى يحذِّرَهم وينذرَهم من مواطن الهلكة والضَّلال.
• بقدر التصديق والإيمان، تكون السعادة والرضوان، أمَّا التكذيبُ والكُفران، فعاقبته الخيبة والخُسران، تلكم هي قضيَّة القضايا في القرآن.
==============
وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى
• إقبالك على الطَّاعات أيها العبدُ إنما هو توفيقٌ من الله لك وفضلٌ منه عليك، فاشكُر الله دومًا على نَعمائه، وهل من نعمةٍ تعدل الهدايةَ والاستقامة؟
==============
الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّىٰ
• لا شيء يزكِّي النفس ويرتقي بها مثلُ الكرم والسَّخاء، واعتياد البذل والعطاء، ففيها قطعٌ للنفس عن عَلائق الأرض ووصلٌ لها بعوالي السَّماء.
==============
وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَىٰ
أحسنُ العطايا ما أُريد بها وجهُ الله تعالى، لا رضا مخلوق، ولا ردُّ جميل، ولا رجاءُ خيرٍ من أحد.
==============
إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَىٰ
• عند الصدقة جرِّد قلبك من كل نيَّةٍ دنيوية، وارتَقِ إلى قصد رضا ربِّك الأعلى، فمَن كان مع الأعلى عزّ وفاز وعلا.
==============
وَلَسَوْفَ يَرْضَىٰ
• ما أرضى عبدٌ ربَّه بتقواه وعطائه لخلقه إلَّا كافأه الله بالرِّضا أضعافَ ما كان يؤمِّل ويرجو.
• لم يعرف تاريخُ البشر أعظمَ عطاءً من أبي بكرٍ الصدِّيق رضي الله عنه، وقد زكَّاه القرآن تزكيةً باقية إلى يوم القيامة، وخاب وخسر من انتقصَه أو أساء إليه.