ابن القيم

ابن القيم
  • الدولة سوريا

أَبُو عَبْدِ الله شَمْسُ الدَِينِ مُحَمَّدٌ بْنُ أَبِي بَكرٍ بْنُ أَيُّوبَ بْنُ سَعْدٍ بْنُ حُرَيْزٍ الزُّرْعِيُّ الدِّمَشْقِيُّ الحَنْبَلِيُّ

 

(691هـ - 751هـ/1292م - 1350م) المعروف باسم «اِبْنِ قَيّمِ الجَوْزِيَّةِ» أو «اِبْنِ القَيّمِ». هُوَ فقيه ومحدّث ومفسَر وعالم مسلم مجتهد وواحد من أبرز أئمّة المذهب الحنبلي في النصف الأول من القرن الثامن الهجري. نشأ ابن القيم حنبليّ المذهب؛ فقد كان والده "أبو بكر بن أيوب الزرعي" قيّماً على «المدرسة الجوزية الحنبلية»،(1) وعندما شبَّ واتّصل بشيخه ابن تيميّة حصل تحوّل بحياته العلمية، فأصبح لا يلتزم في آرائه وفتاويه بما جاء في المذهب الحنبلي إلا عن اقتناع وموافقة الدليل من الكتاب والسنة ثم على آراء الصحابة وآثار السلف، ولهذا يعتبره العلماء أحد المجتهدين.

 

ولد في مدينه دمشق سنة 691 هـ المُوافِقة لسنة 1292م، فنشأ في مدينة دمشق، واتجه لطلب العلم في سن مبكرة، فأخذ عن عدد كبير من الشيوخ في مختلف العلوم منها التفسير والحديث والفقه والعربية، وقد كان ابن تيمية أحد أبرز شيوخه، حيث التقى به في سنة 712هـ/1313م، فلازمه حتى وفاته في سنة 728هـ/1328م، فأخذ عنه علماً جمّاً واتسع مذهبُه ونصرَه وهذّبَ كتبه، وقد كانت مدة ملازمته له سبعة عشر عاماً تقريباً. وقد تولى ابن قيم الجوزية الإمامة في «المدرسة الجوزية»، والتدريس في «المدرسة الصدرية» في سنة 743هـ.

 

سُجن ابن القيم مع ابن تيمية في شهر شعبان سنة 726هـ/1326م بسبب إنكاره لشدّ الرحال لزيارة القبور، وأوذي بسبب هذا، فقد ضُرب بالدرة وشُهِّر به على حمار. وأفرج عنه في يوم 20 ذو الحجة سنة 728هـ وكان ذلك بعد وفاة ابن تيمية بمدة. ويذكر المؤرخون أنه قد جرت له مشاكل مع القضاة منها في شهر ربيع الأول سنة 746هـ بسبب فتواه بجواز إجراء السباق بين الخيل بغير مُحَلِّل. وكذلك حصلت له مشاكل مع القضاة بسبب فتواه بمسألة أن الطلاق الثلاث بكلمة واحدة يقع طلقة واحدة. وتوفي في 13 رجب سنة 751هـ وعمره ستون سنة، ودُفن بمقبرة الباب الصغير بدمشق.

 

سار ابن القيم على نهج شيخه ابن تيمية في العقيدة، كما كان له آراء خاصة في الفقه وأصوله ومصطلح الحديث وغير ذلك من المسائل. واشتهر بمؤلفاته في العقيدة والفقه والتفسير والتزكية والنحو بالإضافة إلى القصائد الشعرية.

كان لابن قيم الجوزية تأثير كبير في عصره، فيشير المؤرخون إلى أخْذ الكثيرين العلمَ على يديه. وكذلك برز أثره إلى جانب شيخه ابن تيمية في أماكن متفرقة من العالم الإسلامي في وقت لاحق، فكانت حركة محمد بن عبد الوهاب التي ظهرت في القرن الثاني عشر الهجري امتداداً لدعوة ابن تيمية، وكان محمد بن عبد الوهاب يعتني اعتناء كاملًا بكتبه وكتب ابن القيم، وكذلك الحال بالنسبة لمحمد رشيد رضا. وفي شبه القارة الهندية برز أثر كتبهما أيضاً في عديد من طلبة العلم ونُشرت كتبهما على أيدي العلماء هناك.

