علوي بن عباس بن عبد العزيز بن عباس بن عبد العزيز بن محمد المالكي المكي الإدريسي الحسني، ينتهي نسبه إلى إدريس الأزهر بن إدريس الأكبر بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن الإمام علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء بنت رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
ولد بمكة المكرمة سنة 1328 هـ ونشأ بين أحضان والده عباس بن عبد العزيز المالكي فرباه وأحسن تربيته. ثم التحق بكُتَّاب عمه حسن المالكي، فبدأ بحفظ القرآن الكريم فأتمّه وهو في العاشرة من عمره، وصلى به التراويح إمامًا بالمسجد الحرام كعادة أهل مكة في ذلك. ثم التحق بمدرسة الفلاح، وكان أساتذتها إذ ذاك من أجلّ علماء المسجد الحرام، فلازمهم وبرع واستحق أن يقوم بالتدريس في نفس المدرسة قبل التخرج، فكان هو وجملة من الطلاب المهرة الأذكياء يقومون بالتدريس للفصول الدنيا مع تلقي العلم في الفصول العليا، فكان تلميذاً ومدرساً في آن واحد. ولم يقتصر تعليمه في المدرسة فقط بل إنه شارك طلاب العلم في حلقات المسجد الحرام، فأخذ العلم من المدرسة والمسجد. وقد تخرج من مدرسة الفلاح سنة 1346 هـ وتولى التدريس فيها سنة 1347 هـ، وأجيز بالتدريس في المسجد الحرام أيضاً في نفس السنة، وقد أعطى وقته كله وصرف نفيس عمره للتدريس بالحرم الشريف.
أخذ عن جملة من المشايخ الكرام وروى عن جملة من كبار علماء المسلمين، منهم:
انتقل إلى رحمة الله في منتصف ليلة الأربعاء 25 من شهر صفر سنة 1391 هـ بمكة المكرمة، ودفن عصر يوم الأربعاء بمقبرة المعلاة، وقد شيعه الألوف من أهل مكة والمقيمين والقادمين من الأطراف، وحضر جنازته كبار علماء مكة المكرمة، ووقفوا لتقبُّل العزاء فيه، وكانت جنازته مشهودة بحيث امتلأ الشارع من باب المسجد الحرام إلى مقبرة المعلاة. وكان أهل مكة يقولون أن جنازة الشيخ جمال الأمير المالكي أعظم وأكبر جنازة شهدتها مكة في هذا القرن إلّا أن الشيخ حسن المشاط قال: «بل هذه الجنازة أعظم، ولا يخفى الصبح إلا على أعمى أو حسود». وقال الشيخ محمد نور سيف: «إن الإمام أحمد بن حنبل يقول: إن أهل السنة والجماعة يُعرفون بجنائزهم، فهي محضورة ومشهودة، قال: وهكذا جنازة السيد علوي كانت مشهودة ومحضورة، وما رأينا جمعًا كما رأينا في جنازته».
فيض الخبير وخلاصة التقرير على نهج التيسير شرح منظومة التفسير_علوي عباس المالكي ...
108
---
---
---