هو إبراهيم بن موسى بن محمد أبو إسحاق اللخمي الغرناطي الشهير بالشاطبي، وكنيته التي عرف بها أبو إسحاق.
تعرض الريسوني لمكان ولادة الشاطبي فقال: «فالأظهر أنه ولد بغرناطة» وسبب هذا أن الإمام الشاطبي نشأ وترعرع بها ولم يُعلم أنه غادرها، وسبب عدم ترحاله أن أسفار العلماء كانت طلبًا للعلم، أما الشاطبي فكان العلم حاضر بلدته، أما عن وفاتهِ فهي يوم الثلاثاء من شهر شعبان سنة 790 هجري.
تتلمذ الشاطبي على يد الكثير من العلماء من شيوخ الغرناطيين والوافدين الذين أحسنوا إعداده الأدبي والعلمي في شتى الفروع العلمية، ومن هؤلاء:
أولاً: علماء غرناطة
من أبرز شيوخه:
أبو عبد الله محمد بن فخار البيري، (المتوفى سنة 754هـ) يقول عنه تلميذه ابن الخطيب «الإمام المجمع على إمامته في فن العربية المفتوح عليه من الله تعالى فيها حفظاً واطلاعاً ونقداً وتوجيهاً لما لا مطمع فيه لسواه»). قرأ عليه الشاطبي بالقراءات السبع في سبع ختمات وأخذ عنه فقه اللغة وغيرها ولازمه حتى الممات، وكان الشاطبي يقول عن شيخه هذا «شيخنا الأستاذ الكبير العلم الكبير».
أبو جعفر أحمد الشقوري: الفقيه النحوي الفرضي الذي كان يدرس بغرناطة كتاب (سيبويه) و(قوانين ابن أبي الربيع)، و(تلخيص ابن البناء)، و(ألفية ابن مالك) و(فرائض التلقين) و(المدونة الكبرى).
أبو سعيد فرج بن قاسم بن أحمد بن لب التغلبي (المتوفى سنة 782هـ) مفتي غرناطة وخطيب جامعها والمدرس بمدرستها النصرية، وقد نقل عنه الشاطبي بعض الفوائد النحوية وغيرها ونعته بـ«الأستاذ الكبير الشهير».
أبو عبد الله محمد بن على البلنسي الأوسي (المتوفى سنة 782هـ) مؤلف تفسير كتاب (في مبهمات القرآن).
أبو عبد الله محمد بن أبي الحجاج يوسف بن عبد الله بن محمد اليحصبي المعروف باللوشي،(ولد سنة 692هـ)
ثانياً: العلماء الوافدين إلى غرناطة
أما شيوخه من العلماء الوافدين فمنهم:
أبو عبد الله الشريف التلمساني: الإمام المحقق أعلم أهل وقته.
أبو عبد الله محمد بن محمد بن أحمد المقري (الجد) المعروف بالمقري الكبير المتوفى سنة (759هـ).
أبو القاسم محمد بن أحمد الشريف الحسن السبتي قاضي الجماعة المتوفى بغرناطة سنة 760هـ.
أبو علي منصور بن محمد الزواوي: المحقق المدرس الأصولي درس ببجاية وتلمسان وهو شيخ الشاطبي في الأصول. قال الشاطبي: «حدثنا شيخنا الأصولي أبو على الزواوي …».
شمس الدين أبوعبد الله محمد بن أحمد بن مرزوق الخطيب التلمساني المتوفى في القاهرة سنة (781هـ).
وقد أشار أحمد بابا التنبكتي إلى استفادة الشاطبي من بعض العلماء الذين اجتمع معهم. وذكر منهم الحافظ الفقيه أبا العباس أحمد القباب توفي سنة (779هـ)، والمفتي المحدث أبا عبد الله الحفارإلى غير ذلك من العلماء.
تلمذ على يد الإمام الشاطبي الكثير من العلماء الأجلاء الذين شُهد لهم بالفضل في العلم وقد تنوعت علومهم وإبداعاتهم في جوانب شتى من العلم وقد ذكر منهم التنبكتي ثلاثة وهم:
أبو يحيى بن عاصم، العلامة الشهيد في ساحة المعركة يوصف بأنه (صاحب الإمام الشاطبي ووارث طريقته).
