منهجية البحث في الموضوع القراني
التفسير الموضوعي مصطلح جديد في تفسير القرآن الكريم، عالجه المختصون بالعناية والدرس، وانتهوا في طرائق بحثه إلى ثلاثة أنحاء: الأول: يختص بالمفردة القرآنية، والثاني: يختص بالسورة الواحدة، والثالث: يختص بالموضوع القرآني؛ وهو أبلغ الثلاثة أثرا، وأعظمها خطرا؛ لاستيعابه مستجدات الأزمنة والأحوال، وتنزله على حاجات الناس. ولكي يحقق غايته، ويؤتي ثماره يحتاج في بحثه إلى إحكام في النهج، وبصر بالطريقة، وسهولة في البيان. ولا يكون ذلك إلا بدراسة ركائزه الثلاث: الباحث، والموضوع، والفئة المستهدفة، ومعرفة مقوماته، وتوفر شرائطه. وهذا ما سيعمل عليه الباحث هنا ويجلى قانونه للدارسين، ويقيد ضوابطه، مع تقدير مثاله. ومن أهم النتائج التي يفضي إليها هذا العمل: أن البحث في الموضوع القرآني هو التوظيف الحقيقي المباشر للتشريع القرآني وتطبيقه على الواقع المعاصر، كما أنه أكثر ألوان التفسير استيعابا للقضايا الحادثة، وهو كذلك الطريقة المثلى للانتفاع بجهود وإبداعات المفسرين التي قد يصعب الوصول إليها في مطولات التفسير.
31