القائمة الرئيسية
أكاديمية سبيلي Sabeeli Academy

احمد فارس افندي

  • الدولة لبنان

أحمد فارس الشدياق

هو فارس بن يوسف بن منصور بن جعفر، شقيق بطرس الملقب بالشدياق، من سُلالة المقدم رعد بن المقدم خاطر الحصروني الماروني،

 

الذي تولى جبل كسروان في سورية سبعًا وثلاثين سنةً في أوائل القرن السابع عشر للميلاد.

وُلد في عشقوت من أعمال لبنان سنة ١٨٠٤م، ثم انتقل والداه إلى الحدث بلبنان سنة ١٨٠٩م، فربِّي فيها وقد ظهرتْ عليه مخائلُ النجابة منذ نُعُومة أظفاره، فتعلم القراءة في مدرسة عين ورقة بلبنان، وتناول شيئًا من اللغة والنحو على يد أخيه أسعد، وبدأ بنَظْم الشعر وهو في حُدُود العاشرة، وكان فيه ميلٌ غريزيٌّ لقراءة الكلام الفصيح، والتبحُّر في معاني الألفاظ الغريبة التي يَعثر عليها فيما يقرؤه من الكُتُب التي في مكتبة والده؛ لأن والده كان قد أحرز كتبًا عديدةً في فُنُونٍ مختلفة، ثم تُوُفي والدُهُ وهو صبيٌّ، فأصبح يتيمًا، فعلم أنه يجب عليه أن يعتمد على نفسه في التعيُّش، فأتقن صناعة الخط، وجعل ينسخ الكتب لنفسه أو لغيره بالأُجرة، ولكنه لم يرَ فيها فائدةً تذكر، وكانت نفسُهُ تحدثُهُ من ذلك الحين بالأسفار والجد في طلب العُلى، ولم يكن يرى فيما حوله ما ينشطه على ذلك وينهض به من حضيض الفقر؛ لقلة الوسائل واستبداد القوي بالضعيف.

أحمد فارس الشدياق ١٨٠١م–١٨٨٧م.
قلنا إنه تَلَقَّى بعض العلم عن أخيه أسعد، وكان أخوه هذا نابغةَ عصره ذكاءً وفطنة، فاتفق أنه خلع مذهب والديه وتمذهب بالمذهب الإنجيلي، فغضب عليه البطريرك، وما زال يتهدده ويسومُهُ العذاب ألوانًا حتى يرجع عن رأيه، فلم يزددْ إلا تمسُّكًا وإصرارًا إلى أن آل ذلك إلى موته بدير قنوبين في عنفوان شبابه شر موتة، ولا يزالُ أهل سورية ولبنان يتحدثون بقصته إلى هذه الغاية.

وكان صاحب الترجمة شديد التعلق بأخيه هذا، فعظم عليه أمره حتى كره الإقامة في بلاد الشام جملة، فغادرها ناقمًا عليها وعلى الذين كانوا سببًا في موت أخيه أسعد، وطلب الاغتراب فجاء الديار المصرية في عهد المغفور له محمد علي باشا، وكان مجيئُهُ إليها بصفة أستاذ للمرسلين الأميركان لتعليم اللغة العربية وقواعدها وأشياء أخرى، وقد أرسله لذلك المرسلون الأميركان ببيروت؛ لأنهم شعروا بأن موت أخيه أسعد إنما كان دفاعًا عن مذهبهم، وكان أسعد مضطهدًا من أكثر أعضاء عائلته إلا جماعة منهم لم يكونوا يستطيعون المجاهرة في الدفاع عنه؛ خوفًا من سطوة الحُكَّام؛ لأنهم كانوا موافقين للإكليروس بما أتوه بشأن المرحوم أسعد، أما فارس فإنه لم يكن يكتم ما في نفسه من استصواب عمل أخيه، فأصبح في خطر على حياته، فحماه الأميركان ثم أرسلوه إلى مصر — كما قدمنا.

ولبث في مصر بين تعليم وتعلُّم حتى أتمَّ دروسه في العلوم العربية وغيرها، وقد قرأ بعضها على الفاضلَيْن نصر الله أفندي الطرابلسي الحلبي والشيخ محمد شهاب الدين، وطالَع كتاب صحاح الجوهري وديوان المتنبي وغيرهما من كُتُب اللغة والأدب، وكان كثيرَ الرغبة في قراءة الشروح التي تُبين مآخذ الكلام من اللغة، شديد الولع بالشعر ونظمه، فخاض عبابه حتى بلغ منه مبلغًا عظيمًا، ونظم شيئًا كثيرًا بين غزل وحماسة ومدح وهجاء، وتمكَّن من سائر علوم اللغة؛ كالنحو والصرف والاشتقاق والمنطق، وتقرَّب من خيرة علماء المصريين ومعية عزيز مصر حتى تولى كتابة الوقائع المصرية، وكانت أول نشأتها تكتب باللغة التركية فقط، فكتب فيها زمنًا بالعربية.

وتعرَّف في مصر بعائلة الصولي مِن وجهاء السوريين، فصاهرهم وولدت له امرأته هذه ولدين؛ هما فائز وسليم، أما الأول فتوفي بعد ذلك في ضواحي لندرا أثناء إقامته فيها وبقي سليم وحيدًا، وهو سليم أفندي فارس نزيل بلاد الإنكليز.

مؤلفاته

سر الليال في القلب والإبدال:

 

الساق على الساق فيما هو الفارياق:

 

الجاسوس على القاموس:

 

كشف المخبَّا عن فنون أوروبا:

 

الواسطة في أحوال مالطة:
اللفيف في كل معنًى ظريف:

 

غُنْية الطالب ومُنْية الراغب:

 

الباكورة الشهية في نحو اللغة الإنكليزية وتليها المحاورة الأُنسية في اللغتين العربية والإنكليزية: وهو كتاب مدرسي لتعليم اللغة الإنكليزية.
السند الراوي في الصرف الفرنساوي: وهو كتاب لتعليم اللغة الفرنساوية.

هذا عدا جريدة الجوائب التي حررها زهاء ثلاثين سنة، وقد تقدم ذِكرها في ترجمة حاله، وجمع نجله سليم أفندي فارس نخبًا منها في كتب سماها منتخبات الجوائب.

وهناك كُتُب أَلَّفَها ولم تُطبع؛ منها كتاب النفائس في إنشاء أحمد فارس، والتقنيع في علم البديع، والروض الناضر في أبيات ونوادر، وتليه رسائل ومحررات أدبية، وديوان شعري من نظمه يشتمل على اثنين وعشرين ألف بيت.

احمد فارس افندي

الكتب 1

اللفيف في كل معنى طريف

اللفيف في كل معنى طريف

الأقسام: البلاغة, الأدب

الناشر: مطبعة الجوائب

عدد الصفحات: 216

سنة النشر: 1299

المحقق: ---

المترجم: ---