نشأ في كنف والديه وحفظ القران الكريم في صغر سنّه عن ظهر قلب، وتلقى العلم في مستقبل عمره على أفذاذ العلماء في عصره، كالشيخ عبدالله بن عبداللطيف آل الشيخ [1339هـ] والشيخ المؤرخ ابراهيم بن صالح بن عيسى [1343هـ] والشيخ الفرضي حمد بن فارس [1345هـ] والشيخ العلامة سهم السنة والتوحيد سعد بن حمد بن عتيق [1349هـ] والشيخ المجاهد حسّان زمانه سليمان بن سحمان [1349هـ] والشيخ الفقيه عبدالله بن عبدالعزيز العنقري [1373] وعلى يده كان كثير تفقهه وملازمته وعنه أخذ إسناد الفقه الحنبلي وعن شيخه السابق الذكر سعد بن عتيق، كما رحل إلى مكة والمدينة وأخذ عن علمائها الإجازة الحديثية كالشيخ عبدالستار الكاندهلوي وغيرهم ممن سماهم هو في ثبته، وقد تلقى عنه خلائق لا يحصون العلم في الحرم المكّي وفي مدينة الطائف، ومنهم ممن عرفته وتلقيت عنه شيخنا الشيخ عبدالرحمن العياف الدوسري، وشيخنا الشيخ حمود بن عبدالله التويجري، وشيخنا الشيخ أبو زكريا يحي بن عثمان الهندي، والشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد، وشيخنا الشيخ دوخي بن زيد الحارثي وشيخنا الشيخ مشعان بن زايد الحارثي. ومن طلابه أيضاً الشيخ صالح المقوشي، وغير من ذكرت جمع كثير.
عيّن في القضاء عام 1363هـ في المدينة النبوية، وأقام حال وصوله إليها الدروس العلمية بالمسجد الحرام، كما نبذ البدع والخرافات، وحطّم مع طلابه أبيات البردة البوصيرية الشركية التي كانت منقوشة على رخام المسجد النبوي منذ العهد العثماني، ثم كاد به بعض أهل الضلال وتسبب في نقله من المدينة إلى مكة عام 1365هـ وعيّن رئيساً للمحكمة المستعجلة، ثم انتقل عمله إلى المجمعة ومكث قريباً من سنتين، ثم طلب إعفاءه من القضاء فأعفي منه، وبقي متنقلاً بين مكة والطائف للمصيف حتى عام 1397هـ.
كان زاهداً ورعاً شديد الغيرة على التوحيد والسنة، غزير الدمعة، حريصاً بطلابه شديد العناية بهم.
له من المؤلفات الكثير ومن أشهرها: شرح كتاب التوحيد المسمّى بـ (الدر النضيد شرح كتاب التوحيد) وكتاب (الأجوبة الحسان على أسئلة مفتي باكستان) و (أدلة النصوص المصدقة في رد الأكاذيب الملفقة من أهل الإلحاد والزندقة) و (ومنظومة في الفرائض) و (الشرح لها)، و (ثبته) في عدّ مروياته عن أهل الحديث من دواوين الإسلام والمعاجم والفهارس و الأثبات، وغيرها من المؤلفات في فنون شتى في الفقه والتاريخ والفتاوى والأشعار، وقد تحصلت لي رواية جميع مؤلفاته المنثور منها والمنظوم عن جماعة منهم شيخنا الورع المحدث ذي التواضع الجمّ الشيخ عبدالرحمن بن سعد العيّاف عنه رحمه الله.
توفي الشيخ رحمه الله تعالى في مدينة الطائف عام في الثاني عشر من شهر شعبان عام 1397هـ، إثر سقوطه وهو يتوضأ فوقع على رأسه فأرقد في مستشفى الأمير منصور ولم يجاوز الأسبوع حتى مات من إصابته تلك، وصلي عليه بمسجد العزيزية ودفن في مقبرة الجفالي، مات ولم يعقب عليه رحمة الله.
هو الشيخ الفقيه المحدث السلفي عبدالرحمن بن سعد بن محمد العيّاف الدوسري الودعاني من الخماسين من وادي الدواسر قال الشيخ عن نسبه: (أمّا نسبي فأنا من قبيلة الدواسر ودعاني من الخماسين انتقلوا أجدادي من الفرعة من وادي الدواسر عام سوقه 1179هـ بسبب جوع أصاب الناس وارتحلوا إلى الأحساء ثم إلى العراق، ومنهم من بقي إلى يومنا هذا،ومنهم من رجع إلى نجد).
أبو سعد.
في روضة سدير في ربيع الأول سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة وألف 1343هـ
تربى في أحضان والديه، وأحسنا تربيته وتأديبه، وقرأ القران في الكتّاب على كل من فوزان القديري و ولده عبدالعزيز، وعبدالرحمن الفنتوخ، وأخيه عبدالله نيابة عنه، وابن عبدالرحمن الشيخ عبدالعزيز الفنتوخ، قال شيخنا عبدالرحمن: (ونعم من مطاوعة زهد وورع ولا نزكي على الله أحدا من عباده ونرجو لهم الخير)، ثم رحل الشيخ إلى قرية الدويش من أجل التجارة – وهي مهنته – وقرأ على الشيخ إبراهيم الهويش بعضاً من المتون الصغرى و رياض الصالحين، ثم ارتحل إلى أم القرى مكة المكرمة في سنة الأربع
يعتبر كتاب تحفة المريد بعالي الأسانيد من المراجع الهامة بالنسبة للباحثين والمتخصصين في مجا ...
44
1429 هجري
بدر بن علي العتيبي
---