القائمة الرئيسية

عبدالرحمن بكر

عبدالرحمن بكر
  • الدولة المملكة العربية السعودية

الشيخ عبد الرحمن بن أبي بكر الملا عالم فقيه، ومحدث وأديب تربوي، وشاعر قدير، نشأ في بيت علم وفضل في أسرة آل الملا الواعظ، وكان مولده في منزل جده لأمه الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله الحكيم ظهر يوم عرفة يوم الجمعة عام ثلاثة وعشرين وثلاثمئة وألف خلت من الهجرة النبوية الشريفة (1323هـ)، في حي الكوت بالأحساء، وغادر إلى دار البقاء لأكرم جوار في أطيب دار ظهر يوم الأحد السادس والعشرين من شهر شوال لعام واحد وعشرين وأربعمئة وألف من الهجرة النبوية الشريفة (1421هـ)، وكان بين يومي الميلاد والوفاة حياة حافلة بطلب العلم بنَهَم في تلقيه، ودَأَبٍ في تعليمه، وثراء في عطاء، وعطاء في ثراء.

لقد أحببت شيخنا العلامة دون أراه، وأكبرته دون أن ألقاه، فقد اختاره الله – تعالى – إلى جواره قبل وصولي وإقامتي الأولى في واحات الأحساء (1422- 1425هـ) ببضعة أشهر، وشاء الله أن يعطر سيرته الطيبة مجلسنا في دارة سبطه وتلميذه وراويته الشيخ الدكتور مراد الملا الذي توفر على تراث الشيخ وآثاره العلمية والفقهية والأدبية ونشاطه الاجتماعي الإصلاحي في أطروحة علمية نال بها درجة الماجستير، وعنوانها (العلامة المحدث المسند الشيخ عبد الرحمن ابن الشيخ أبي بكر الملا – حياته وآثاره الأدبية والعلمية). وقد نشرها في كتاب مجلد وطباعة فاخرة، صدر عن مكتبة التعاون الثقافي في مدينة الهفوف، وقامت على طباعته وإخراجه: (دار الهداية للطبع والنشر والتوزيع بالقاهرة عام 1434هـ/ 2013م) في أربع وعشرين وخمسمئة صفحة من القطع الكبير، عَرَضَ الباحث عَبْرَ صفحاتها لموضوعه ورسالته في ثمانية أبواب، صدَّرها بالإهداء، وأربعة تقاريظ، ومقدمة وذيَّلَها بملحق الوثائق، ومصادر ومراجع الكتاب، وفهارس للآيات والأحاديث، والموضوعات، واشتملت أبواب الكتاب على فصول، وضمت الفصول على المباحث المتعلقة بكل فصل، وعرضت أبواب الدراسة وفصولها ومباحثها على: الحياة العامة في الأحساء أواخر القرن الرابع عشر، ونشأة الشيخ عبد الرحمن وتعليمه، ورحلته إلى الحجاز، وعودة الشيخ إلى الأحساء، والأثر الاجتماعي للشيخ، والنتاج العلمي والأدبي للشيخ، ومكانته العلمية، وصفاته ووفاؤه.

ولم تقتصر عناية الباحث السبط الدكتور مراد بن عبد الله الملا بتلكم الدراسة الشاملة عن حياة شيخنا العلامة عبد الرحمن بن أبي بكر الملا، فأتبعها بمؤلفات ودراسات ألقت المزيد من الأضواء على الآثار العلمية والأدبية للشيخ الإمام العالم الفقيه المحدث، ومنها: (روضة الأزهار في متنوعات الأشعار) في أربعمائة وثمانين صفحة من القطع الكبير في طباعة وتجليد فاخرين، والمؤلف المجلد يضم الآثار الشعرية للشيخ، وهو ديوانه الشعري، طبع ونشر دار الهداية بالقاهرة ومكتبة التعاون الثقافي بالهفوف (1434هـ/2013م)، وجاءت آثار الشيخ النثرية ومكاتباته في كتاب بعنوان (أدبيات الشيخ عبد الرحمن بن الشيخ أبكر الملا ومكاتباته) في مئتين واثنتين وخمسين صفحة من القطع الكبير في طباعة وتجليد فاخرين عن دار الهداية بالقاهرة ومكتبة التعاون الثقافي بالهفوف (1434هـ/2013م)، ولم تزل في جَعبة باحثنا السبط الدكتور مراد الملا الكثير مما لِجَدِّه من الآثار والأخبار سيعرف طريقه للمطبعة العربية ودور النشر والمكتبات؛ بعون الله وتوفيقه.

