مولدُه :
أشارَت الأوراقُ الرسميَّةُ إلى أنَّ الدكتور أحمد حسن كحيل ولدَ في تاريخِ 25/12 /1329هـ الموافق 16/2/1911م ، في قريةِ ( تَلْبَنْت قيصر ) مركز طنطا محافظة الغربية([3]) .
حياته الاجتماعية وأولاده:
درس د. كحيل في الأزهر ، وتزوج زكية عيسى منّون في منتصف عام 1946م([4]) ، وهي ابنة شيخه عيسى منُّون([5]) الذي كان يدرِّسُ في الأزهر ، كما كان شيخاً لرواق الشام فيه ، وهو فلسطينيٌّ من نابلس ، توفي عام 1379هـ .
وقد أنجبت للشيخ أولاده الخمسة ، وتوفيت عام 1398هـ الموافق 1978م.
للدكتور أحمد كحيل ثلاثة أبناء وبنتان ؛ وهم :
1- محمد ، وبه يكنى ، عمل مديراً عاماًّ بمصانع الصلب والحديد حتى إحالته على التقاعد.
2- الأستاذ الدكتور محمود ؛ ويعمل أستاذاً في كلية الصيدلة بجامعة القاهرة .
3- د. عبدالرحمن ، ويعمل طبيباً، وهو الآن استشاريُّ أطفالٍ .
4- د. أسماء وهي الآن على درجة ( مدرس ) في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة.
5- درية ، وتعمل مديرةً عامة بالجهاز المركزي للتنظيم والإدارة .
وأكبرهم أسماء ، ويأتي بعدها محمد ، ثم درّية ومحمود وعبدالرحمن .
دراسته :
حصل على الشهادة الجامعية من كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر سنة 1938م
حصل على شهادة الماجستير عام 1942م .
حصل على شهادة العالمية العالية ( الدكتوراه ) 18/12/1944م([6]) .
التدرج الوظيفي:
عمل مدرِّساً في المعهد الديني الأزهري في إحدى القرى التابعة لمركز ناصر في محافظة بني سويف حتى حصوله على الدكتوراه.
عين بعد حصوله على الدكتوراه مدرساً في كلية اللغة العربية في الأزهر ابتداء من تاريخ 19/12/1944م([7]) .
رقِّيَ إلى درجة أستاذ في قسم اللغويات في كلية اللغة العربية ( تخصص النحو والصرف ) بتاريخ 14/6/1966م([8]).
عمل أستاذاً في القسم ثم رئيساً له حتى تعاقده مع جامعة الإمام محمد بن سعود في رحلته الثالثة إلى السعودية .
شيوخُه :
قالَ د. أحمد كحيل – رحمَه الله تعالى – في مقالته التي كتبها عن الشيخ محمد عبد الخالق عضيمة وهو يحكي حالهما معاً عند التحاقهما بكلية اللغة اللعربية بجامعة الأزهر : " والتحقَ بكليةِ اللغةِ العربيةِ ، وكانَ يحاضرُ في الكليةِ صفوةٌ من العلماءِ المبرِّزينَ في اللغةِ، مثلُ الشيخِ إبراهيمَ الجبالي ، والشيخِ سليمان نوار والشيخِ محمَّد محيي الدّينِ والأستاذِ أحمد نجاتي والأستاذِ عليِّ الجارم ، والدكتورِ عبدِالوهاب عزّام ، فتلقَّى العلمَ عن هؤلاءِ الصفوةِ في النحوِ والصرفِ والأدبِ والتاريخِ "([9]) ، كما تلقى العلم عن شيخه ووالد زوجته عيسى منّون .
هؤلاء هم أبرز الشيوخ الذين تلقى عنهم الأستاذان د. عضيمة ود. كحيل علومهما في مرحلة الدراسة الجامعية ، وترقيا في التعلم في هذه الكلية حتى حصلا على شهادة الدكتوراه .
صفاته :
اتسمَ الشيخُ كحيل – تعالى – بسمات كثيرة من أهمها :
- حرصه على العلم الشرعي ، وتمكنه منه ، فقد دأب على فتح منزله كل يوم جمعة بعد الصلاة ، ليأتيه عدد من طلاب العلم ، وبعض الأساتذة المصريين ، فيبدأ اللقاء بتلاوة القرآن الكريم ، وتقويم قراءة الجميع ، ويرد عليهم الشيخ من حفظه تلاوة وتجويداً ، بعد هذا يعلق الشيخ على بعض القراءات التي وردت في الآيات التي قرئت ، ويبين الأحكام التي مرت ، وتبدأ الأسئلة في مختلف علوم الشريعة واللغة .
ولا أدل على تمكنه من العلم الشرعي أنه في تعاقده الأول للعمل في ثانوية طيبة بالمدينة المنورة اختارته لجنة الاختبارات عضواً للامتحان الشفوي لمقررات الشريعة بقرار من مدير المعارف آنذاك محمد بن مانع – - ، وستأتي الإشارة إليه عند الحديث عن عمله في المدينة المنورة.
وكانت تحال إليه أعمال علمية في تخصص التفسير على وجه الخصوص لتقويمها ، والنظر أحياناً في ترقيات أصحابها .