اسمه ونسبه

أبو بكر قيم الجوزية والد ابن القيم، أخذ عنه علم الفرائض.
هو: «أَبُو عَبْدِ الله شَمْسُ الدَّينَ مُحَمَّدُ بْنْ أَبِي بَكرِ بْنِ أَيُّوبَ بْنِ سَعْدِ بْنِ حرَيزْ بْنِ مَكيّ زِينْ الدِيّنْ.» الزُّرْعِيَّ نسبة إلى مدينة زرع (وهي تسمى اليوم إزرع) ثم الدَّمَشْقِيَّ الْحَنْبَلِيَّ. وقَد جاء في كتاب «التاج المكلّل» لصديق خان القنوجي نسبته «الدرعي»، ويذكر بكر بن عبد الله أبو زيد أن هذا خطأ ولعله تطبيع، وجاء في كتاب «البداية والنهاية» لابن كثير الدمشقي نسبة والده «الذرعي»، ويذكر أبو زيد أيضًا أن هذا خطأ ولعله تطبيع.

اشتهر شمس الدين محمد بلقب ابن قيم الجوزية ويُختصر فيقال ابن القيم، وتتفق كتب التراجم أن سبب شهرته بهذا الاسم هو أن والده «أبا بكر بن أيوب الزرعي» كان قيمًا على «المدرسة الجوزية»(1) الواقعة بمدينة دمشق مدةً من الزمن، فاشتهر بعد ذلك بلقب «قيم الجوزية» واشتهرت من بعده ذريته بهذا الاسم. وقد درج المترجمون له وفيهم تلامذته على هذا الاسم «ابن قيم الجوزية». ومنهم ابن رجب الحنبلي والصفدي وابن كثير والذهبي. واختصار اسمه بقول ابن القيم فهو شائع والأكثر اشتهارًا اليوم. وقد كان مشهوراً عند بعض العلماء المتأخرين كابن حجر العسقلاني وجلال الدين السيوطي.

 

عائلته
عائلة «آل القيم» عائلة علمية، فوالده هو "أبو بكر بن أيوب بن سعد الزرعي" الذي كان قيّماً على «المدرسة الجوزية» بدمشق، وقد كان هو نفسه أحد معلمي ابنه وشيوخه، فقد أخذ منه ابنه ابن القيم علم الفرائض. وأخوه هو «أبو الفرج زين الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن أيوب الزرعي» ولد سنة 693هـ أي أنه أصغر من ابن القيم بنحو سنتين، وقد كان هو الآخر عالماً، وقد كان ابن رجب أحد تلامذته، وقد تفرّد بالرواية عن شيخه «الشهاب العابر». ومن عائلته أيضًا ابن أخيه «عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن زين الدين عبد الرحمن» الذي اقتنى أكثر مكتبة عمه ابن القيم، وتوفي سنة 799هـ. ومن أبنائه الذين تُرجم لهم، ابنه «شرف الدين، وجمال الدين عبد الله» وقد كان عالماً وخطيباً، وقد درَّس في المدرسة الصدرية عقب وفاة والده، توفي شاباً في سنة 756هـ وعمره ثلاث وثلاثون سنة. وابنه "برهان الدين إبراهيم"، وقد أفتى ودرَّس بالمدرسة الصدرية، وقد كان عارفاً بالنحو وله شرح لألفية ابن مالك سماه «إرشاد السالك إلى حل ألفيّة ابن مالك». وكانت وفاته سنة 767هـ.

 

مولده

موقع مدينة زرع بالنسبة لسوريا، وهي المدينة التي ينُسب إليها ابن القيم.
تتفق كتب التراجم على أن ابن القيم ولد في سنة 691هـ/1292م، وقد حدّد يوم ولادته بالتحديد «صلاح الدين الصفدي» في كتابه «الوافي بالوفيات» فبين أن ولادته في يوم 7 صفر سنة 691هـ الموافق ليوم 28 يناير 1292م. وقد تابعه على ذلك «الداودي»، و«جلال الدين السيوطي»، و«ابن تغري بردي».

