شعره ...
فإبن الرومي هو شاعر من العصر العباسي وتنوعت أشعاره بين المديح والهجاء والرثاء وكان أحد أهم شعراء عصره وله ديوان شعر مطبوع ، وعلى الرغم من المكانة الكبيرة التي قد وصل إليها إلا أنه لم يكن محبوبا من الناس حيث كان محسدوا ممن حوله فكان ذا حظ سئ ، لأن ضيعته قد حرقت وزرعه قد أكله الجراء وأتي الموت ليقضي على أفراد أسرته فتوفي والده ووالدته وأخيه وخالته ثم زوجته وأولاده الثلاثة حيث قال في رثاء إبنه الأوسط :
بكاؤكما يشفي وإن كان لا يجدي فجودا فقد أودى نظيركما عندي
بنى الذي أهدته كفأي للثري فيا عزة المهدي ويا حسرة المهدي
توخى حمام الموت أوسط صبيتي فلله كيف اختار واسطة العقد
طواه الردى عني فأضحى مزاره بعيدا على قرب قريبا على بعد
فعلى الرغم من النظرة التشاؤمية التي كان بعين ابن الرومي إلا أن معظم شعره كان بغرض المديح حيث عاصر ثمانية من الخلفاء العباسيين وكان يحاول دائما أن يتقرب منهم بمديحهم إلا أنهم كانوا يرفضون ذلك ويمتنعون عن إعطاءه الهدايا ، ومن الممكن أن يكون السبب هو صدق إحساس ابن الرومي فكان لا يحب المبالغة أو النفاق في المدح حيث ابتعد عن المراءة وعن التلفيق .كانت أغراض شعره ممزوجة ببعضها البعض حيث مزج بين الفخر والمح ، وأدخل إلى المدح الشكوى والأنين نتيجة للمصائب التي عاش فيها وكان دائما يذكر بالموت والفراق ، كما أنه من ناحية أخرى كان شديدا وقاسيا جدا في الهجاء ، كما أنه برع في وصف الطبيعة وبرع أيضا في الرثاء بسبب موت أقرب الناس إليه مما جعله يبحر في كل بحور الشعر المختلفة .
وفاته...
توفي ابن الرومي عام 283هـ حيث مات مسموما على يد وزير الإمام المعتضد لأنه كان يخشى هجاءه فأحضر له السم في الحلوى وأكلها ابن الرومي وحينما أحس بالسم أراد أن يترك المكان فقال له الوزير إلى أين تذهب ؟ فقال له إلى مكان ما بعثتني ، فرد عليه الوزير بقوله سلم على والدي فقال له ابن الرومي ليس طريقي النار ، وهذا يدل على ذكاء وفطنة ابن الرومي حتى وهو يموت أدرك أن تذوق السم على يد هذا الوزير.
الأدب, الشعر والشعراء, اللغة العربية
مطبعة دار الكتب و الوثائق القومية بالقاهرة
2739
2003
حسين نصار
---