علي الحمد المحمد الصالحي

على الحمد المحمد الصالحي رحمه الله

هو العالم الجليل والشيخ الفاضل النبيل، علي بن حمد بن محمد بن صالح بن عبد الله الصالحي، ولد هذا العالم في مدينة عنيزة سنة 1333هـ، وكان الجد الثالث له قد نزح من خب البصر إلى عنيزة، ولا يزال فيها بنو عم لهم، ولهم أملاك فيها.
نشأ شيخنا رحمه الله نشأة صالحة حسنة، ورباه والده أحسن تربية، واعتنى به عناية فائقة، ولما بلغ سن التمييز أدخله والده كتاتيب بلده عنيزة، فتعلم فيها مبادئ القرآن والكتابة، ثم شغف بطلب العلم منذ صباه، فأدخله والده مدرسة القرزعي: لصاحبها صالح وعبد الرحمن العبد الله السالم القرزعي، فحفظ القرآن عن ظهر قلب، وتعلم مبادئ العلوم وقواعد الخط والحساب، فمهر فيهما، وشرع في طلب العلوم الشرعية بهمة عالية ونشاط ومثابرة، فحفظ كثيرًا من المتون في علوم الشريعة، ودرس أمهات الكتب وهو في سن مبكرة، وقد لازم شيخه فضيلة الشيخ: عبد الرحمن بن ناصر السعدي، ولما رأى الشيخ السعدي فيه المثابرة والملازمة أمره أن يجلس لتدريس صغار الطلاب في الأوقات التي لا يفوته فيها دروس شيخه، حتى استفاد منه عدد غير قليل، وسيأتي بيانهم إن شاء الله.
ولما فتحت المعاهد العلمية في الرياض، وصار من بعدها كلية الشريعة واللغة، لم ترض همته إلا الالتحاق بالمعهد العلمي بالرياض، ونال شهادته سنة 1376هـ، ثم انتسب إلى كلية الشريعة فأكمل دراستها وحصل على الشهادة سنة 1382هـ، ثم انتسب إلى المعهد العالي للقضاء، فتخرج منه، وكان لا يمل ولا يسأم من تكرير الدروس وحفظها وتفهمها.
وكان رحمه الله في كل ذلك مثال الجد والاجتهاد، والحيوية والنشاط، فدرس ودرَّس، وأجاد وأبدع وأفاد، وحسن مدخله ومخرجه، غفر الله له.
ثانيًا: شيوخه:
لازم الشيخ عليٌّ رحمه الله كثيرًا من العلماء، منهم الشيخ العلامة صالح بن عثمان القاضي، والشيخ عثمان بن صالح، والشيخ عبد الله بن محمد بن مانع قاضي عنيزة، والشيخ سليمان العمري، والشيخ عبد العزيز الخريدلي، وكان من أهم وأقرب شيوخه إليه والذين أثروا في حياته العلمية والعملية، هو فضيلة الشيخ العلامة السعدي، بل هو أكثر مشائخه نفعًا له وملازمة له. قرأ عام 1362هـ على الشيخ محمد ابن عبد العزيز المانع في الحرم المكي، وكذا قرأ على الشيخ بهجة البيطار، ولما عاد إلى عنيزة لازم مشائخه مدة إقامته فيها، ولما رحل إلى الرياض لازم كلا من: سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، وسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، وفضيلة الشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم آل الشيخ، وفضيلة الشيخ عبد الرزاق عفيفي، وممن أخذ عنهم ودرس عليهم فضيلة الشيخ عبد الله بن حميد رحم الله الجميع.
