سيرته
ولِدَ نصر الله بن عبد الله بن مخلوف في ربيع الأول من سنة 532 هـ، في أسرة عربية تعود أصولها إلى قبيلة لخم، وكانت ولادته في مدينة الإسكندرية، ونشأ فيها مُنصرِفاً إلى الدراسة وتحصيل العلم، ومن المحتمل أنَّه التحق بالمدرسة الحافظيَّة في الإسكندرية. بدأ ابن قلاقس نظم الشعر في الإسكندرية، وتتلمذ لدى أبي طاهر أحمد بن محمد السلفي، وتعرَّف على القاضي الفاضل ومدحه في شعره. انتقل ابن قلاقس في فترةٍ من حياته إلى القاهرة، وعُدَّ هناك من زمرة الأمراء، ثُمَّ عاد إلى الإسكندرية والتقى فيها بسعيد بن غزال السامري. اتصل ابن قلاقس بعددٍ من رجال عصره كالخليفة العاضد وصلاح الدين الأيوبي وطلائع بن رزيك وعبد المؤمن الكومي والقاضي الرشيد وعمارة اليمني وشاور بن مجير السعدي وابن خليف. ويبدو أن ابن قلاقس كان كثير الترحال، فقد سافر إلى جزيرة صقلية في سنة 563 هـ، وراسل فيها أبو القاسم بن حجر وغارات بن جوسن وابن الفاتح والسديد الحصري، ونظم قصيدة يمدح فيها الملك النورماندي وليام الأول. وكان كثير التردد على ميناء عيذاب المطل على البحر الأحمر، وفي 565 هـ أبحر إلى مدينة عدن، وكانت تربطه صلات وثيقة مع عدد من أمراء وحكام اليمن، ومع رحلة العودة ارتطمت سفينته بصخرة قُرب إحدى جزر البحر الأحمر، فخسر جزءاً من تجارته وأُتلِفَ بعض شعره، فأسعفه سلطان دهلك، ومكث هناك مدة. عاد ابن قلاقس إلى اليمن مرةً أخرى، وزار عدن و زبيد. ثُمَّ استقرَّ في ميناء عيذاب على الجانب الآخر من البحر الأحمر حتى وفاته. ألَّف ابن قلاقس كتابين أحدهما في وصف أبي القاسم الصقلي، والكتاب الآخر يؤرخ فيه للشعر العربي. تُوفِّي ابن قلاقس في عيذاب في شهر شوال من سنة 567 هـ.
شعره
ابن قلاقس شاعر مُكثِر، نُسِبَ إليه ديواني شعر، وتناول في شعره أغراضاً عديدة، غير أنَّ أغلب شعره في المديح والوصف، وأجاد وصف الطبيعة على وجه الخصوص. في العصر الحديث نُشِرَ ديوانه في 1905 بتحقيق خليل مطران في مصر، ونُشِرَ مرةً أخرى في الكويت في 1982 بتحقيق سهام الفريح.
مؤلفاته
تُنسَب إليه المؤلفات التالية:
ديوان شعر.
ديوان رسائل.
«الزهر الباسم في أوصاف القاسم».
«روضة الأزهار في طبقات الشعراء».
«مواطن الخواطر».
«كتاب سلطاني»