لم تصرّح جُلُّ المراجع بمحلّ ولادة ابن القيم هل هي في مدينة إزرع أم في مدينة دمشق، إلا أن «عبد الله بن مصطفى المراغي» صرح بذلك في كتابه «الفتح المبين في طبقات الأصوليين»، فذكر أنه ولد في مدينة دمشق. ويذكر بكر بن عبد الله أبو زيد أن المترجمين يذكرون في ترجمة ابن القيم وفي ترجمة والده «الزرعي الأصل ثم الدمشقي» وأن معنى هذا اصطلاحهم في هذا التعبير قد يريدون به محل الولادة ثم محل الانتقال للمُترجم له، وقد يريدون أنّ والده أو أجداده مثلاً من هذه البلدة ثم صار الانتقال إلى الأخرى.

 

طلبُه للعلم وشيوخه
شرع ابن القيم في طلب العلم في سن مبكرة وعلى وجه التحديد في السابعة من عمره كما يذكر المؤرّخون. سمع من عدد كبير من الشيوخ، منهم والده «أبو بكر بن أيوب» فأخذ عنه الفرائض، وأخذ عن «ابن عبد الدائم»، وعن «أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية» أخذ التفسير والحديث والفقه والفرائض والأصلَين: (أصول الدين وأصول الفقه)، وعلم الكلام، وقد لازمه منذ قدوم ابن تيمية إلى مدينة دمشق سنة 712هـ/1313م حتى توفي سنة 728هـ/1328م، وعلى هذا تكون مدة ملازمته ودراسته على ابن تيمية سبعة عشر عاماً تقريباً، وذكر صلاح الدين الصفدي جملة من الكتب التي قرأها ابن القيم على ابن تيمية فقال: «قرأ عليه قطعةً من المحرر لجدّه المجد» وقرأ عليه من المحصول، ومن كتاب الأحكام للسيف الآمدي، وقرأ عليه قطعة من الأربعين والمحصل، وقرأ عليه كثيراً من تصانيفه».

وسمع من «الشهاب العابر أحمد بن عبد الرحمن النابلسي» في سنٍ جدّ مبكرة، في السادسة أو السابعة من عمره. وعن «ابن الشيرازي» الذي لم يذكر المترجمون نسبه، فيذكر بعضُهم أن المقصود هو «المسند زيد الدين إبراهيم بن عبد الرحمن ابن الشيرازي»، ويذكر آخرون أن المقصود هو «كمال الدين أحمد بن محمد بن الشيرازي». وسمع من «المجد الحراني» وأخذ عنه الفقه وقرأ عليه "مختصر أبي القاسم الخرقي" وكتاب "المقنع" لابن قدامة وأخذ عنه الأصول وقرأ عليه أكثر «الروضة» لابن قدامة. وسمع من «إسماعيل أبي الفداء بن يوسف بن مكتوم القيسي»، و«أيوب زين الدين بن نعمة الكحال»، و«البهاء بن عساكر»، و«الحاكم سليمان تقي الدين بن حمزة بن قدامة المقدسي»، وأخذ الفقه عن «شرف الدين بن تيمية»، و«علاء الدين الكندي الوداع»، وسمع من «عيسى شرف الدين بن عبد الرحمن المطعِّم»، و«فاطمة أم محمد بنت الشيخ إبراهيم بن محمود بن جوهر البطائحي»، وقرأ العربية على «مجد الدين التونسي»، و«بدر الدين بن جماعة»، وأخذ العربية والفقه عن «محمد شمس الدين بن أبي الفتح البعلبكي»، فقرأ عليه «الملخص» لأبي البقاء و«الجرجانية» و«ألفية ابن مالك» وأكثر «الكافية الشافية» وبعض «التسهيل»، و«محمد بن شهوان»، و«شمس الدين الذهبي»، و«صفي الدين الهندي» فأخذ عنه الأصلين (أصول الفقه والتوحيد)، وقرأ عليه في أكثر «الأربعين» و«المحصل»، و«أبي المعالي محمد بن علي الزملكاني»، و«ابن مفلح» وكان ابن القيم يراجعه في كثير من مسائله واختياراته، و«جمال الدين المزي» وكان ابن القيم يعتمده وينقل عنه في كثير من كتبه خاصة في الحديث ورجاله معبراً عنه بلفظ «شيخنا»، وسمع من «محمد بن عثمان الخليلي»، ومن «عز الدين عبد العزيز ابن جماعة».

