هدايات سورة المطففين
غريب الألفاظ
رَانَ | غَطَّى |
---|---|
مَرْقُومٌ | مكتوبٌ مُثبَت. |
فَكِهِينَ | مُتَلذّذينَ بِسُخْرِيَّتِهم منَ المُؤمنين. |
تَسْنِيمٍ | عَينٍ في أعلى الجَنَّة. |
ثُوِّبَ | جُوزِيَ. |
وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ
• هذا وعيدٌ شديدٌ لكلِّ من يغُشُّ الناسَ بالشيء الطَّفيف اليَسير؛ جشعًا وطمعًا وخسَّة ودناءة، فما بالكُم بالشيء الكثير ؟!
• إذا كان هذا الوعيدُ للذين يبخَسون الناسَ بالمِكيال والميزان، فما حالُ من يقهر الضعفاءَ على أموالهم قهرًا، ويسلبها منهم سلبًا؟
• تأمَّل يا رعاكَ الله هذا التهديدَ العظيم فإنه يشمل مَن يطفِّف في حبَّات قمحٍ وذُرة فكيف بمَن يطفِّفون في حقوق زوجاتهم وقد أخذنَ منهم ميثاقًا غليظًا؟!
==================
الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ
• احذر سلوكَ المطفِّفين؛ فإن كلَّ مَن طالب بحقوقه كاملة، وانتقص من حقوق الآخرين، دخل فيهم وكان منهم.
• من أخلاق الكرام السَّماحةُ في الحقوق، والغضُّ عن القليل الحقير، والعفوُ عن الهيِّن اليسير، لا شدَّةُ الاستيفاء.
==================
أَلَا يَظُنُّ أُولَٰئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ
• يرى الإنسانُ في هذه الدنيا من صور الظُّلم وهضم الحقوق الكثير، وإنَّ عدل الله يقتضي أن يكونَ للحساب يومٌ ينتصف فيه كلُّ مظلومٍ من ظالمه.
• إن تذكُّر الآخرة وما سيُقام فيها من موازين العدل يحمل الإنسانَ على تحرِّي العدل في الدنيا، والحرص على إنصاف إخوانه قبل نفسِه.
=================
لِيَوْمٍ عَظِيمٍ
• من أعظم مظاهر الجزاء يوم القيامة حصولُ كلِّ ذي حقٍّ على حقِّه، والانتقامُ من كل مستبدٍّ قاهرٍ للناس ظالمٍ لهم.
=================
يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ
• قد يتمكَّن الظالم من تحريف الحقائق في محاكم الدنيا وأمام الخلق، لكن هَيهاتَ أن يفعلَ ذلك حين يقوم لأحكم الحاكمين، وربِّ العرش العظيم.
=================
كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ (7) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ (8) كِتَابٌ مَّرْقُومٌ
• لا ظُلمَ اليوم، إنما هي أعمالكُم مدوَّنةٌ مَرقومة، لا يزيد أحدٌ فيها ولا يَنقُص منها، فلا تلوموا إلا أنفسَكم.
==================
وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ (10) الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (11) وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ
• لا يكتمل إيمانُ العبد حتى يؤمنَ باليوم الآخر، فإنه يحمل الإنسانَ على محاسبة نفسه ومراقبة عمله، قبل أن يُحاسَبَ ويُناقش.
• لولا التكذيبُ بالآخرة والغفلةُ عنها لما أحدث عبدٌ ذنبًا، ولا طفَّف مطفِّفٌ في كَيلٍ ولا وزن فويلٌ لمَن ظلم نفسَه بعدوانه الأثيم.
==================
إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ
أيها الداعيةُ اصبر على ما يقول المكذِّبون الحاقدون، فقد كذََّبوا الرسُلَ من قبلك، ووصَموا القرآن العظيم بأنه أساطيرُ الأوَّلين!
==================
كَلَّا بَلْ ۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ
قال الحسن البصريُّ: (هو الذنبُ على الذنب، حتى يعمى القلبُ فيموت). فإيَّاك والتهاون بصغار الذنوب، فإنها تجتمع على العبد حتى تُهلَكَه.
=================
كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ
• مَن رانَ على قلبه كسبُه السيِّى وغطَّته معاصيه وذنوبُه، حُجب عن الحقِّ في الدنيا، وعن رؤية الله في الآخرة، فإنَّ الجزاء من جنس العمل.
