هدايات سورة البروج
غريب الألفاظ
وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ | قسَمُ بِكُلِّ شَاهِدٍ يَشْهَدُ، وبِكُلِّ مَن يُشْهَدُ عليه. |
---|
وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ (1) وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ (2) وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ
• في هذا القسَم لفتٌ لنظر المتدبِّرين إلى ما في السماء وكواكبها من دَلالة على عظيم قُدرة الله، وسَعة علمه وكمال تدبيره.
• ما من جريمة تُقترَف في الأرض إلَّا هي مشهودةٌ محضورة، فويلٌ لكلِّ مجرم عاتٍ يغفُل عن أعظم رقيب شاهد؛ {ولا تَحْسَبَنَّ الله غافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ}.
==================
قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ
• الهلاك على الحقيقة ليس لمَن أُحرق في الأُخدود؛ فإن استشهادهم حياةٌ وخلود ولكنَّه للجُناة المستكبرين، الذين لُعنوا وطُردوا من رحمة الله العظيم.
• النفوس المريضةُ المشوَّهة، تستلذُّ بعذابات المؤمنين، وتستمتع برؤيتهم والنارُ تلتهم أجسادَهم الضعيفةَ حتى يلفظوا أنفاسَُهم.
• إنَّ الله يعلم هَولَ ما قاسَيتُم أيها المؤمنون، ولن يتركُم عملَكُم وجهادكم، وسيُكافئكم على صبركم وثباتكم، فلا تهنوا ولا تحزنوا.
=================
وَهُمْ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ
• تعذيب الأبرياء جريمةٌ عظيمة، فكيف بمَن يبتهجُ بمَرأى المعذَّبين ويسعد لآلامهم، إنها جريمةٌ مضاعَفة شنيعة، لا تستسيغُها فِطرةٌ سَويَّة.
=================
وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ
• من سُنن الله في خَلقه، أَلَّا يخلوَ زمانٌ من طُغاةٍ مجرمين وعُتاةٍ متجبِّرين امتحانًا لصبر المؤمنين وليقينهم بصدق وعدِ ربِّ العالمين.
=================
الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ
• في أزمنة العذاب والفتنة من أعظم ما يقوِّي اليقين، ويثبِّت جَنانَ المؤمن الرصين، إيمانُ العبد بأنَّ من بيده ملكوتُ السَّماواتِ والأرض عالمٌ وشهيد.
=================
إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ
• قال الحسن: (انظُروا إلى هذا الكرم والجود، يقتلون أولياءَه ويفتنونهم، وهو يدعوهم إلى التوبة والمغفرة. فلا ييئسِ العبدُ من مغفرته وعفوه).
• إنه إنذارٌ صريح بليغ من الجبَّار القويِّ العزيز، لكل مجرم بطَّاش لا يرقُبُ في مؤمنٍ إلَّا ولا ذمَّة، وقد أعذَر من أنذَر.
=================
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ
• الفوز الكبير ليس في انتصار دنيويٍّ، ولا غَلَبة عاجلة، ولكنَّه في فوز الآخرة، فهنيئًا لشهداء الأُخدود.
• ليس في القرآن كلِّه وصفٌ للفوز بالكبير إلَّا لأصحاب الأُخدود؛ لعظيم منزلتهم.
• الانتصار الحقيقيُّ هو انتصار المبادئ والقيم، وهاهم أُولاء أصحابُ الأُخدود قد انتصروا على قاتليهم مع أنهم قَضَوا حرقًا.
================
إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدُ
• مهما اشتدَّ بأسُ الظالمين، وعظُم بطشُ المجرمين، فإنَّ بطش ربِّكَ أعظم، و{إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ{.
===============
إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ
• خير ترياقٍ لشفاء جراح المظلومين، وتخفيف عذاب المكلومين، يقينُهم أنَّ تدبير الأمور بيد الله الذي يُبدئ الخلقَ ثم يُعيده، لا شريك له.
================
وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (14) ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ
• قد يغفر الرجلُ لمَن أساء إليه ولا يحبُّه، أمَّا الربُّ سبحانه فإنه يغفر لعبده المُسيء إذا تاب إليه ويحبُّه (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِين) جعلنا الله منهم.
• ألا يستحقُّ ذو العرش المجيدُ خالصَ العبادة والطَّاعة لجلال ذاته وعظيم سلطانه، فضلًا عن طاعته رجاءَ نواله واتِّقاءَ عقابه؟
================
فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ
• ما من أحدٍ مهما بلغ من القوَّة والسَّطوة قادرٌ عن على أن يفعلَ ما يريد، إلا الله وحدَه، فادعُه وأنت موقنٌ بإجابته، ولا تستعظم شيئًا بجنابه.
===============
هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ (17) فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ
• إذا ما هالكَ أمرُ ظالمٍ غاشم، أو أفزعك سطوةُ أُمَّةٍ متجبّرة، فاستحضِر الجنودَ البائسة التي حاربت ربَّها فأهلكها وجعلها أحاديث.
=================
بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ (19) وَاللَّهُ مِن وَرَائِهِم مُّحِيطٌ
• الله محيطٌ بخَلقه، لا يخرج عن سُلطانه أحدٌ ولا يَعزُب عن علمه شيء، ولكنَّه سبحانه يُملي للظَّالم حتى إذا أخذه لم يُفلته.
• أين المفرُّ وأين المهرَبُ، وقد أحاط الله بعباده إحاطةَ إحداقٍ من كلِّ مكان؟ فهلَّا فرَرنا إلى الله بالتوبة وحُسن الرجوع إليه!
================
بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ (21) فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ
ما من أُمَّةٍ حملت هذا القرآنَ بحقِّه وأقامت حدودَه وأحكامه، إلا نالت المجدَ والعزَّة، وتمام السُّؤدَد والرِّفعة.