ابي القاسم علي جعفر السعدي المعروف ابن قطاع الصقلي

ابْنُ القَطَّاعِ شَيْخُ اللُّغَة

الإمام اللغوي المشهورالعَلاَّمَةُ شَيْخُ اللُّغَة أَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ جَعْفَرِ بنِ عَلِيٍّ السَّعْدِيّ الصَّقَلِي، المعروف بابْنُ القَطَّاعِ.. قال ياقوت الحمويّ: كان أبوه جعفر ذا طبقة عالية في اللّغة والنّحْو، وجدّه عليّ شاعر محسِن، مَدَح الحاكم، ووُلّي ديوان الخاصّة، وجدّ أبيه من الشّعراء أيضًا، وكذلك جدّهم الأعلى الحسين بن أحمد، وكان ذكيًا شاعرًا، راوية للآداب، وَلَهُ نَظْمٌ جَيِّد، وَفضَائِل.

كان مولده بصقلية سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة، قرأ الأدب على فضلائها كابن البر اللغوي وأمثاله، وكان مما روى عنه «كتاب الصحاح» لإسماعيل بن حماد الجوهري، ومن طريقه اشتهرت رواية هذا الكتاب في جميع الآفاق. وقد أجاد في النحوغاية الإجادة. ورحل عنها عند إشراف الروم على أخذها، فوصل مصر سنة خمسمائة فبالغوا فِي إكرامه وأحسنت الدولة إِلَيْهِ، وتصدر للإفادة.

كان نقّاد المصريّين ينسبونه إلى التّساهل في الرواية، وذلك لأنّه لمّا قدِم سألوه عن كتاب "الصَّحاح" للجوهريّ، فذكر أنّه لم يصل إلى صَقَلّية، ثمّ إنّه لمّا رأى اشتغالهم به ركَّب له إسنادًا، وأخذه النّاس عنه مقلّدين له.

من تلاميذه: أبو البركات محمد بن حمزة التنوفي، وأبو الحسن هبة الله بن على بن الحسن، و أسد بن على بن معمر الحسيني الحوابيني، وأبو محمد بن موسى الخزاعي، وعبد الله بن بري بن الجبار المصري النحوي اللغوي وهو من أشهر تلاميذه.

كان ابن القطاع واسع الثقافة، فياض المعرفة، غزير العلم، تعددت روافده الثقافية فتنوع عطاؤه. وقد أثرى المكتبة العربية بمجموعة من التصانيف منها: كتاب الدرّة الخطيرة في شعراء الجزيرة، اشتملت على مائة وسبعين شاعرا وعشرين ألف بيت شعر. وكتاب الأسماء في اللغة جمع فيه أبنية الأسماء كلها. وكتاب الأفعال هذّب فيه أفعال ابن القوطية وأفعال ابن طريف وغيرهما في ثلاثة مجلدات، لم يؤلف في معناه أجلَّ منه على اختصاره، وله حواش على كتاب الصحاح نفيسة وعليها اعتمد أبو محمد ابن بريّ النحوي المصري في ما تكلم عليه من حواشي الصحاح. وكتاب فرائد الشذور وقلائد النحور في الأشعار، وكتاب العروض والقوافي. وكتاب ذيل تاريخ صقلية. وكتاب الأبنية، أبنية الأسماء والأفعال، جمع فيه فأوعى، وفيه دلالة على كثرة اطلاعه، وله عروض حسن جيد، وكتاب " لمح الملح " جمع فيه خلقاً من شعراء الأندلس.

تُوُفِّيَ - يرحمه الله - سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائَة، عَنِ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ سَنَةً.