ثالثًا: تلاميذه:
لما أتيحت الفرصة للشيخ أن يدرس لصغار طلبة العلم بتكليف من شيخه العلامة السعدي، قام الشيخ علي رحمه الله بذلك خير قيام، وكان عند حسن ظن شيخه به، فأحسن تدريس هؤلاء الطلاب، وأفادهم، وكانوا جمعًا غفيرًا، من أبرزهم وأشهرهم وأفضلهم ـ فيما نحسب والله حسيبهم ـ: فضيلة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله، والشيخ علي المحمد الزامل، وسليمان الأشقر الزامل، وعبد الله الصالح اليحيا، والشيخ حمد المحمد المرزوقي، والشيخ عبد العزيز العلي المساعد، والأستاذ عبد الرحمن اليوسف الشبل، والأستاذ عبد العزيز الإبراهيم الغرير، والشيخ محمد العثمان القاضي، والأستاذ محمد الحمد الونين، والأستاذ صالح الحمد الونين، والأستاذ إبراهيم المحمد السبيل، والأستاذ عبد الله السليمان القاضي، والأستاذ عبد العزيز السليمان القاضي، وغيرهم كثير.
رابعًا: أعمالـــه:
لقد كان رحمه الله له همة عالية ونشاط منقطع النظير في أمور الدنيا والدين، ومن ذلك:
1- إن أول مكتبة عامة في نجد هو الذي اهتم بتأسيسها، فإنه في عام 1358هـ قام بتأسيس مكتبة جامع عنيزة، فقد كتب معروضًا لوزير المالية الشيخ عبد الله السليمان الحمدان، جمع فيه توقيع علماء عنيزة وأعيانها، وأيده من قاضيها الشيخ عبد الله المانع، ومن أميرها عبد الله الخالد السليم، وسافر به إلى الوزير في مكة، فأمر بنسخة من كل كتاب من مطبوعات الحكومة السعودية، كما أنه أمر أن يشتري من جميع الكتب الموجودة في سوق الكتب (باب السلام)، ثم طلب من الشيخ السعدي أن يكتب لأعيان بلده لبناء المكتبة، فكلهم استجابوا، وتم بناؤها، وقام الصالحي بجهود مضنية بجلب الكتب والأثاث لها، وأتى بالمخطوطات من مظانها في مناطق المملكة كلها، ومن جمعيات أخرى من فاعل خير، حتى اجتمع في هذه المكتبة ما يقارب أربعين ألف كتاب في شتى الفنون، من أصول الدين وفروعه والحديث والتفسير والمراجع اللغوية والتاريخ والسير والأدب ودواوين الشعر، حتى أخذت مصافها معادلة أكبر مكتبة في نجد بوقت التأسيس، وصارت هذه المكتبة فيما بعد مكان إلقاء دروس العلامة السعدي، ومحل البحث والاجتماع لطلابه.
2- أنشأ الشيخ علي رحمه الله مؤسسة النور للطباعة والتجليد، والتي تعتبر من أقدم المطابع في المملكة، فقد كان لهذه المطبعة بعد فضل الله الأثر الكبير في إعادة طباعة أمهات الكتب، وطبع فيها كتبًا لا حصر لها في فنون عديدة من كتب الأصول والفروع والتواريخ، وغير ذلك من كتب العلم النافع.
3- كان رحمه الله شجاعًا لا يهاب أحدًا في الله، وكانت تأخذه غيرة وحمية إذا تعدى أحد على منهج السلف، ونشر ما يخالف عقيدة أهل السنة والجماعة، وكانت له مواقف بطولية رائعة فيما يعتقد أن في ذلك قمع فساد أو إحقاق حق، فلقد كان أحد العلماء المصريين الذين وفدوا إلى عنيزة للتدريس في معهدها يُدرِّس في أحد المساجد، فأيَّد في درسه بعض المسائل المخالفة لمذهب السلف، فشاع خبر هذا المدرس ودرسه الذي ألقاه، وانقسم أهل عنيزة قسمين بين معالج الأمر بجو هادئ، وبين منكر ومطالب إبعاد هذا المدرس، فكان الشيخ علي رحمه الله هو رئيس القسم الأخير، وعظَّم أمر المسألة، وما زال يتصل بالمسؤولين من العلماء والأمراء، حتى استبعد هذا المدرس، وأزيل خطره عن منهج السلف وعقيدة أهل السنة.