سيرتُه

تولّيه التدريسَ
يذكر المترجمون لابن القيم إمامته «بالمدرسة الجوزية»، فيقول ابن كثير عنه: «هو إمام الجوزية وابن قيمها». ويفيد ابن كثير أيضاً في سرده لوقائع سنة 736هـ خطابةَ ابن القيم في أحد جوامع دمشق فيقول: «وفي سلخ رجب أقيمت الجمعة بالجامع الذي أنشأه نجم الدين ابن خليخان تجاه باب كيسان من القبلة وخطب فيه الشيخ الإمام العلّامة شمس الدين ابن قيم الجوزية». ويذكر ابن بدران أن ابن القيم أول من خطب به.

لا تذكر كتب التراجم تاريخ تولّي ابن القيم التدريسَ بالتحديد، إلا أن تلميذه ابن رجب ذكر أن تولّيه التدريسَ كان منذ حياة شيخه ابن تيمية فيقول: «وأخذ عنه العلمَ خلقٌ كثيرٌ من حياة شيخه إلى أن مات، فانتفعوا به وكان الفضلاء يعظمونه ويتتلمذون عليه كابن عبد الهادي وغيره».

يذكر عدد من المؤرخين ومنهم تلامذته ابن كثير، وابن رجب والذهبي أن ابن القيم درس «بالمدرسة الصدرية»، ويفيد ابن كثير عن تاريخ تدريسه بها في حوادث سنة 743هـ فيقول: «وفي يوم الخميس درس بالصدرية صاحبنا الإمام العلامة محمد بن أبي بكر بن أيوب الزرعي إمام الجوزية». ويفيد الحافظ السخاوي أن ابن القيم انتفع به الأئمة ودرس بأماكن، ولكنه لم يفصل.

اتصاله بابن تيمية

لازم ابن القيم شيخه ابن تيمية من سنة 712هـ/1313م حتى وفاته في سنة 728هـ/1328م.
كان لابن تيمية تأثير كبير على ابن القيم، وله أثر واضح في ثقافته وتكوين مذهبه، واعتنى المؤرّخون بالوقت الذي التقيا به، فحددوه في سنة 712هـ/1313م، وهي السنة التي رجع فيها ابن تيمية من مصر إلى دمشق، فلازم ابن القيم مجلسه من ذاك العام حتى وفاته في سنة 728هـ/1328م، فأخذ عنه علماً جمّاً واتسع مذهبه ونصره، وهذب كتبه، وقد كانت مدة ملازمته له سبعة عشر عاماً تقريباً. يقول ابن حجر العسقلاني في ذلك: «وهو الذي هذّب كتبه - أي كُتب ابن تيمية - ونشر علمه، وكان ينتصر له في أغلب أقواله.» ويقول ابن كثير في حديثه عن ابن القيم: «ولد في سنة إحدى وتسعين وستمائة وسمع الحديث واشتغل بالعلم، وبرع في علوم متعدّدة، لا سيما علم التفسير والحديث والأصلين، ولما عاد الشيخ تقي الدين ابن تيمية من الديار المصرية في سنة اثنتي عشرة وسبعمائة لازمه إلى أن مات الشيخ فأخذ عنه علماً جمّاً، مع ما سلف له من الاشتغال، فصار فريداً في بابه في فنون كثيرة..»