ومن آثار شيخنا في علم الحديث أرجوزته المسماة (إلهام المغيث في أقسام الحديث) شرح الدكتور فضل الرحمن صافي، وقد سمى شرحه للمنظومة (الزُّبد في مصطلح الحديث – شرح منظومة الشيخ عبدالرحمن بن الشيخ أبي بكر الملا)، وقد صدرت طبعتها الأولى عن دار عمار للنشر والتوزيع بعمان عام (1428هـ/ 2007م)، وكتب مقدمة الطبعة ابن أخي الشيخ عبد الرحمن، الشيخ أحمد بن الشيخ عبدالله بن الشيخ أبي بكر الملا، ضمنه نبذة عن الشيخ: نسباً ونشأةً وتعليماً ونشاطاً ونتاجاً وعطاءً، والمنظومة في بحر الرجز، وفي القالب المرسل الذي يستقل كل بيت بقافية، ومطلعها:

يا سائلي عن حديثٍ مُرتقِبْ أقسامُه خذها بنظمٍ مقترِبْ

وصدرعن دار (عمار) بعمان أيضاً شرح المنظومة نفسها للشيخ المحقق خلدون خالد المفلح وعنوانه (النبذة في أصول الحديث – شرح منظومة الشيخ عبد الرحمن بن أبي بكر الملا المسماة "إلهام المغيث في أقسام الحديث")، وقد اشتمل شرح عالمنا المحقق الشيخ خلدون خالد المفلح على إضافات قيمة.

والحق أن من يقتربْ من عالم شيخنا وأديبنا العلامة عبدالرحمن ابن الشيخ أبي بكر الملا الواعظ، ويتأمل سيرته ومسيرته فسيجد نفسه أمام قامة من قامات أمة الإسلام علماً وفقهاً وأدباً وصلاحاً وإصلاحاً وزهداً وورعاً، يذكرنا بعهد الأئمة العظام كالإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان الذي يتبع مدرسته الفقهية آل الملا (بطل التسامح في الإسلام – كما وصفه المفكر الإسلامي المستشار عبدالحليم الجندي في كتابه (الإمام الأعظم أبو حنيفة النعمان)، وترى في شخصه وأدبه وعلمه وعطائه بَقيةّ من العلماء العاملين والأدباء الموسوعيين، وهو مثال لأصحاب الهمة العالية، والأخلاق السامية، وفيه يصدق قول أبي الطيب:

وإذا كانت النفوس كباراً تعبت في مُرادها الأجسامُ

وقوله أيضاً:

لهُ هِممٌ لا منتهى لكبارها وهمتُه الصغرى أجلُّ من الدهرِ

ويبقى وراء ثراء شخصية شيخنا وأديبنا الفقيه المحدث المصلح نشأةٌ وتربيةٌ وتعليمٌ، ونسبٌ شريفٌ، وهمةٌ عالية في طلب العلم واكتساب المعالي، ورحلة السائحين العابدين المُجدِّين في طلب العلم والحكمة، وتواصل مع أفذاذ العلماء من شتى البلدان، وتنوع المشارب والمذاهب والثقافات، وتفانٍ في اكتساب العلوم الشرعية وصحبة العلماء الراسخين في العلم من أهل التقوى والورع في الحجاز خلال دراسته في المدرسة الصولتية في مكة المكرمة، ومجاورته البيت الحرام إبان الدراسة وعودته إليه بعد نحو ثلاثين عاماً لمجاورة البيت الحرام، والتردد على المسجد النبوي، والأخذ عن علمائه لنحو خمسة وعشرين عاماً.

نشأ شيخنا في بيت علم وأدب، وجود، ونسب شريف، فهو ابن الشيخ أبي بكر ابن الشيخ محمد ابن الشيخ عمر الملا، وجده الأعلى الشيخ المفتي علي بن حسين الواعظ الذي قدم إلى الأحساء بصحبة الوزير علي باشا مع الحملة العثمانية الأولى في القرن العاشر الهجري؛ لتولي مهام الوعظ والإفتاء، وينتهى نسبه إلى عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق من تيم، يقول فقيهنا الشيخ عبدالرحمن بن أبي بكر في رثائه لوالده:

من قريشٍ آباؤكَ الغرُّ جاؤوا هُمْ حماةُ العرينِ كهفُ النزيلِ

لأبي بكرٍ ينتمونَ ومن تيـــــــــ ــــــمٍ فروعٌ تسلسلتْ من أصول

ولقد توفر لشيخنا الفقيه المحدث البيتُ الصالح، والبيئة الأحسائية الصالحة المحبة للعلم والأدب، وتلقي العلم على يد والده الشيخ أبي بكر، وعلماء الأحساء، ثم كانت دراسته في المدرسة الصولتية في مكة المباركة التي أتاحت له الدراسة النظامية والتتلمذ على علماء المسجد الحرام والمسجد النبوي من بلدان متفرقة من العالم الإسلامي، وكان لذلك أثره الكبير في سعة علمه وثقافته ووعيه وسماحته الفقهيه، فضلاً عن نبوغه في الشعر وعلوم العربية، الأمرُ الذي كان له بالغ الأثر فيما اضطلع به شيخنا العالم الأديب من المسؤوليات في تأسيس التعليم النظامي والتدريس في المدرسة الأميرية الأولى في مدينة الهفوف ورعاية مواهب طلابه، والنشاط الاجتماعي الإصلاحي، وكان في سماحته الفقهية وسعة أفقه مع المخالفين له المذهب كما قال الأمام أبو حنيفة النعمان: "علمُنا هذا رأي، فمن جاءنا بأفضل منه قَبِلْناه"، وكان في سيرته في طلب العلم قول الإمام أبي حنيفة النعمان: "إن هذا العلم لا يعطيك بعضه ما لمْ تُعطِهِ كُلَّك".

ولقد كان للرحلة في طلب العلم وعلو همة شيخنا في تحصيله الأثر الكبير في العودة الثانية للحجاز ومجاورة المسجد الحرام عالماً ومتعلماً، نحو عشرين عاماً عالماً عابداً زاهداً، تحقق فيه ما ورد في الأثرعن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لايزال الرجل عالماً ما طلب العلم، فإذا ظن أنه قد علم فقد جهل".

ولقد سُررتُ أيَّما سرور بصحبة النابهين من أسرة آل الملا، والاختلاف إلى مجالسهم ومدارسهم وأربطتهم وزيارة مدرسة القبة ومكتبتها، ولقاء أبي عبد الإله الشيخ محمد الملا، والظفر بمؤلفات وأدبيات الدكتور عبد الإله كما سبق الظفر بأدبيات شيخنا العلامة الفقيه المحدث الشيخ عبد الرحمن بن أبي بكر، ومؤلفات شيخنا الدكتور مراد بن عبد الله الملا عنه، كما سعدت بلقاء أديبنا المؤرخ الشيخ عبد الرحمن بن عثمان الملا في منتديات الأدب والثقافة الأحسائية، وصاحب "شاعرات من الخليج (البحرين قديماً)" الدكتور محمد بن عثمان الملا، وصاحب مكتبة (التعاون الثقافي)، والشيخ الإمام الدكتور رائد بن عبدالله الملا الذي التقيته في منزلهم القديم بحي الكوت، كما التقيته في بنايتهم الجديدة مقابل مسجد الشيوخ بالقرب من مدرسة القبة، والذي يؤم المصلين فيه؛ ولذا لم يكن بمستغرب أن تتصدر أسرة آل الملا الواعظ أسر الأحساء في مجال العلم والفقه والأدب، ورعاية العلماء، وعمارة بيوت الله بإقامة المساجد، والمدارس، والأربطة لاستضافة طلبة العلم من الغرباء والوافدين، والإنفاق عليهم ليفرغوا لتحصيل العلم من خلال الوقف الخيري.

ويستمر العطاء الخصيب لشيخنا الإمام المحدث في دارته الجديدة بحي السنيدية في مدينة الهفوف عالماً ومتعلماً ومفتياً ومحدثاً بعد عودته الثانية من مكة المكرمة، يَفِدُ إليه طلبة العلم؛ ليتتلمذوا عليه، ويأخذوا إجازات علم الحديث الشريف، والسنة النبوية في ظل رعاية عالم فقيه، ومحدث شاعر، صاحب مُلْحة وطُرفة وظَرف، يتعلمون ويتفقهون ويسعدون حتى وافاه الأجل عن عمر يقارب المئة بالتاريخ الهجري القمري، ويربو على الخمسة والتسعين عاماً بالتاريخ الميلادي الشمسي في دارته بالهفوف ظهر يوم الأحد السادس والعشرين من شهر شوال لعام واحد وعشرين وأربعمئة وألف من الهجرة النبوية الشريفة (1421هـ)، تغمده الله بواسع رحمته ورضاه.

عبدالرحمن بكر

الكتب 2

التبيان في إتقان القراءة بالقرآن الجزء الثاني

التبيان في إتقان القراءة بالقرآن الجزء الثاني

التبيان في إتقان القراءة بالقرآن الجزء الثاني يحتوي الكتاب على أحكام التجويد بطريقة مبسطة ...

الأقسام: التحريرات في القراءات, كتب مهمة في علم التجويد, علم التجويد

الناشر: مكتبة الملك فهد الوطنية

عدد الصفحات: 48

سنة النشر: 1433

المحقق: ---

المترجم: ---

التبيان في إتقان القراءة بالقرآن

التبيان في إتقان القراءة بالقرآن

التبيان في إتقان القراءة بالقرآن علم النطق الصحيح للحروف بجميع الحالات بطريقة التهجي تدريج ...

الأقسام: كتب مهمة في علم التجويد, علم التجويد

الناشر: مكتبة الملك فهد الوطنية

عدد الصفحات: 64

سنة النشر: 1433

المحقق: ---

المترجم: ---