هدايات سورة النبأ
غريب الألفاظ
الْمُعْصِرَاتِ | السُّحُبِ المُمطرة. |
---|---|
ثَجَّاجًا | مُنصَبًّا بكَثرة. |
مِرْصَادًا | مكانًا لرَصدِ الكافرين. |
أَحْقَابًا | دُهُورًا لا تنقَطِع. |
وَغَسَّاقًا | صَدِيدَ أَهلِ النَّار. |
وَكَوَاعِبَ | فتَياتٍ حَديثاتِ السِّنّ، نَواهِدَ الصُّدور. |
أَتْرَابًا | مُستَوِياتٍ في السِّنِّ. |
دِهَاقًا | مَملُوءة. |
عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2)
• أعظمُ الأنباء والأخبار ما اتَّصل بالإيمان والقرآن والبعث.
• عظمةُ أحاديثنا وأخبارنا تكون بقَدر ما نضخُّ فيها من الوحي والتذكير بالآخرة.
===============
الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3)
• المناوئون للحقِّ القويم تفرِّقُهم أهواؤهم، فتختلفُ كلمتُهم، وتتناقضُ أباطيلُهم.
===============
كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (5)
• أغفلَ ذكرَ العلم الذي سيعلمونه ليكونَ التهديدُ أشدُّ وقعًا على أسماعهم وعقولهم، ولو أعمَلوا عقولهم بتجرُّدٍ وصدقٍ لعلِموا العلمَ الحقَّ.
==============
أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (6) وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا (7).
• أدلَّة التوحيد مثبوتةٌ من حولنا، قريبةٌ من أبصارنا وبصائرنا، وفيها الغَناء عن كلِّ فلسفة معقَّدة، وجدَل نظريٍّ عقيم!
• حتى الجبالُ الشامخة العظيمة جعلها الله مسخَّرةً لخلقه؛ لتكونَ رسالةً منه إليهم بعظيم رحمته، وجميل لطفه.
==============
وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا (8)
من مِنَن الله على خَلقه أن جعلَهم أصنافًا شتّى؛ لتتكاملَ بهم الحياة، وتنتظمَ شؤونُها، ففي التنوُّع جمالٌ وبهجة.
===============
وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا (9)
• النوم نعمةٌ تستوجب الشُّكر؛ فهو محطَّة لتخَفُّف الجسد من إعيائه، وتهيئةٌ له لمواصلة كفاحه، فلا بدَّ من أخذ النصيب الوافي منه.
===============
وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (10)
• ليس الليلُ للوَحشة والقلق، ولا للفجور والفسوق، ولكنَّه لسكون الأجساد، وطُمَأنينة الأرواح، وإشراق النفوس بالطاعة.
==============
وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا (11)
• اقتضت سُنن الله الكونيَّةُ أن يكونَ النهار الزمنَ الأنجع للعمل وطلب الرِّزق، فيا لِخَسارة مَن أعرض عن هذه السنَّة!
===============
وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا (12)
• من آثار عناية الله بعباده أن رفعَ فوقهم هذه السَّماوات القويةَ الشديدة، لتؤدِّيَ وظائفَ جليلةً ومَنافعَ عظيمة، فهي لهم كالسَّقف فيه حفظُهم وسلامتُهم.
===============
وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا (13)
• لو أصلح إنسانٌ مصابيحَ بيوتنا بلا أجر، لاستوجبَ عاطرَ ثنائنا، فما بالكُم بمَن منحَنا مصباحًا يُنير أبدًا دروبَنا، ويُدفئ دومًا أجسادنا؛ كم يستحقُّ من شُكرنا؟
================
وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا (14) لِّنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا (15) وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا (16)
• إن الماء الذي ينزل من السماء وتقوم به حياتُنا آيةٌ جليلة لا ينبغي أن يصرفَنا عن شُكرها كثرةُ المباشرة ودوامُ الاعتياد.
===============
إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا (17)
• ما أكثرَ المظلومين المقهورين الذين لا يجدون في هذه الحياة إنصافًا ولا عدلًا، فبُشراهُم يومُ الفصل الذي ينتصفُ فيه كلُّ مظلومٍ من ظالمه.
================
يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا (18)
• يا له من يومٍ مَهيب؛ حين يُبعَث الخَلقُ جميعًا من قبورهم، ويقدَمون من كلِّ حدَبٍ على ربِّهم، فيا خيبةَ من أتى الحسابَ بكتابٍ خالٍ من الصالحات.