ذكر ابن القيم في منظومته «الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية» والتي تسمى «بنونية ابن القيم»، ما يقوله الأشاعرة وغيرهم في الصفات والتأويلات، ثم عقد فصلًا ذكر فيه أنه هو أيضاً كان يتبع أقوالهم ويقول مثل قولهم، ويذكر بكر بن عبد الله أبو زيد مستَدِلّاً بهذه الأبيات، أن ابن القيم تاب على يد ابن تيمية، فيقول: «ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى في النونية بعض ما يقوله الأشاعرة وغيرهم في الصفات من التأويلات، وبعض ما في كتب النفاة من الطامات، وبيَّن ضررهم على الدين ومناهضتهم لنصوص الكتب والسنة. ثم عقد فصلاً أعلن فيه أنه قد وَقَعَ في بعض تلك المهالك، حتى أتاح له الإله من أزال عنه تلك الأوهام، وأخذ بيده إلى طريق الحقّ والسَّلامة، وهو شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى.» وقد قال «سيد حسين العفاني» أيضاً بمثل قول بكر بن عبد الله أبي زيد. وفي المقابل يذكر آخرون مثل «صالح بن أحمد الشامي» أن القضية هنا هي تكون إطار الاجتهاد أو تصحيح المسار ومثل هذا لا يعد ذنباً، والانتقال إليه لا يسمى توبة، فيقول معلّقاً على كلام بكر أبي زيد قائلًا: «ولم أرَ من المترجمين لابن القيم من ذكر هذا الموضوع أو أشار إليه، بحسب اطّلاعي المتواضع. والتوبة - بمعناها الخاص - تكون بعد الذنب المتعارف عليه أنه ذنب، ووضعُها عنواناً لهذا الأمر لا يتناسب مع مكانة ابن القيم - مع تقديري الكبير للشيخ بكر- وإنَّ كل إنسان مهما كان شأنه عرضةٌ للوقوع في الذنب. وليس في هذه الأبيات وكذلك الأبيات بعدها ذكرٌ للتوبة. وإنما القضية هنا تكون في إطار تغير الاجتهاد أو تصحيح المسار، ومثل هذا لا يعدُّ ذنبًا، والانتقال إليه لا يسمى توبة... والأبيات في الحقيقة هي تسجيل لفضل شيخ الإسلام على ابن القيم في إيضاح بعض مسائل العقيدة، والدعوة إلى التزام الكتاب والسنة، كما في الأبيات التي بعدها...» فيقول ابن القيم في نونيته:
يا قوم والله العظيم نصيحة من مشفق وأخ لكم معوان
جربت هذا كله ووقعت في تلك الشباك وكن ذا طيران
حتى أتاح لي الإله بفضله من ليس تجزيه يدي ولساني
حبر أتى من أرض حران فيا أهلا بمن جاء من حران
فالله يجزيه الذي هو أهله من جنة المأوى مع الرضوان
أخذت يداه يدي وسار فلم يرم حتى أراني مطلع الإيمان
ورأيت أعلام المدينة حولها نزل الهدى وعساكر القرآن
ورأيت آثارا عظيما شأنها محجوبة عن زمرة العميان

 

وفاته
تتفق كتب التراجم أن ابن القيم توفي في ليلة الخميس 13 رجب سنة 751هـ في وقت أذان العشاء، وقد كان عمره عند وفاته ستون سنة. وقد ذكر ذلك من المترجمين ابن رجب، وابن كثير، وابن حجر العسقلاني.

وقد ذكر مترجمون آخرون تاريخًا مختلفًا. مثل حاجي خليفة في كتابه كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون عند ذكر كتاب ابن القيم «أمثال القرآن» فقيده في سنة 754هـ. وفي سائر المواضع من الكتاب قيده سنة 751هـ. ويذكر بكر أبو زيد أنه أخطأ في هذا. وذكر السفاريني أن عمره اثنتان وستون سنة، ويذكر بكر بن عبد الله أبو زيد أن الصواب هو ستون سنة هجرية.

صُلي عليه في اليوم التالي بعد صلاة الظهر في "الجامع الأموي" ثم «بجامع جراح»، وازدحم الناس على تشييع جنازته، يقول ابن كثير: «وقد كانت جنازته حافلة رحمه الله تعالى شهدها القضاة والأعيان والصالحون من الخاصة والعامة. وتزاحم الناس على حمل نعشه، وكمل من العمر ستون سنة رحمه الله.» ودفن بدمشق بمقبرة الباب الصغير عند والدته.