أخوه القاضي الفقيه أبو بكر بن عاصم صاحب المنظومة الفقهية الشهيرة (تحفة الحكام).
الشيخ الفقيه أبو عبد الله البياني.
إضافة إلى أبو جعفر القصار، وأبو عبد الله المجاري.
كان الإمام الشاطبي شغوفاً بالعلم طالباً له من أهله، باحثاً عن كنوزه كاشفاً لأسراره، حيث جمع أصول العلوم الشرعية ففقه اللغة العربية وفنونها على يد شيخه ابن الفخار، وفقه النحو على يد شيخه أبي جعفر الشقوري، وفقه الفقه والفتوى على يد شيخه أبي سعيد بن لب، وفقه التفسير على يد شيخه أبي عبد الله البلنسي، وفقه أصول الفقه على يد شيخيه أبي عبد الله الشريف التلمساني وأبي علي الزاوي، وفقه القواعد الفقهية على يد شيخه أبي عبد الله المقري، وفقه العلوم اللسانية على يد شيخه أبي القاسم السبتي، وفقه علوم الحديث على يد شيخه ابن مرزوق، الملقب بالجد. فيكون بذلك الإمام الشاطبي حاز فنون كل علوم الشريعة، وهذا ما أهله بعد ذلك لينتج نظرياته الفقهية والأصولية التي أوقفت أهل العلم عندها طلاب، وأفصحت عن مراد الشارع، وكشفت لأهل العلم عنه الحجاب، حيث عمت به فائدة كبيرة لأهل العلم
لقد تميز الشاطبي بمنزلة عالية رفيعة بين علماء الشريعة الإسلامية، فتمهر على يديه الكثير من العلماء الذين خرًّجوا الكثير من العلماء، فكان الشاطبي، نجماً ساطعاً بين علماء عصره، حيث ارتقى الشاطبي، مرتبة العلماء الذين خلد التاريخ ذكرهم، فهم الذين أثْرَََو المكتبة الإسلامية بالفكر الذي تستند الأمة عليه، وقد وصفوه فقالوا :" هو الإمام العلامة المحقق القدوة الحافظ الجليل المجتهد الأصولي المفسر الفقيه المحدث اللغوي النظارة المدقق البارع صاحب القدم الراسخ والإمامة العظمى في سائر فنون العلم الشرعي، والإمام المحقق العلامة الصالح "، وللإمام الشاطبي مؤلفات كثيرة في مختلف علوم العربية والشرعية، كالنحو والصرف والاشتقاق والأدب والشعر وعلوم الحديث وفقهه والفقه وأصوله التصوف والبدع إلى غير ذلك من علوم، ومن كتبهِ المطبوع ومنها غير المطبوع على النحو التالي:
أولاً: المطبوع
طبع في أصول الشريعة وهو من أنبل الكتب في بابه.
الإفادات والإنشادات، وفيه طرق وتحف ومدح أدبية وإنشاءات.
كتاب الاعتصام في أهل البدع والضلالات.
كتاب الموافقات في أصول الفقه.
كتاب المقاصد الشافية في شرح خلاصة الكافية، (وهو شرح الألفية، يعني ألفية ابن مالك).( طبع في 10 مجلدات
ثانياً: غير المطبوعة
ولم تحظ مجموعة أخرى من كتابات الإمام الشاطبي بالطباعة، وهذه الكتب هي:
شرح جليل على الخلاصة، في أربعة أجزاء
كتاب المجالس، وهو شرح لكتاب البيوع من صحيح البخاري
عنوان الاتفاق في علم الاشتقاق، قيل أنه أتلف في حياة الشاطبي واستفاد منه أهل عصره فقط
كتاب أصول النحو، قيل أنه أتلف في حياة الشاطبي
ذكر الإمام الشاطبي في آخر كتابه الاعتصام عن عزمه تأليف كتاب يعالج فيه التصوف وأسماه مذهب أهل التصوف، ولكنا لا ندري هل قام بتأليفه أم لا