================
وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا (19)
• من هَول يوم القيامة تتحوَّل السُّنن وتتغيَّر، فها هي ذي السماء المتينةُ في بنائها، القويَّةُ في إنشائها، تتصدَّع وتتشقَّق وتغدو ذاتَ فُروج.
=================
وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا (20)
• مهما تطاولتَ وتعاظمتَ أيها العبُد فلن تبلغَ الجبالَ طولًا، ولن تبلغَها قوَّة وشموخًا، فحنانَيكَ لا تغرَّنَّك نفسُك، فإنَّ لك في مصير الجبال عِبرةً ودليلًا!
=================
إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا (21) لِّلطَّاغِينَ مَآبًا (22)
• لا يَضيقنَّ صدرُك بالكفَّار والظَّلَمة وقد طال إمهالُ الله لهم؛ إذ هم إلى قدَرٍ محتَّم ماضون، تكون فيه جهنَّمُ مأوًى لهم ومقامًا.
================
لَّابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا (23)
• لذائذ المعاصي كلُّها في الدنيا لا تُكافئ لحظةَ عذابٍ واحدة في الآخرة، فما بالُك بجحيم أبديٍّ لا ينقطع ؟!
================
لَّا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا (24) إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا (25)
• أقسى الآلام على النفس ما كانت متَّصلةً بلا انقطاع، والكيِّسُ اللبيب مَن اتَّقاها بعمل صالح وطاعةٍ مخلصة.
================
جَزَاءً وِفَاقًا (26) إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا (27) وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا (28)
• تعذيبُ الله الناسَ إنما هو محضُ عدلٍ منه سبحانه، فلا يُعاقَب إلا من استحقَّ العقاب بجُحوده وكُنوده.
================
وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا (29)
• نجح البشَرُ في ضبطِ كلُّ حركةٍ وصوت، وتصويرها وتوثيقها بوسائل التقنيَّة العصريَّة، فكيف بقُدرة الله على إحصاء عملك ؟؟
================
فَذُوقُوا فَلَن نَّزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا (30)
• عن عبد الله بن عمرو (رضي الله عنهما) قال: (ما نزلَت على أهل النار آيةٌ قطُّ أشدُّ منها؛ فهم في مزيدٍ من عذاب الله أبدًا).
===============
إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (31)
• نصيبُك من الظفَر بالمحبوب، والنجاة من المكروه، بمقدار نصيبك منَ التقوى، فعليكَ بالتقوى؛ فهي دومًا أبقى وأقوى.
================
حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا (32) وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا (33) وَكَأْسًا دِهَاقًا (34)
• بساتينك في الآخرة تزرعُها بتقواك في الدنيا، ومهرُ زوجاتك في الجنَّة طاعتك لله ورسوله، وتمتلئ كؤوسُ نعيمك بقَدر ما امتلأ قلبُك من حبِّ الله وخشيته.
================
لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا (35)
• ليتَنا نجتهد في جعل مجالسِنا نقيَّةً من اللَّغو والكذب والباطل؛ عسانا أن نتوسَّلَ بها إلى ربِّنا أن يبلِّغَنا تلك المجالسَ الطاهرة النقيِّة.
================
جَزَاءً مِّن رَّبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا (36)
• لو جُوزوا بأعمالهم ما بلغوا هذا النعيمَ العظيم، ولكنَّ الله جازاهم بمقتضى وعده جزاءً مضاعفًا، وأعطاهم عطاءً كافيًا وافيًا لا مزيدَ عليه.
===============
رَّبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَٰنِ ۖ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا (37) يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا ۖ لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَٰنُ وَقَالَ صَوَابًا (38)
•في أهوال ذلك اليوم العصيب تتشوَّقُ نفوس المؤمنين إلى ربِّها الرحمن؛ طمعًا برأفته ورحمته التي وسَعت كلَّ شيء.
• إذا كانت مجالسُ الرؤساء والكبراء يجلِّلها الوّقارُ والهيبة، فما ظنُّكم بمجلس ملك الملوك وربِّ الأرباب ؟! خابَ مَن لم يَرجُ لله وَقَارًا.
===============
ذَٰلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ ۖ فَمَن شَاءَ اتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ مَآبًا (39)
• من رغب في سعادة الأبَد فليعمل عملًا يرجع فيه إلى ربِّه يومَ الفصل؛ وهو طاعتُه سبحانه وما فيه رضاه.
================
إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا (40)
• ما من ذرَّة عملٍ صالح إلا وستراها غدًا في صحيفتك، فاجتهد في أعمال البِرِّ؛ لتفرحَ بها يوم تُعرَض الأعمال وتُكشَف الصحُف.