مسيرته
خَلُص بعض الباحثين إلى أن الششتري هذا كان أوَّلَ من استعمل الزَّجل في المعاني الصوفية، كما كان محي الدين بن عربي أوَّلَ من استعمل الموشح في ذلك. وقد أكثر الششتري التَّطواف في البلاد الأندلسية، ورحل إلى المغرب واجتال أقاليمها، حتى ألقى عصى التَّجوال في دمياط من بلاد المشرق ودفن بها. وقد أولعَ المشارقة لهذا العهد بمقاطيع من أزجاله وتغنوا بها في مجالسهم، حتى إن رائعته الشهيرة شويخ من أرض مكناس اشتهرت في أقطار المشرق وتنفَّقت بين المشارقة أكثر من حواضر المغرب.
مؤلفاته
وهذه قطعةٌ منها كما وردت في إيقاظ الهمم لابن عجيبة وقدم لها بقوله:
’’الشستري كان وزيراً وعالماً وأبوه كان أميراً فلما أراد الدخول في طريق القوم قال له شيخه لا تنال منها شيئاً حتى تبيع متاعك وتلبس قشابة وتأخذ بنديراً وتدخل السوق ففعل جميع ذلك فقال له ما تقول في السوق فقال قل بدأت بذكر الحبيب فدخل السوق يضرب بنديره ويقول: بدأت بذكر الحبيب فبقي ثلاثة أيام وخرقت له الحجب فجعل يغني في الأسواق بعلوم الأذواق ومن كلامه
شويخ من ارض مكناس وسط الأسواق يغني اش علي انا من الناس واش على الناس مني
ما ألفت به ألفيت صحته وقد رأيت ألوفا مثل ذا العبر
اش عليا يا صاحب من جميع الخلايق افعل الخير تنجو واتبع اهل الحقايق
لا تقول يا ابني كلمة إلا أن كنت صادق خذ كلامي في قرطاس واكتبه حرز عني
اش علي انا من الناس واش على الناس مني ثم قول مبين ولا يحتاج عباره
اش على حد من حد افهموا ذي الإشارة وانظروا كبر سني والعصا والغرارة
هكذا عشت في فاس وكذاك آنا هوني اش علي انا من الناس واش على الناس مني
وما احسن كلامه إذا يخطر في الأسواق وترى اهل الحوانيت يلفتوا لو بالاعناق
بغراره في عنقه وعكيكز ورقراق شويخ مبني على ساس كما ان شاء الله مبني