وحُكى عنه قبل موته بمدَّة أنه رأى شيخه ابن تيمية في المنام وأنه سأله عن منزلته - أي منزلة ابن تيمية -، فقال إنه أنزل فوق فلان - وذكر اسم أحد العلماء -، وقال له وأنت كدت تلحق به ولكن أنت في طبقة ابن خزيمة.

 

شخصيته وصفاته
يقول ابن كثير: «وكان حسن القراءة والخلق كثير التودد، لا يحسد أحدًا ولا يؤذيه، ولا يستعيبه ولا يحقد على أحد وبالجملة كان قليل النظر في مجموعه وأموره وأحواله، والغالب عليه الخير والأخلاق والفضيلة.» ويقول أيضًا معتزًا بصحبته ومحبته له: «وكنتُ من أصحب الناس له وأحب الناس إليه». ويقول ابن رجب:«وكان رحمه الله تعالى ذا عبادة وتهجد وطول صلاة إلى الغاية القصوى، وتأله ولهج بالذكر. وشغف بالمحبة والإنابة والاستغفار والافتقار إلى الله والانكسار له، والإطراح بين يديه على عتبة عبوديته لم أشاهد مثله في ذلك، ولا رأيت أوسع منه علمًا ولا أعرف بمعاني القرآن والسنة وحقائق الإيمان أعلم منه وليس هو المعصوم ولكن لم أر في معناه مثله.»

 

زهده وعبادته
ذكر أقرانه من العلماء أنه كان كثير العبادة شديد الورع، فقال ابن كثير: «لا أعرف في هذا العالم في زماننا أكثر عبادة منه، وكان له طريقة في الصلاة يطيلها جدًا، ويمد ركوعها وسجودها، ويلومه كثير من أصحابه في بعض الأحيان فلا يرجع، ولا ينزع عن ذلك رحمه الله

تلاميذه

وأحد تلاميذ ابن القيم.
يشير الحافظ ابن رجب إلى أخذ الكثير العلم من ابن القيم وتتلمذهم على يديه، وبين تأثيره في عصره، فيقول: «وأخذ عنه العلم خلق كثير من حياة شيخه، وإلى أن مات، وانتفعوا به، وكان الفضلاءُ يعظمونهُ ويتتلمذون له.» ومن أشهر تلاميذه:

ابنه برهان الدين إبراهيم.
ابنه شرف الدين وجمال الدين عبد الله.
الحافظ ابن رجب الحنبلي.
ابن عبد الهادي.
محمد بن عبد القادر بن عثمان النابلسي الحنبلي.
محمد بن محمد بن محمد بن الخضر الغزي الشافعي.
مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي.
محمد بن محمد القرشي المقري التلمساني.
صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي.
زين الدين علي بن الحسين بن علي الكناني الحنبلي.مؤلفاته
المقالة الرئيسة:

قائمة مؤلفات ابن قيم الجوزية
ألف ابن القيم العديد من المصنفات، واشتهرت مصنفاته شهرةً كبيرة، يقول ابن حجر العسقلاني: «وكلُّ تصانيفه مرغوب فيها بين الطوائف». وكان تصنيفه في أنواع مختلفة من العلوم الإسلامية، يقول ابن رجب الحنبلي: «وصنف تصانيف كثيرة جداً في أنواع العلم». وقد عدَّها بكر بن عبد الله أبو زيد

98 مؤلفًا. أشهرها:

اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية.
الاجتهاد والتقليد.
أحكام أهل الذمة.
أسماء مؤلفات ابن تَيْمِيَّة.
أصول التفسير.
الإعلام باتساع طرق الأحكام.
إعلام الموقعين عن رب العالمين.
إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان.
إغاثة اللهفان في حكم طلاق الغضبان.
اقتضاء الذكر بحصول الخير ودفع الشر.
الأمالي المكية.
أمثال القرآن.
بدائع الفوائد.
بطلان الكيمياء من أربعين وجهًا.
بيان الاستدلال على بطلانِ اشتراط مُحَلِّلِ السِّبَاقِ والنِّضَالِ.
التبيان في أقسام القرآن.
التَّحْبِيرُ لِمَا يِحِلُّ وَيحرمُ مِن لِبَاسِ الْحَرِير.
التحفة الْمَكِّيَّة.
تحفة المودود بأحكام المولود.
تحفة النازلين بجوار رب العالمين.
التعليق على الأحكام.
تفسير الفاتحة.
تفضيل مكة على المدينة.
تهذيب مختصر سنن أبي داود.
الجامع بين السنن والآثار.
جلاء الأفهام في فضائل الصلاة والسلام على خير الأنام.
جوابات عابدي الصُّلْبَان، وأن ما هم عليه دين الشيطان.
الجواب الكافي لمن سأل عن ثمرة الدعاء إذا كان ما قدر واقع.
الجواب عن علل أحاديث الفطر بالحجامة.
الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي أو الداء والدواء.
حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح.
الحامل: هل تحيض أم لا؟.
حكم إغمام هلال رمضان.
حكم تارك الصلاة.
حكم تفضيل بعض الأولاد على بعض في العَطِيَّة.
رسالة إلى بعض إخوانه.
الرِّسَالة التَّبُوكِيَّة.
الرسالة الْحَلَبِيَّة في الطريقة الْمُحَمَّدِيَّة.
الرسالة الشافية في أسرار المعوذتين.
رفع اليدين في الصلاة.
روضة المحبين ونزهة المشتاقين.
الروح.
الروح والنفس.
زاد المسافرين إلى منازلِ السعداءِ في هَدي خاتم الأنبياء.
زاد المعاد في هدي خير العباد.
شرح أسماءِ الكتابِ العزيزِ.
شرح الأسماء الحسنى.
شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل.
الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة.
الصراط المستقيم في أحكام أهل الجحيم.
الطاعون.
الطب النبوي.
طريق الهجرتين وباب السعادتين.
الطُّرُقُ الْحُكْمِيَّة في السِّياسَة الشَّرعية.
عِدَةُ الصَّابرين وذخيرةُ الشَّاكرين.
عَقدُ مُحْكَمِ الإخاءِ بين الكلمِ الطَّيِّبِ والعملِ الصالحِ المرفوع إلى رب السماء.
الفتحُ القُدْسِيُّ.
الفرق بين الخلة والمحبة ومناظرة الخليل لقومه.
الفُروسِية.
فَضلُ العِلْمِ وأَهْلِهِ.
فوائدُ في الكلامِ على حديثِ الغَمَامةِ، وحديث الغَزَالةِ، والضَّبِّ، وغيره.
الفوائد.
قُرَّةُ عيونِ الْمُحِبِّين، وروضةُ قلوبِ العارفين.
الكافية الشافية في النحو.
الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية.
الكبائر.
كشف الغطاء عن حكم سماع الغناء.
اللَّمْحَة في الرَّدِّ على ابن طلحة.
مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين.
المسائل الطرابلسية.
معاني الأدوات والحروف.
أسرار الصلاة (رسالة).
مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة.
الْمَنَارُ الْمُنِيفُ في الصَّحِيحِ والضَّعِيفِ.
الْمَوْرِدُ الصَّافِي والظِّلُّ الضَّافِي.
مولد النبي صلى الله عليه وسلم.
نَقْدُ الْمُنْقُول، والمحكُّ الْمُمَيِّزُ بين المقبول والمردود.
نِكَاحُ الْمُحْرِم.
نورُ الْمُؤْمِنِ وَحَيَاتُهُ.
هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى.
الوابل الصيب من الكلم الطيب

ابن القيم

الكتب 12

التفسير القيم للامام ابن قيم

التفسير القيم للامام ابن قيم

التفسير القيم للامام ابن قيم ...

الأقسام: التفسير وأصوله

الناشر: نشر على نفقة عبد الله وعبيد الله الدهلوي

عدد الصفحات: 655

سنة النشر: 1949

المحقق: محمد اويس الندوي - محمد حامد الفقي

المترجم: ---

الفوائد المشوق إلى علوم القرآن وعلم البيان

الفوائد المشوق إلى علوم القرآن وعلم البيان

الفوائد المشوق إلى علوم القرآن وعلم البيان - ابن القيم الجوزية - ...

