هدايات سورة التكوير
غريب الألفاظ
انكَدَرَتْ | تناثَرَت، وذهبَ نورُها. |
---|---|
زُوجِّتْ | قُرِنَت بأمثالِها ونظائرِها. |
كُشِطَتْ | قُلِعَت. |
مَكِينٍ | ذي مَكانةٍ رفيعةٍ عند الله . |
بِضَنِينٍ | ببَخيلٍ في تبليغِ الوَحي. |
ثَمَّ | هُناكَ في السَّماوات. |
إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ
• قال ﷺ: (من سرَّه أن ينظرَ إلى القيامة رأيَ العين فليقرأ: {إذا الشَّمسُ كُوِّرَت{، و}إذا السَّماء انفطرت{، و{إذا السَّماء انشقت{).
• كلُّ يوم تغرُب فيه الشمسُ تذكِّر المؤمنَ باليوم الذي تُكوَّر فيه ويذهب ضوؤها، وإنْ هو إلا الحسابُ والجزاء.
==============
وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ (2) وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ
• لا تغترَّ بدنياك مهما أقبلَت، فالنجومُ المضيئة الجميلة تنطفئ وتضمحلّ، والجبالُ الراسيات تضطرب وتتزلزل، ومن بطَّأ به عملُه، لم يُسرع به أملُه.
==============
وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ
• ما من نفيسٍ ثمين في الدنيا إلا وسيأتي وقتٌ يفقد فيه نفاستَه وقيمته فالثمين حقًّا هو الباقي، ولا يبقى إلا الإيمانُ والعمل الصالح.
==============
وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (5) وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ
• سُلبت الوحوش المفترسة وحشيَّتها وقسوتها، وذلَّت لربِّها في المحشر، فهل بعد ذلك يغترُّ أحدٌ بقوَّته وصحَّته وجماعته.
• من طبيعة الماء إطفاءُ النار، فما بالُ مياه البحار على سعَتها غدت نيرانًا تتأجَّج؟! أليس في ذلك دليلٌ على كمال قدرة الله وعظيم سُلطانه.
==============
وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ
• هنا يُدرك المرء قيمةَ وصيةَ النبيِّ الهادي ﷺ: “لا تصاحِب إلَّا مؤمنًا، ولا يأكل طعامَك إلا تقي”، فاحرص على رفقة الصَّالحين، ذوي النفوس الزكيَّة.
==============
وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ
• في توجيه السؤال إلى الموءودة بيانٌ لكمال الغَيظ على قاتلها حتى كان لا يستحقُّ أن يُخاطب ويُسأل، وفيه تبكيتٌ له وتقريعٌ شديد.
==============
وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ
أسرارُنا التي طالما طوَيناها، وأعمالنا التي خبَّأناها، وعن أعين الناس أخفيناها، سيأتي يومٌ تُنشَر فيها وتُكشَف، لا يخفى على الله منها خافية.
==============
وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ
• لا شيءَ في دار الخراب مهما عظُم يبقى، حتى السماءُ على عظمَتها تنهدُّ أركانها، والتوفيق كلُّه في عِمارة دار البقاء والخلود.
==============
وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (12) وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ
• من رحمة الله بعباده تفظيعُ صورة الجحيم في عيونهم؛ وتنفيرهم منها، ليَجِدُّوا في الهرَب منها هربَهُم من السِّباع.
• لا يزال الأتقياء يتقرَّبون إلى ربِّهم بالصالحات في الدنيا حتَّى يقرِّبَ إليهم الجنَّةَ في الآخرة، تشريفًا لهم وتكريمًا.
==============
عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا أَحْضَرَتْ
• في الآخرة لا يحضُر مالٌ ولا متاعٌ ولا دارٌ ولا أرضٌ ولا منصبٌ ولا جاه، إنما تحضُر الأعمال، فطوبى لمَن وجد في صحيفته عملًا خيِّرًا رضيًّا.
==============
فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ
القَسَم بالنجوم لفتٌ لأنظار البشَر إلى بديع خلق الله تعالى في الكون وجميل صُنعه، فتبارك الله ذو الفضل العظيم.
==============
وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ (17) وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ
• إقبال الليل وإدبارُه يوقظان العقولَ وينبِّهان الأرواحَ إلى حقيقة مضيِّ الزمن وانقضاء العمُر، فيا فوزَ من ملأ عمُرَه بطاعة الله.
==============
إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19) ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20) مُّطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ
• أثنى الله تعالى على أفضل الملائكة بحَمل القرآن الكريم، فما أعظمَ شرفَ أهل القرآن، وما أجلَّ ما يحملون. جعلنا الله من حفظتِه العاملين بآياتِه.
==============
وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ (22) وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ
• الصُّحبة تقتضى الاطِّلاعَ على حقيقة الصاحب، ولا يجحَدُ فضلَ النبيِّ ﷺ مع طول صُحبته له إلا عنيدٌ مكابر.
==============
وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (24) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ
• عن قَتادة قال: (كان هذا القرآنُ غيبًا أعطاه الله تعالى محمدًا ﷺ، فبذله وعلَّمه ودعا إليه وما ضنَّ به).
=============
فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ
• قد علمتُم سبُلَ الرَّشاد والرَّخاء، فأين تذهبون بعيدًا منها إلى حيثُ التعاسةُ والشَّقاء؟
==============
إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ
• على الدعاة مراعاةُ عالميَّة الإسلام واختلافِه عن بقيَّة الشرائع، وما أحراهم أن يتَّبعوا أحسنَ الوسائل وأحدثَها في تبليغ رسالته.
==============
لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ
• تربية الإرادة في النفس مطلبٌ شريف، فإنَّ ترك المنكرات وفعلَ الطاعات يحتاجان إلى قوَّة إرادة.
===============
وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ
• ما أحسنَ ما قاله الأوَّل: (يقيني يقيني)؛ فإنَّ يقينَك أيها العبدُ بأنه لا مشيئةَ لك إلا أن يشاء الله، يقيكَ أن تتوجَّهَ بطلب الهداية والخير من سواه.