4- وكان رحمه الله نصوحًا يحب الخير للجميع، ولا يأل جهدًا في إبداء النصح لولاة الأمور إذا علم أمرًا يوجب النصح، فلم يمنعه شيء في إيصال الخير إلى الولاة والعلماء، عملًا بقول رسول الله : «الدين النصيحة» ويرد على المبطلين، ويدحض حججهم، ويفنّد شبهاتهم، ويكشف عوارهم، نصرة للحق ودفاعاً عن الدين والعرض والوطن.
خامسًا: مؤلفاته ونشاطه العلمي:
لم يكن الشيخ علي رحمه الله تاجرًا فحسب، بل كان عالمًا فاضلاً، له منهج واضح في طباعة الكتب، فقد كان حريصًا على طباعة كتب السلف وكتب العقيدة الصحيحة، ولم يكن همه مثل هم كثير من الناشرين وأصحاب المطابع، يطبع كل ما هب ودب، طالما يدر عليه أموالاً طائلة، لم يكن الشيخ من هذا الصنف، بل كان رحمه الله من العلماء الحريصين على نشر العلم النافع، يظهر ذلك جليًّا من خلال الكتب التي تولى نشرها وطباعتها، ومن خلال المقدمات التي كان يحرص عليها في بداية كل كتاب، فمن يقرأ هذه المقدمات يعلم يقينًا أن الشيخ كان داعية للعلم قبل أن يكون تاجرًا للكتب.
1- «الضوء المنير على التفسير» من أعظم ما خلفه من كتب في ستة أجزاء كبار، فقد قام الشيخ رحمه الله بجمع كلام العلامة السلفي ابن قيم الجوزية من خلال جميع مصنفاته المطبوعة والمخطوطة في تفسير آيات القرآن الكريم، ورتبها حسب ترتيب المصحف، واستمر عمله هذا قرابة خمسة عشر عامًا، حتى جمع هذا السفر الجليل، وطبع سنة 1414هـ، ويطبع قريبًا بإذن الله بتحقيقي وتهذيبي.
2- كتاب «التنبيهات حول المقام ومنى واقتراحات»، طبع هذا الكتاب سنة 1394هـ، وعرض هذا الكتاب على هيئة كبار العلماء بالمملكة لدراسته والنظر فيما تضمنه، وخلصت الهيئة إلى صحة ما في الكتاب، وأجازته الهيئة، وأثنت عليه خيرًا، وأعده الشيخ لطبعة ثانية سنة 1414هـ، ولكن حال مرض الشيخ وموته دون طباعته، ويطبع قريبًا طبعة جديدة بتحقيقي.
3- كتاب «العطار والقاسم في الميزان»، دافع فيه الشيخ على الحق الذي دعا إليه الأستاذ أحمد عبد الغفور العطار رحمه الله، وأبطل الباطل الذي نادى به المدعو عبد الرحمن القاسم الحاصل على ليسانس حقوق، الفارغ من العلم الشرعي، وليس لديه حجة دينية في دعواه، فلم يأل الشيخ جهدًا في الدفاع عن الحق، وإظهار المحق من المبطل، وقدم لهذا الكتاب فضيلة الشيخ عبد الله بن حميد رحمه الله، وطبع سنة 1384هـ.
4- كتاب «دعوة المسلمين إلى احترام شعائر الدين»، طبع سنة 1413هـ وترجم إلى الإنجليزية.
5- كتاب «كشف الشبهات» لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، قام الشيخ علي رحمه الله بتفصيله وكتابة الترجمة والمقدمة والتعليق، طبع الطبعة الأولى سنة 1383هـ والطبعة الثالثة سنة 1388هـ.