الأقسام: البلاغة, علوم القرآن, اللغة العربية

عدد الصفحات: 266

سنة النشر: 1327هـ

المحقق: محمد بدرالدين

المترجم: ---

تفسير المعوذتين من كتاب بدائع الفوائد

تفسير المعوذتين من كتاب بدائع الفوائد

يعتبر كتاب تفسير المعوذتين من كتاب بدائع الفوائد من الكتب القيمة لباحثي العلوم القرآنية بص ...

الأقسام: التفسير التحليلي

الناشر: دار عالم الفوائد

عدد الصفحات: 130

سنة النشر: ---

المحقق: علي محمد العمران

المترجم: ---

الفوائد المشوق الى علوم القرآن وعلم البيان

الفوائد المشوق الى علوم القرآن وعلم البيان

يعتبر كتاب الفوائد المشوق إلى علوم القرآن وعلم البيان من الكتب القيمة لباحثي العلوم القرآن ...

الأقسام: البلاغة, اللغة العربية

الناشر: دار الكتب العلمية

عدد الصفحات: 267

سنة النشر: ---

المحقق: ---

المترجم: ---

الفوائد

الفوائد

الفوائد للامام ابن قيم الجوزية طبعه محققه ومذيلة بالحواشي ...

الأقسام: علوم القرآن, علم جمع القرآن وتدوينه

الناشر: دار مكتبة الحياة

عدد الصفحات: 246

سنة النشر: ---

المحقق: ---

المترجم: ---

الكلام على مسألة السماعps

الكلام على مسألة السماعps

الكلام على مسألة السماعps لابن قيم الجوزية ...

الأقسام: علم التجويد

الناشر: دار عالم الفوائد

عدد الصفحات: 50

سنة النشر: 1432

المحقق: محمد غرير شمس

المترجم: ---

الامثال في القرآن الكريم

الامثال في القرآن الكريم

الامثال في القرآن الكريم لأبن القيم الجوزيه رحمه الله ...

الأقسام: علم التجويد

الناشر: دار المعارف

عدد الصفحات: 287

سنة النشر: ---

المحقق: سعيد محمد نمر الخطيب

المترجم: ---

التبيان في أقسام القرآن لابن القيم

التبيان في أقسام القرآن لابن القيم

التبيان في أقسام القرآن لابن القيم ...

الأقسام: علوم القرآن, علم أقسام القرآن

الناشر: مكتبة المتنبي

عدد الصفحات: 295

سنة النشر: ---

المحقق: ---

المترجم: ---

كتاب الفوائد

كتاب الفوائد

الأقسام: البلاغة, الأدب

عدد الصفحات: 266

سنة النشر: 1327هجري

المحقق: ---

المترجم: ---

إرشاد السالك إلى حل ألفية ابن مالك – صفحات مزدوجة

إرشاد السالك إلى حل ألفية ابن مالك – صفحات مزدوجة

إرشاد السالك إلى حل ألفية ابن مالك ...

الأقسام: النحو, أصول النحو, اللغة العربية

الناشر: أضواء السلف

عدد الصفحات: 608

سنة النشر: 2002

المحقق: محمد عوض محمد السهلي

المترجم: ---

إرشاد السالك إلى حل ألفية ابن مالك

إرشاد السالك إلى حل ألفية ابن مالك

إرشاد السالك إلى حل ألفية ابن مالك _ ابراهيم محمد ابي بكر ايوب قيم الجوزية . ...

الأقسام: النحو, أصول النحو, اللغة العربية

الناشر: أضواء السلف

عدد الصفحات: 1205

سنة النشر: ---

المحقق: محمد عوض محمد السهلي

المترجم: ---

التفسير القيم للإمام ابن القيم – دار الكتب العلمية

التفسير القيم للإمام ابن القيم – دار الكتب العلمية

الأقسام: التفسير التحليلي, التفسير وأصوله

الناشر: دار الكتب العلمية

عدد الصفحات: 651

سنة النشر: 1948

المحقق: محمد حامد الفقي

المترجم: ---