ومن سماته الكرم وحسن الضيافة ، فقد كان لا يتوانى عن دعوة المتعاقدين الجدد ، ويرحب بهم ، ويعرض عليهم خدماته ، والإقامة عنده حتى يجدوا سكناً ، وكان – – كريماً شهماً .
ومن سماته أيضاً الجد والصرامة في الحق ، وعدم اللين فيه أو التراجع عنه .
وكانت شخصيته مهيبة ، ومحببة من القلوب ، فيه تقوى وورع – أحسبه كذلك ، ولا أزكي على الله أحداً - ويقبل الشفاعة عنده ، أو يشفع عند غيره عند الحاجة ، ولا يتردد في ذلك ، ويكثر من ترداد : الخلق عيال الله فأحبهم إليه أنفعهم لعياله .
وكانت له مواقف كثيرة ، تستحق التدوين والإشادة ، ومن أبرزها صحبته للشيخ عضيمة صحبة نادرة في هذا الزمان ، وكان الشيخ يصير إليه في كل أموره حتى الشخصية الدقيقة منها ، وهو الذي نقل إليَّ خبر وفاة الشيخ رحمهما الله تعالى في اليوم نفسه ، وكان يوماً صعباً على الدكتور كحيل .
ومنها حرصه على طلابه الذين يشرف عليهم ، وعنايته بهم وتوجيههم في حياتهم العلمية والعملية([10]) ، لا يألو جهداً ولا يدخر وسعاً .
رحلاتُه:
لم أقف على رحلات للدكتور كحيل إلى غير السعودية ، وكانت جميع رحلاته إلى السعودية لغرض العمل في مجال التدريس في أوقات مختلفة بين المدينة المنورة والرياض ، والذي وقفت عليه من هذه الرحلات هي:
الرحلة الأولى : إلى المدينة المنورة للتدريس في ثانوية طيبة :
بدأت الدراسة في ثانوية طيبة يوم الثلاثاء 12/ من شهر ذي القعدة / 1362هـ، بالأساتذة الموجودين من السعوديين بفصلين دراسيين ، وسعت إدارة الثانوية ومعتمدية تعليم المدينة المنورة إلى التعاقد مع أساتذة من مصر ، وجاء عدد منهم ، في السنوات الأولى من بداية العمل في الثانوية، وكان من الرواد الأوائل الذين باشروا التدريس في هذه الثانوية د. أحمد حسن كحيل.
تعاقدت مديرية المعارف آنذاك مع الشيخ أحمد كحيل ، وباشر العمل في ثانوية طيبة بتاريخ 27/12/1367هـ ، وكان اسمه – تعالى – مدرجاً ضمن أساتذة المدرسة حتى عام 1372هـ ، ودرَّس في هذه الثانوية خمس سنوات ( أستاذ ثانوي ) كذا ورد في سجلات هذه المدرسة([11]).
أسهم د. كحيل إسهاماً كبيراً في التعليم ، وعمل في لجان الامتحان عضواً لامتحان المقررات الشرعية([12]) . وهذه سمة من سمات الشيخ كحيل – تعالى – أعني عنايته بالعلم الشرعي ، وتمكنه منه .
الرحلة الثانية : إلى الرياض .
أما رحلته الثانية فكانت للعمل في كلية الشريعة في الرياض التابعة للرئاسة العامة للكليات والمعاهد العلمية بتاريخ 5/7/1388هـ([13]) , وهي التعاقد الأول له مع جامعة الإمام في وقت كانت إدارة للكليات والمعاهد العلمية ، وبقي في الكلية يدرس ويشترك في لجان الامتحانات النهائية ، بتكليف من نائب الرئيس العام للكليات والمعاهد العلمية حتى تاريخ 11/7/1391هـ ، وانتهى عقده بناء على طلبه .
الرحلة الثالثة: إلى الرياض أيضاً :
تم التعاقد مع د. كحيل مرة ثانية لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بتاريخ 22/7/1394هـ ، واستمر في الجامعة يدرس النحو في مرحلة البكالوريوس ، والسنة التمهيدية في مرحلة الماجستير حتى نهاية عقده بتاريخ 12/11/1406هـ ، وأشرف على عدد من رسائل الماجستير والدكتوراه ، كما شارك في مناقشة عدد آخر منها ، وكانت مدة العقد الأخير أكثر من اثني عشر عاماً ، قضاها كلها في التعليم والإشراف ومناقشة الرسائل وتقويم الأعمال العلمية ، واتسمت هذه المرحلة بإنتاج علميٍّ غزيرٍ في مجال الدراسات العليا ، وأشرف على عددٍ غيرِ قليلٍ من الرسائل .
وفاته :
انتقل د. أحمد حسن كحيل إلى رحمة الله يوم الأحد 20/8/1420هـ الموافق 28/11/1999م ، عن عمرٍ ناهز تسعين عاماً . ودفن في مقابر الإمام الشافعي بالقاهرة.
التبيان في تصريف الأسماء _ احمد حسن كحيل . ...
البحوث الرسائل العلمية, النحو, أصول النحو, اللغة العربية
386
1424
---
---