هدايات سورة النازعات
غريب الألفاظ
نَّخِرَةً | بَالِية. |
---|---|
رَفَعَ سَمْكَهَا | أعلى سَقفَها. |
دَحَاهَا | بسَطَها. |
وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا (1)
• إقسام الله تعالى بملائكته المُطيعين المستسلمين لأمره، إنما هو لظهور دَلالةِ أفعالها على ربوبيَّته ووَحدانيَّته، وكمال علمه وقدرته وحكمته.
===============
وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا (2)
• أرواحُ المؤمنين المشتاقين إلى ربِّهم تُخرجها الملائكة طيِّبةً سهلة إلى باريها، فمَن أحبَّ لقاء الله أحبَّ اللهُ لقاءه.
==============
وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا (3) فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا (4) فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا (5)
• الكون مكتظٌّ بالملائكة المسابحة في ملكوت ربِّها، يوقن بذلك المؤمنون بالغيب، فيتَّخذونها أُسوةً في تمام الانقياد لأمر الله تعالى.
• ما أحرانا معشرَ المسلمين أن نكونَ كالملائكة المَرضيِّين في السَّبق إلى طاعة الله، والإسراع في امتثال أمره.
===============
يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (6) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ (7)
• مع رجفة القيامة المَهولة تضطربُ سننُ الكون اضطرابًا، وترتجف الأرضُ ارتجافًا، وتضمحلُّ الحركات، وتصمُت الأصوات؛ إيذانًا بالبعث.
• مع النفخة الثانية بالصُّور تذهَلُ كلُّ مرضعةٍ عمَّا أرضعَت، وتبلغ القلوبُ الحناجر، فويلٌ لمَن لم يُعدَّ لهذا اليوم صلاحًا!
===============
قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ (8) أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ (9)
• العيون التي كانت تنظر شَزْرًا للعباد وترمُقهم بتعالٍ واستكبار، ما بالها اليومَ قد غشِيَها الذلُّ والهوان؟ لم يُغن عنها مالٌ ولا جاه.!
===============
يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ (10)
• حين يعجِزُ المُبطلون عن البرهان وتنقطع الحُجَّة لديهم، يلجؤون للسُّخريَّة والتَّكذيب، واستبعاد البعث والجزاء.
================
أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا نَّخِرَةً (11)
• عجبًا لمَن خلقَه الله من عدَم، ثم تراه يجادل في البعث والنشور، ولو عقَلوا لعلموا أنَّ إعادة الخلق من عظامٍ بالية أهونُ من الخَلق الأوَّل؟
===============
قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ (12)
• أعظم السَّفَه السُّخريَّة بأبيَن الحقائق وأشدِّ الحوادث خطرًا وهَولًا، وهل أعظمُ من النشور ومواقف الحساب؟!
==============
فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ (13)
• هي زجرةٌ واحدة تبعث الخلقَ من قبورهم سِراعًا، ليصكَّ مسامعَهم نداء الله تعالى: (لمَن المُلكُ اليوم)؟ فوَيلٌ لمَن كان نازع الله في مُلكه.
================
فَإِذَا هُم بِالسَّاهِرَةِ (14)
• ما أقساها من لحَظات؛ حين يصير العبادُ فوق الأرض بعد أن تحلَّلَت أجسادُهم وذابت في تُرابها {فَوَيلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِن مَشهدِ يومٍ عَظيم{.
===============
هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَىٰ (15)
• خيرُ ما يتسلَّى به المحزونُ قصصُ مَن أصابهم مثلُ حزنه؛ لذا قصَّ الله على نبيِّنا ﷺ قصَّةَ موسى ومصيرَ فرعون؛ تثبيتًا له، وتصبيرًا على ما أصابه.
===============
إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (16)
• تكتسب الأماكنُ العظَمةَ والجلال ممَّا يكون فيها من أحداثٍ عِظام، وهل أعظمُ من نزول الوحيِ بالهُدى والرشاد؟
===============
اذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ (17) فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَىٰ أَن تَزَكَّىٰ (18)
• ما أعظمَ حِلمَ الله على عباده، حتى فرعونُ الذي بلغ الغايةَ في العتوِّ والطغيان بعث الله إليه رسولًا؛ رجاءَ أن يهتديَ ويتوب.
• التزكِّي كلمةٌ جامعة لأهداف الدعوة؛ تجمع بين اليقين بالتوحيد والعمل بالشَّريعة والأحكام، وقد فاز وأفلح مَن زكَّى نفسَه.
================
وَأَهْدِيَكَ إِلَىٰ رَبِّكَ فَتَخْشَىٰ (19)
• على قدر معرفتك بربِّك ويقينك بأسمائه وصفاته، تكون خشيتُك منه وتعظيمُ أمره ونهيه، فاعرف ربَّك تسعَد وتنجح.
================
فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَىٰ (20) فَكَذَّبَ وَعَصَىٰ (21)
• لقد كانت آيةً كبرى، هي أجلُّ وأعظم من كلِّ الشكوك والظنون، ولكنَّ النفوس الجاحدة تعمى عن الأدلَّة مهما كانت ظاهرةً جليَّة.