ومن الكتب التي طبعها الشيخ الصالحي في مطبعته:
1- كتاب البلبل في أصول الفقه، تأليف الإمام سليمان الطوفي الصرصري الحنبلي الطبعة الأولى سنة 1383هـ.
2- تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد، تأليف الأمير الصنعاني، طبعه الشيخ علي رحمه الله سنة 1389هـ، وطبعه مرة ثانية سنة 1396هـ.
3- الدرر السنية في الأجوبة النجدية، جمع عبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي، الجزء الثاني عشر، الكتاب الخاص بتراجم أصحاب الرسائل والأجوبة.
4- «تذكرة أولي النهى والعرفان بأيام الله الواحد الديان وذكر حوادث الزمان»، تأليف فضيلة الشيخ إبراهيم بن عبيد آل عبد المحسن، قدم له الشيخ الصالحي مقدمة هامة، أشار فيها إلى أن هذا الكتاب سيكون في خمسة أجزاء متوسطة حسب تجزئة مؤلفه.
5- كتاب التوحيد ومعه القول السديد للسعدي، وطبع أكثر من طبعة وقدم له الصالحي، ط1 سنة 1382هـ، وط2 سنة 1384هـ، وط3 سنة 1390هـ.
6- القول المحرر في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تأليف الشيخ حمود بن عبد الله التويجري، قام بتصحيحه والإشراف على طبعه الشيخ الصالحي رحمه الله.
7- الفواكه العذاب في الرد على من لم يحكم السنة والكتاب، تأليف الشيخ أحمد بن ناصر بن عثمان المعمري، طبعه الشيخ الصالحي في مطبعته.
8- مبادئ الإسلام، تأليف الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، طبعه الشيخ الصالحي باللغة العربية والإنجليزية في كتاب واحد، وذلك سنة 1389هـ طبعة رابعة.
9- رسالة الإمام عبد العزيز الأول ابن الإمام محمد بن سعود رحمه الله، قدم لها الشيخ الصالحي بمقدمة هامة، وترجم له ترجمة مختصرة، طبعت سنة 1382هـ.
10- رسالة الإمام عبد العزيز الثاني أو حقيقة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، بقلم حفيده العلامة محمد بن عبد اللطيف، قدم لها الشيخ الصالحي بمقدمة هامة.
11- تحذير أهل الإيمان عن الحكم بغير ما أنزل الرحمن، تأليف إسماعيل بن إبراهيم الخطيب الحسني الأسعردي الأزهري، قدم له الشيخ الصالحي رحمه الله وطبعه في مطبعته.
12- الأدلة الكاشفة لأخطاء بعض الكتاب، للشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ عبد الرحمن الفريان، قدم لها الشيخ الصالحي رحم الله الجميع.
13- الانتصار على من أزرى بالنبي والمهاجرين والأنصار، للشيخ حمود التويجري، ذيلها الشيخ الصالحي بخاتمة ونداء.
14- مفيد المستفيد في كفر تارك التوحيد، للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.
15- الدرة الثمينة في الفرائض، على مذهب الإمام أحمد بن حنبل، تأليف سليمان ابن عبد الرحمن الحمدان رحمه الله، سنة 1392هـ.
16- الرد الجميل على أخطاء ابن عقيل، تأليف الشيخ حمود التويجري، الطبعة الأولى، سنة 1392هـ.
17- دليل الحجاج الكرام إلى بيت الله الحرام، تأليف الشيخ عبد الرحمن بن عبد العزيز بن سليمان بن سحمان، الطبعة الأولى سنة 1391هـ.
18- المنهج لمريد العمرة والحج، تأليف الشيخ محمد الصالح العثيمين رحمه الله، الطبعة الثانية.
19- واجب المسلمين، تأليف الشيخ عبد الرحمن السعدي، قدم لها الشيخ الصالحي، الطبعة الثالثة سنة 1390هـ.
20- الإرشاد في القطع بمقبول الآحاد، تأليف الشيخ إسماعيل الأنصاري.
