هدايات سورة الليل
وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَىٰ ۞ وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّىٰ
• القسَم بالليل والنهار يَلفِتُ قلبَ المؤمن إلى انتظام آيات الله تعالى في كونه، فيزيدُه خضوعا، ولجنَابه خشوعا.
=============
وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَىٰ
• في خَلق الزوجين كثيرٌ من أدلَّة عظمة الله تعالى وظهور قدرته وحكمته فيهما تتكامل الحياة، وتتوالد الأجناسُ وتبقى.
=============
إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّىٰ
• يتباين سعيُ الناس في حياتهم، بحسَب مقاصدهم ونيَّاتِهِمْ، فَمَن عمل الله كما أمر فهو المأجورُ المقبول، ومَن خالف ذلك فلا قيمةَ لسعيه ولا قَبول لعمله.
=============
فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ وَاتَّقَىٰ ۞ وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَىٰ
• تضمَّنت هذه الكلماتُ الثلاث مراتبَ الدِّين جميعًا، فالإعطاء فعلُ المأمور، والتقوى تركُ المحظور، والتصديق بالحسنى تصديقٌ ويقين، فانتظم ذلك كلَّ الدِّين.
===============
فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَىٰ
• وهل بعد هذا من مَطمَعٍ للعبد؛ أن يُيسَّر لأيسر السبُل الموصلة إلى رضا الله والفلاح في الدنيا والآخرة؟
===============
وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَىٰ ۞ وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَىٰ ۞ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَىٰ
• البخل خَصلةٌ مذمومة أيًّا كانت صورتُه وهو يحمل صاحبَه على الاستغناء عن جزاء الله تعالى تكبُّرًا وغروراً.
• منع الموجود من سوء الظنِّ بالمعبود، فلمَّا كذَّب المكذَِبون بجزاء ربِّهم وبخلَفه عليهم أمسكوا عن البذل، وبخلوا بالعطاء.
==============
وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّىٰ
• سيأتي يومٌ يعلم فيه من بخل بماله أنه لن يدفعَ عنه ضُرًّا ولن يجلبَ له نفعًا، ولكن حين لا ينفعُه علمٌ ولا يُغني عنه عمل، فهلَّا كان قبلُ!
==============
إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَىٰ ۞ وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَىٰ
• تولَّى الله هدايةَ خلقه بأن بيَّن لهم كلَّ ما يلزمهم في العقيدة والعبادة والمعاملات والأخلاق، فيا خيبةَ من حاد عن هُداه.
• أيها المسلم، علِّق قلبك بربِّك ولا تعلّقه بسواه، موقنًا أنه سبحانه له وحدَه ملكُ الآخرة والأولى، ولن يُنجيَك إلا رضاه.
==============
فَأَنذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّىٰ ۞ لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى ۞ الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ
• من واسع فضل الله على خَلقه ولطفه بهم أنه لا يأخذُهم بذنوبهم حتى يحذِّرَهم وينذرَهم من مواطن الهلكة والضَّلال.
• بقدر التصديق والإيمان، تكون السعادة والرضوان، أمَّا التكذيبُ والكُفران، فعاقبته الخيبة والخُسران، تلكم هي قضيَّة القضايا في القرآن.
==============
وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى
• إقبالك على الطَّاعات أيها العبدُ إنما هو توفيقٌ من الله لك وفضلٌ منه عليك، فاشكُر الله دومًا على نَعمائه، وهل من نعمةٍ تعدل الهدايةَ والاستقامة؟
==============
الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّىٰ
• لا شيء يزكِّي النفس ويرتقي بها مثلُ الكرم والسَّخاء، واعتياد البذل والعطاء، ففيها قطعٌ للنفس عن عَلائق الأرض ووصلٌ لها بعوالي السَّماء.
==============
وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَىٰ
أحسنُ العطايا ما أُريد بها وجهُ الله تعالى، لا رضا مخلوق، ولا ردُّ جميل، ولا رجاءُ خيرٍ من أحد.
==============
إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَىٰ
• عند الصدقة جرِّد قلبك من كل نيَّةٍ دنيوية، وارتَقِ إلى قصد رضا ربِّك الأعلى، فمَن كان مع الأعلى عزّ وفاز وعلا.
==============
وَلَسَوْفَ يَرْضَىٰ
• ما أرضى عبدٌ ربَّه بتقواه وعطائه لخلقه إلَّا كافأه الله بالرِّضا أضعافَ ما كان يؤمِّل ويرجو.
• لم يعرف تاريخُ البشر أعظمَ عطاءً من أبي بكرٍ الصدِّيق رضي الله عنه، وقد زكَّاه القرآن تزكيةً باقية إلى يوم القيامة، وخاب وخسر من انتقصَه أو أساء إليه.