=================
ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ (16) ثُمَّ يُقَالُ هَٰذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ
• ماذا ينتظر المُعرضونَ عن الله ودينه إِلَّا أن يكونَ مصيرَهم الجحيم؟ هلَّا ارعَوَوا من ، قبلُ واتَّبعوا سبيل الرَّشاد!
================
كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (18) وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ
• عظَّموا الله في قلوبهم، واستحضروا رضاه في أعمالِهم، فعظَّم شأنهُمْ، ورفع قدرَهُمْ وأعلى مرتبَتُهم، فهل علمتُم ما عليُّون؟
================
كِتَابٌ مَّرْقُومٌ (20) يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ
• إنه إعلانٌ على رؤوس الأشهاد من خواصِّ الصَّالحين، أشبهُ بإعلان أسماء الناجحين النابغين زيادةً في تكريم المحسنين المتَّقين.
================
إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (22) عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ
• أفاض الله عليهم من النعيم حتى أحاط بهم من كلِّ حدَب وغمرهم به غمرًا، فهل بعد هذا من تكريم؟ جعلنا الله من أهل هذا النعيم.
• لم يبيِّن إلام ينظرون، ليحلِّقَ الخيال في كلِّ حُسن وجمال، وفي كلِّ ما تلذُّ به الأعينُ وتشتهيه الأبصار، وأجلُّه يقينًا النظر إلى وجه الله الكريم.
=================
تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ
جمال الوجوه في الآخرة صدًى لجمال القلوب والأعمال في الدنيا، فبيِّض وجهَك بالطَّاعات، وجمِّله بالقرُبات.
================
يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ
• اجتنَبوا الخمرةَ في الدنيا، فسقاهم ربُّهم ألذَّها وأهنأها في جنَّة عَدن؛ كِفاءَ طَاعَتِهِمْ، وجزاء امتثالهِمْ.
===============
خِتَامُهُ مِسْكٌ ۚ وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ
• شتَّانَ ما بين المتنافسين لجمع حُطام الدنيا تسنيم ولو بالتَّطفيف، والمتنافسين لنعيم الآخرة ولو ببذل أموالهم وأنفسهم.
===============
وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ (27) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ
• سمَّى الله لهم عيون الماء التي تمتزج بشرابهم، لتعظُمَ الهمم في طلبها وتشتدَّ الرغبةُ في العبِّ منها والنهل من لذيذها.
===============
إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ (29) وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ
• سنَّة الله في كلِّ دعوةٍ وحركةِ إصلاح: أن تُبتلى بمَن يحاربها ويفتري عليها، ومَن يحاصرها بالسُّخريَّة والغمز، فالصبرَ الصبرَ أيها الدعاة.
================
وَإِذَا انقَلَبُوا إِلَىٰ أَهْلِهِمُ انقَلَبُوا فَكِهِينَ
• إن فرحهم الخادعَ، وسرورهم الوهميَّ الذي عادوا به إلى أُسَرهم من جَرَّاء تكذيبهم المؤمنين، واستهزائهم بالصالحين، سيورثهم حزنًا طويًلا طويلًا.
=================
وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَٰؤُلَاءِ لَضَالُّونَ
• مهما احلَولَكَت سماؤك أيها المسلمُ بسواد الإيذاء والاستهزاء، فاصبِر واثبُت، فإنه يوشك أن يسطعَ الفجرُ بنور النصر والتمكين، والعاقبة دومًا للمتَّقين.
=================
وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ
• بدوا من شدَّة حرصهم على السُّخريَّة بالمؤمنين وكأنما وُكِّلوا بحفظ أعمالهم، وما حملهم على ذلك إلا طُغيانهم في كفرهم وضلالهم.
================
فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ
• كما تَدِينُ تُدان، فمَن سَخِرَ من الصَّالحين في الدنيا وترفَّع عليهم أنزل في منازل الضَّعة والصَّغار، يسخر منه المؤمنون، ويضحك الصّالحون!
===============
عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ
• قُل موتوا بغيظكم أيها المتكبِّرون، فها هم أولاء المؤمنون الصالحون، الذين طالما كنتُم منهم تضحكون على سُررِ النعيم يتقلَّبون فأين من نظراتهم تهربون؟!
================
هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ
• ما زرَعتُموه في الأمس من ظلمٍ وفساد لا بدَّ ستحصدُونه اليوم؛ جزاءً وِفاقًا (وما ظَلَمناهُم ولكن كانوا أَنْفُسَهُم يَظْلِمُون).