حياته
ولد بجزيرة شقْر شرقي الأندلس، وفيها قضى معظم شبابه وشيخوخته، عاش في عصر المرابطين بعد زوال دولة بنى امية والدولة العامرية ودولة بني عباد، أى في عصر قد نضجت اللغة بلغ فيه منتهاه.
ركز ابن خفاجة في شعره على وصف الطبيعة و جمالها؛ و راح يبرز الجمال المعنوي في صور مختلفة من الجمال اللفظي و قد وقف عند المناظر الحسية في استيحاء أشعاره و من شعره قوله:
يا أهل الأندلس لله دركم ماء و ظل و أنهار و أشجار
ما جنة إلا في دياركم و لو تخيرت هذي كنت أختار
إن للجنة بالأندلس تجتلى عين و ريا نفس
فسنا صبحتها من شنب و دجا ليلتها من لعس
.
يا رب ليل فيه معانقي طيف ألم لظبية الوعساء
فجمعت بين رضابه و شرابه و شربت من ريق و من صهباء
لاعب تلك الريح ذاك اللهب فعاد عين الجد ذاك اللعب
و بات في مسرى الصبا يتبعه فهو لها مضطرم مضطرب