القائمة الرئيسية
أكاديمية سبيلي Sabeeli Academy

هدايات سورة عبس

سورة عبس
عَبَسَ وَتَوَلَّىٰٓ ﴿١﴾
أَن جَآءَهُ ٱلْأَعْمَىٰ ﴿٢﴾
وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُۥ يَزَّكَّىٰٓ ﴿٣﴾
أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ ٱلذِّكْرَىٰٓ ﴿٤﴾
أَمَّا مَنِ ٱسْتَغْنَىٰ ﴿٥﴾
فَأَنتَ لَهُۥ تَصَدَّىٰ ﴿٦﴾
وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّىٰ ﴿٧﴾
وَأَمَّا مَن جَآءَكَ يَسْعَىٰ ﴿٨﴾
وَهُوَ يَخْشَىٰ ﴿٩﴾
فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّىٰ ﴿١٠﴾
كَلَّآ إِنَّهَا تَذْكِرَةٌۭ ﴿١١﴾
فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُۥ ﴿١٢﴾
فِى صُحُفٍۢ مُّكَرَّمَةٍۢ ﴿١٣﴾
مَّرْفُوعَةٍۢ مُّطَهَّرَةٍۭ ﴿١٤﴾
بِأَيْدِى سَفَرَةٍۢ ﴿١٥﴾
كِرَامٍۭ بَرَرَةٍۢ ﴿١٦﴾
قُتِلَ ٱلْإِنسَٰنُ مَآ أَكْفَرَهُۥ ﴿١٧﴾
مِنْ أَىِّ شَىْءٍ خَلَقَهُۥ ﴿١٨﴾
مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُۥ فَقَدَّرَهُۥ ﴿١٩﴾
ثُمَّ ٱلسَّبِيلَ يَسَّرَهُۥ ﴿٢٠﴾
ثُمَّ أَمَاتَهُۥ فَأَقْبَرَهُۥ ﴿٢١﴾
ثُمَّ إِذَا شَآءَ أَنشَرَهُۥ ﴿٢٢﴾
كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَآ أَمَرَهُۥ ﴿٢٣﴾
فَلْيَنظُرِ ٱلْإِنسَٰنُ إِلَىٰ طَعَامِهِۦٓ ﴿٢٤﴾
أَنَّا صَبَبْنَا ٱلْمَآءَ صَبًّۭا ﴿٢٥﴾
ثُمَّ شَقَقْنَا ٱلْأَرْضَ شَقًّۭا ﴿٢٦﴾
فَأَنۢبَتْنَا فِيهَا حَبًّۭا ﴿٢٧﴾
وَعِنَبًۭا وَقَضْبًۭا ﴿٢٨﴾
وَزَيْتُونًۭا وَنَخْلًۭا ﴿٢٩﴾
وَحَدَآئِقَ غُلْبًۭا ﴿٣٠﴾
وَفَٰكِهَةًۭ وَأَبًّۭا ﴿٣١﴾
مَّتَٰعًۭا لَّكُمْ وَلِأَنْعَٰمِكُمْ ﴿٣٢﴾
فَإِذَا جَآءَتِ ٱلصَّآخَّةُ ﴿٣٣﴾
يَوْمَ يَفِرُّ ٱلْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ ﴿٣٤﴾
وَأُمِّهِۦ وَأَبِيهِ ﴿٣٥﴾
وَصَٰحِبَتِهِۦ وَبَنِيهِ ﴿٣٦﴾
لِكُلِّ ٱمْرِئٍۢ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍۢ شَأْنٌۭ يُغْنِيهِ ﴿٣٧﴾
وُجُوهٌۭ يَوْمَئِذٍۢ مُّسْفِرَةٌۭ ﴿٣٨﴾
ضَاحِكَةٌۭ مُّسْتَبْشِرَةٌۭ ﴿٣٩﴾
وَوُجُوهٌۭ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌۭ ﴿٤٠﴾
تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ ﴿٤١﴾
أُو۟لَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْكَفَرَةُ ٱلْفَجَرَةُ ﴿٤٢﴾

غريب الألفاظ

تَصَدَّىٰتتعَرَّضُ له، مُقبِلًا عليه.
مَا أَكْفَرَهُمَا أَشَدَّ كُفَرَه!
أَنشَرَهُأحياه.
وَقَضْبًاعَلَفًا للدَّوابِّ.
وَأَبًّاكَلأًً للبَهائِم.
غُلْبًاعَظيمةَ الأشْجارِ.

عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ (1) أَن جَاءَهُ الْأَعْمَىٰ
• عاتب الله نبيَّه على لمحة عُبوسٍ ظهرت على قسَمات وجهه، فانظر إلى أيِّ مدًى أولى الإسلامُ مراعاةَ مشاعر الضُّعفاء والمساكين وذوي الاحتياجات الخاصة.
• يا لها من تربيةٍ رفيعة فريدة؛ لا تعبِس حتى في وجه مَن لا يراك، لتوطِّنَ نفسك أبدًا على السَّماحة والبِشر، وحُسن العِشرة والخُلق.
===============
وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّىٰ (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَىٰ
• في الجمع بين (يزكِّى) و ( يذكَّر) إشارةٌ إلى ركنَي الرسالة العظيمة؛ فعلِ الطَّاعات واجتنابِ المُنكَرات.
• ينبغي أن تجعلَ غايتك أيها الداعيةُ في دعوتك التطهيرَ والتزكية أوَّلًا، والتعليمَ والتذكير ثانيًا، فلا خيرَ في علمٍ بلا تربية.
==============
أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَىٰ (5) فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّىٰ (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّىٰ
• إنك أيها الداعية مأمورٌ بأداء رسالتك وتبليغ دعوتك، ولست مسؤولًا عن تحويل الناس من التولي والإعراض إلى الاستجابة والاتباع.
• من فقه الداعية: التوازن، فلا يبالغُ في بذل الجهد في دعوةٍ مَظنونة، مع التقصير في مكاسبَ حقيقيِّةٍ ممكنة.
===============
وَأَمَّا مَن جَاءَكَ يَسْعَىٰ (8) وَهُوَ يَخْشَىٰ (9) فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّىٰ
• حذار أن تصرفَ وجهك عمَّن أقبل إلى العلم مبادرًا إلى الهداية، ولكن امنَحه من اهتمامك أضعافَ ما ترى من اهتمامه
===============
كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ (11) فَمَن شَاءَ ذَكَرَهُ
• مواعظ القرآن نافعةٌ لكلِّ من تجرَّد عن حظوظ النفس والعِناد والمكابرة، فمَن لم يتَّعظ بها فلأنه لم يشأ أن يتَّعظ، ويا له من محروم!
================
فِي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ (13) مَّرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ (14)
• إن حظَّك أيها المسلمُ من الرفعة والطُّهر بقدر حظِّك من كتاب الله تعالى، وإن الله ليرفعُ بالقرآن أقوامًا ويضعُ به أقوامًا.
===============
بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (15) كِرَامٍ بَرَرَةٍ (16)
• هذه صفاتُ حمَلة القرآن من الملائكة الكرام، وما أحراكَ يا حافظَ القرآن أن تكونَ مطهَّرًا في أخلاقك، بارًّا في فِعالك.
================
قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ (17) مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ (18) مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ (19)
• شرُّ الأخلاق كفرانُ يد المُنعِم، وجحودُ فضل المتكرِّم، وهما سببٌ لمَحق البركات، وحلول اللَّعَنات.
================
ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ (20) ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ (21) ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنشَرَهُ (22)
• اعلم أيها العاقلُ أن القبر ليس نهايةَ الطريق، ولكنَّه ممرٌّ إلى الحياة الأبديَّة في جنَّة أو نار؛ (فَمَن زُحْزِحَ عنِ النَّارِ وأُدْخِلَ الجنَّة فقد فاز).
================
كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ (23)
• يرحل الخلقُ عن الدنيا ولم يقضوا حقَّ الله عليهم مهما اجتهدوا؛ لأنَّ حقَّه أعظمُ من أن يُطيقَ الوفاءَ به أحد، فكيف بمَن تهاون في حقِّ الله أصلًا؟
===============
فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَىٰ طَعَامِهِ (24) أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا (25) ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا (26) فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (27) وَعِنَبًا وَقَضْبًا (28) وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا (29) وَحَدَائِقَ غُلْبًا (30) وَفَاكِهَةً وَأَبًّا (31)
• إن اللُّقمةَ الواحدة يرفعها أحدُنا إلى فيه، لتختصرُ قصَّةً طويلة من رحمة الله بنا، وعطفه علينا، فلله الحمدُ على جميل منَّه، وواسع كرمه.
• مَن شقَّ الأرضَ وأخرج منها هذه البركات قادرٌ أن يباركَ في ابن آدم ويوفِّقَه إلى أجلِّ الأعمال، وأرفع الأحوال.
===============
مَّتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (32)
• الدنيا متاعٌ تستوي فيه البهائمُ مع الناس، وإنما يمتاز الناسُ ويتفاضلون بصدق إيمانِهم، وتمام عبوديَّتهم لربِّهِم.
• يقينُك أيها العبدُ أن كلَّ ما تتقلَّب فيه من نعيم إنما خلقه الله لأجلك، يحملك على أن تجودَ من فضل الله على المحتاجين من خلقه.
==============
فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ (33)
• كلُّ الضَّجيج الذي يملأ العالمَ سيذهب هباءً، ويُصيخ الناس لصوتٍ واحد مَهول يملأ قلوبهم فزعاً ورعبًا، فاللَّهُمَّ لُطفَكَ لطفَك.
==============
يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37)
• قال قَتادة: (ليس شيءٌ أشدُّ على الإنسان يومَ القيامة من أن يرى مَن يعرفه؛ مخافةَ أن يكونَ يطلبه بمظلَمة).
• أيُّ شأنٍ فظيع هذا الذي يشغَلُ المرءَ عن فِلذات أكباده ومُهجة روحه، أليس حريًا بنا أن نعملَ لَه عسانا أن نأمَنَ من فزعه، ونتجو من هَوله.
==============
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ (38) ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ (39)
• أنوار التوحيد والإيمان تشرقُ في وجوه أهلها وتضيء، بهجةً وحُبورًا، وسعادةً وسُرورا.
• خافوا في الدنيا من ثِقَل الذنوب، وأقضَّ مضاجعَهم فيها الاستعدادُ ليوم الحساب، فانقلب خوفُهم فرحًا، وحزنهم بِشرًا وضحكًا.
===============
وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ (40) تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ (41) أُولَٰئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ (42)
أعمالهم المُظلمة في الدنيا غشِيَت وجوهَهُم في الآخرة فزادتها ذُلًا وسوادًا، وشتَّان ما بين وجهٍ مُشرقٍ بالإيمان، ووجهٍ مُربدٍّ بالعصيانّ!
يا لها من مفارقة؛ إنَّ هؤلاء الذين كانوا ذوي هيئاتٍ وجاهٍ ومال، مع خَواء قلوبهم من الإيمان والإحسان، انقلبوا بغضَبٍ من الله إلى أسوأ حال، وأخزى مآل!