هدايات سورة الأعلى
﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى﴾
استشعِر دومًا أن الله عالٍ بذاتِه، وعالٍ بصفاتِه، ولهذا كان الإنسانُ إذا سجد يقول: سبحان ربيَ الأعلى، ليتذكَّرَ كَمال عُلوِّ ربِّه.
================
﴿الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّىٰ ۞ وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَىٰ﴾
• مَن علم أن الله هو وحدَه الخالقُ والهادي، لم يملِك إلَّا أن يستهديَ بهُداه، ويستمسكَ بشريعته ورضاه.
• يقينُ العبد أن كلَّ ما في الكون والحياة إنما هو بقَدَرِ الله تعالى؛ يبعثُ في نفسه الرِّضا والطُّمَأنينَة، والرَّاحةَ والسَّكينَة.
==================
﴿وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَىٰ ۞ فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَىٰ﴾
• من الأرض القاحلة الجَدباء ينبُت المَرعى الخِصبُ الأخضر؛ دَلالةً على تصرُّف الله تعالى في خَلقه، وعظيم حَوله وطَوله.
=================
﴿سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنسَىٰ﴾
• ما أشرفَ إقراءَ القرآن وتعليمَه، وقد نسب الله إقراءَ نبيِّه إلى نفسِه؛ لجلال الأمر وعظيم أهميَّته، فأين المُقبِلون على كتاب الله تعلُّمًا وقراءة ؟
• إقبالك على القراءة والإقراء، وما تتمتَّع به من حافظةٍ واعية، وذاكرة حاضرة، كلُّ ذلك نعمةٌ عظيمة من ربِّك تستوجب الشكرَ، بتوظيفها فيما ينفع الناس.
===============
﴿إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۚ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَىٰ﴾
• كلُّ ما أوتيتَه من مواهبَ وقدرات، إنما هو من فضل الله تعالى عليك، ولو شاء سبحانه لحرمك منه، فاستجلب بقاءه بدوام شُكره.
===============
﴿وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَىٰ﴾
• إنه وعدٌ لرسول الله ﷺ ولأمَّته من بعده؛ بأن يوفَّقوا لليُسرى، فلا تعترضُ دروبَهم شدَّةٌ وضَنك إلَّا ويجعل لهم منهما فرَجًا ومَخرجًا.
===============
﴿فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَىٰ﴾
• التذكير ارتقاءٌ للنفس إلى رفعة الكمال؛ لِما فيه من تكميل الناقصين، وهداية الجاهلين، ومَن أولى بالارتقاء من ورثةِ الأنبياء والدعاةِ إلى الحقِّ؟
===============
﴿سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَىٰ ۞ وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى﴾
• لعلَّ من أعظم أسباب الانتفاع بالقرآن وإشراق أنواره في قلب المؤمن، استحضارَ تعظيم الله وخشيته في قلب العبد عند القراءة.
===============
﴿الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَىٰ ۞ ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَىٰ﴾
• إن النار الكُبرى ليست في حجمها واتِّساعها فحسب، ولكن في شدَّة عذابها وقسوة آلامها، وما يجتمع فيها من صنوفِ الشَّقاء، أعاذنا الله منها.
• الحياة الحقيقيَّة هي التي ينتفع بها الحيُّ وينفع غيرَه، أما الأشقياء فحياتهم في جحيمٍ لا يحيَون فيها حياةَ انتفاع، ولا يموتون فيستريحون من الأوجاع.
================
﴿قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ ۞ وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّىٰ﴾
• أعظم ما يُزكّي النفوسَ كثرةُ الصلاة وذكر الله، فكلَّما ذكر العبدُ اسمَ الله اتَّعظ وأقبل على ربِّه، وذلك هو الفلاحُ العظيم.
================
﴿بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ۞ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ﴾
• حقيقة إيثار الدنيا هو الزهدُ في الآخرة وما فيها من رخاءٍ مُقيم، فيا بئسَ الزهدُ في دار النعيم!
• قال مالكُ بن دينار: (لو كانت الدنيا من ذهَبٍ يفنى، والآخرة من خَزَفٍ يبقى لكان الواجبُ أن يُؤثَر خزفٌ يبقى على ذهَبٍ يفنى فكيف والآخرة من ذهب يبقى؟!).
===============
﴿إِنَّ هَٰذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَىٰ ۞ صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ﴾
• الدعوة إلى إيثار الآخرة على الدنيا فيها من القضايا الكبرى التي اتَّفقَت عليها شرائعُ الله العظيم؛ من صُحُف الأوَّلين، إلى القرآن المُبين.