• التكذيب قرين المعصية، فما عصى عبدٌ ربَّه إلا بنقص إيمانه، وضعف يقينه، فاللَّهُمَّ زدنا إيمانًا ويقينًا وعملًا صالحًا متقبَّلًا.
================
ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَىٰ (22) فَحَشَرَ فَنَادَىٰ (23)
• تأمَّل في جَلَد هذا الفاجر، وحِرصه على إثبات باطله، ثم انظُر إلى عجز بعض الصَّالحين، وانقطاعهم عن مشروعاتهم عند أوَّل عقَبة!
===============
فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ (24) فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَىٰ (25)
• كلَّما تمادى الطُّغاة كان أخذُ الله لهم أشدَّ، ولمَّا كان جُرم فرعونَ بادِّعاء الربوبيِّة أعظمَ الجرائم، نكَّل الله به وجعله عبرةً إلى يوم القيامة.
===============
إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَىٰ (26)
• أحداث التاريخ قد تتكرَّر بمشيئة الله، فما أحسنَ أن نعتبرَ بعواقب الماضين، وأن نوظِّفَ أحداثَ الغابرين، بإصلاح الحاضر والمستقبل.
• إنما يكون الانتفاعُ بالآيات بحسَب ما في القلوب من خشيةِ الله وتعظيمه، فاللُّهُمَّ زدنا لك خشيةً، وانفعنا بعظيم آياتك ومِنَنك.
==============
أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ ۚ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28)
• نظرةٌ واحدة إلى السماء تملأ القلبَ مهابة، أفيكون بعثُ البشَر أشدَّ من خَلقها ورفعها بلا عمَد؟! ما لكم كيف تحكمون؟
==============
وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29)
• من أدلَّة الربوبيَّة أن الله جعل اختلافَ الليل والنهار وتعاقبهما وَفقَ سنَّةٍ كونيَّة دقيقة عظيمة مناسبًا لحياة الإنسان ومتاعًا ونعمةً له.
================
وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَٰلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31)
• استحضر في كلِّ خطوة تخطوها على أديم الأرض نعمةَ الله العظيمةَ؛ بأنْ بسطها لك وسخَّرها لمعيشتك ومنفعتك.
• كلُّ قطرة ماءٍ تدخل جوفك تذكِّرك بلطف ربِّك وجميل صُنعه، الذي أخرجها من الأرض وجعلها سائغةً لك، فلله الحمدُ علي واسع فضله.
===============
وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32) مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (33)
• يغمُر المؤمنَ الحياء من الله حين يُجيل طرفَه فيما حوله من جبالٍ وأرض وشجر وماء، فيهتف قلبُه قبل لسانه: ما أعظمَ منَّتَك ربَّنا!
==============
فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَىٰ (34)
• همُّ الآخرة هو أعظُم الهموم وأكبرُها، وهو الجدير بالاستعداد والعمل، وما سواه فسهلٌ هيِّن مهما عظُم، فطوبى لمَن عقَل.
==============
يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ مَا سَعَىٰ (35)
• مهما نسيتَ من أعمالك فسيأتي يومٌ تتذكَّر فيه الصغيرَ منها والكبير، يوم يُقال لك: (اقرَأ كِتابَكَ كفى بنفسِكَ اليَومَ عليكَ حَسِيبًا).
==============
وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَن يَرَىٰ (36)
• ها هي ذي الجحيمُ التي كانت خبرًا محجوبًا عنَّا بحُجُب الغيب قد تبدَّت بسعيرها للأبصار، وبرزَت بلهبها للأعيُن، وليس الخبرُ كالعِيان.
===============
فَأَمَّا مَن طَغَىٰ (37) وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَىٰ (39)
• فِرَّ من الجحيم فِرارَكَ من الأسد، باجتنابك صفتَين ذميمتَين من صفات أهل النار؛ الطغيان، وإيثار الدنيا على الآخرة.
• يأوي العبد عادةً من مخاوفه وآلامه إلى حيثُ يستريح ويأمن، فما أعظمَ خسارةَ المتمرِّدين على شرع الله، وقد غدا مأواهم نارًا تلظَّى!
===============
وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ (41)
• علامةُ الخوف الحقيقيِّ من الله حرصُ العبد ألَّا يراه مولاه إلا على خيرٍ وطاعة، فلا تجعل اللهَ أهونَ الناظرين إليك.
===============
يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (42)
• الآخرة كالسفينة المحمَّلة بما يترقَّبه المترقِّبون، ولا يعلمون بلحظة وصولها ورُسوِّها، ولا يجدون فيها إلا ما كانوا أودَعوه فيها من عمل.
===============
فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا (43) إِلَىٰ رَبِّكَ مُنتَهَاهَا (44)
• أخفى الله وقتَ الساعة عن نبيِّه وسائر خلقه؛ ليكونوا على استعدادٍ دائم لها في كلِّ وقت وحين، فهلَّا كنَّا من المستعدِّين!
================
إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا (45)
• مِن عمل الأنبياء والمرسلين التذكيرُ بالآخرة، وما أحرانا أن ننسجَ على نولهم ونقتفيَ آثارهم.
===================
كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا (46)
• حين يرى الناسُ الآخرة ويعيشون في أفزاعها، تتضاءل الدنيا في أنفسِهم وتتصاغر في عيونهم، حتى لكأنَّ أعمارَهم فيها لم تتجاوز سُوَيعات.