21- شفاء الصدور في الرد على الجواب المشكور، أصدرته دار الإفتاء العامة.
22- أصول الأحكام، تأليف الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن قاسم رحمه الله، الطبعة الثانية.
23- أبو الحسن الأشعري، تأليف الشيخ حماد الأنصاري، الطبعة الثانية، سنة 1382هـ.
24- تحفة الإخوان بما جاء في الموالاة والمعاداة والحب والبغض والهجران، تأليف الشيخ حمود التويجري، الطبعة الأولى.
25- إيضاح المحجة في الرد على صاحب طنجة، تأليف الشيخ حمود التويجري، الطبعة الأولى، سنة 1385هـ.
26- زيارة القبور الشرعية والشركية، تأليف محيي الدين محمد البركوي رحمه الله.
27- تسهيل الوصول إلى علم الأصول، وفق المنهج المقرر تدريسه في المعاهد العلمية ومعهد الجامعة الإسلامية، تأليف: عطية محمد سالم، وعبد المحسن العباد، وحمود بن عقلا، مراجعة الشيخ عبد الرزاق عفيفي.
28- نصحية من سماحة مفتي البلاد السعودية محمد بن إبراهيم آل الشيخ بمناسبة صلاة الاستسقاء، يوم الاثنين الموافق 27/10/1386هـ.
29- أذكار الصباح والمساء، ويليها مختصر ثلاثة أصول، تأليف الشيخ عبد العزيز ابن محمد الشثري، الطبعة الثانية.
30- الإحكام في أصول الأحكام، تأليف الإمام علي بن محمد الآمدي، قام بالتعليق عليه الشيخ عبد الرزاق، عفيفي، وقام بتصحيحه الشيخان: عبد الله ابن غديان وعلي الحمد الصالحي، الطبعة الأولى سنة 1387هـ.
31- النظام الداخلي للمدرسة الابتدائية، سنة 1384هـ.
32- قوائم بأسماء الكتب والمطبوعات الممنوعة، قدم له مفتي البلاد السعودية سنة 1386هـ.
33- فوائد السواك ومنافعه، تأليف الشيخ أبي بكر الجراعي الحنبلي رحمه الله، سنة 1386هـ.
34- رسالة في دية النفس وغيرها، تأليف مفتى الديار السعودية الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله، سنة 1374هـ.
35- الدخان في نظر الإسلام، تأليف الشيخ صالح بن عبد العزيز بن إبراهيم آل منصور، الطبعة الأولى.
36- العجالة السنية على ألفية السيرة النبوية، تأليف عبد الرزاق المناوي، قام بتصحيحه والتعليق عليه الشيخ إسماعيل الأنصاري.
37- في سبيل الحق، تأليف الشيخ عبد الرحمن الحماد العمر، سنة 1383هـ.
38- الإرشاد إلى توحيد رب العباد، تأليف الشيخ عبد الرحمن بن حماد بن عمر، الطبعة الأولى سنة 1384هـ.
39- الإرشاد إلى طريق النجاة، تأليف الشيخ عبد الرحمن بن حماد آل عمر، الطبعة الأولى سنة 1386هـ.
40- اللآلئ البهية في شرح لامية شيخ الإسلام ابن تيمية، تأليف أحمد بن عبد الله المرداوي الحنبلي، قدم لها الشيخ الصالحي وذكر في مقدمته أنه طبعه على أصل خطي، واعتنى بتصحيحه، طبع سنة 1386هـ.
41- نقد الاشتراكية، صدرت من دار الإفتاء بالرياض، قام بالإشراف على طبعها وتصحيحها محمد السليمان البسام وعلي الحمد الصالحي، طبع في مطبعة الحكومة، مكة المكرمة، سنة 1381هـ.
42- كتاب الفتن والملاحم وهو النهاية من تاريخ الحافظ عماد الدين ابن كثير، تصحيح وتعليق الشيخ إسماعيل الأنصاري، قدم للطبعة الأولى الشيخ علي الحمد الصالحي، وكذا للطبعة الثانية سنة 1403هـ، وأعده الشيخ الصالحي لطبعة ثالثة، أضاف لها زيادات في المقدمة بخط يده، وهذا الكتاب طبع بالاشتراك بين مؤسسة النور ومكتبة الحرمين.
43 رسالة الحسن بن أيوب، أخذها الشيخ علي من الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح لشيخ الإسلام ابن تيمية، ولكن وافته المنية، وحالت دون طباعتها.
وقد قام الشيخ رحمه الله بطباعة بعض الكتب على نفقته الخاصة، منها:
- كتاب تنبيه الغافلين سنة 1411هـ.
- وكتاب مجموع ابن رميح سنة 1414هـ.
- والربع الأول من تفسير القرآن الكريم باللغة الإنجليزية.
- وتفسير معاني القرآن كاملًا باللغة الإنجليزية.
سادسًا: صفاته وأخلاقه:
كان رحمه الله جم الخلق حسن الطباع، كريمًا يبذل المعروف ويدعو إليه، ويكف عن الشر ويحذر منه، ويحب إصلاح ذات البين، ويصل الرحم، ويكرم الضيف، ويعطف على الفقراء والمحاويج واليتامى، وكان على جانب كبير من الأخلاق الفاضلة والصفات الحسنة والشمائل الكريمة، مستقيمًا في دينه وخلقه، قويًّا صبورًا حازمًا نشيطًا، مع زهد وإقبال على الآخرة، ولا يخشى في الله لومة لائم، وكان تقيًّا محسنًا صدوقًا، وكان مربوعًا، أسمر اللون، متوسط الجسم والشعر، يجمع فضائل كثيرة وشمائل حسنة وصفات جليلة، نحسبه كذلك والله حسيبه.
سابعًا: مراسلاته لولاة الأمر:
دأب الشيخ رحمه الله على التواصل مع ولاة الأمر من الملوك والأمراء والعلماء، عملاً بقول رسول الله : «الدين النصيحة» ثلاثاً، قيل: لمن يا رسول الله؟ قال: «لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم».
من هنا كان الشيخ حريصًا على الكتابة لولاة الأمر، فقد كتب لكل من:
- جلالة المللك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله.
- وجلالة الملك خالد بن عبد العزيز رحمه الله.
- وخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله.
- وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز حفظه الله.
وكان له تواصل مع كل من العلماء يراسلهم ويراسلونه، منهم: سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ وسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز وأصحاب الفضيلة الشيوخ: عبد الله بن حميد وعبد الرحمن الدوسري ومحمد بن عثيمين وبكر أبو زيد وسليمان الصنيع وعبد الله بن عبدان وأحمد عبد الغفور عطار وجودت سعيد وإسماعيل الأنصاري ومحمد نصيف رحمهم الله جميعًا.
نماذج من مراسلات الشيخ الصالحي رحمه الله:
* كتب لجلالة الملك خالد رحمه الله، فقال: صاحب الجلالة إن الحامل على هذا الكتاب النصيحة التي أوجبها الله لكم، والنصح أغلى ما يبذل ويوهب، لأننا نعتقد أن الله سبحانه قد وكل لكم رعاية خلقه رعاية عامة على ضوء كتاب الله وسنة رسوله فيما يختص بكم، ورعاية خاصة وهو القيام على حفظ كتاب الله وسنة رسوله  بالعمل والاحترام، وبذلك يكتب الله لكم أجر المجاهدين في سبيله، وخاصة أمام هذه التيارات الجارفة والفتن المظلمة المغرية ودعاة السوء، التي أخبر عنها الصادق ، وحذر منها في أحاديث كثيرة لا يتسع المقام لذكرها.
ثم طفق الشيخ يسرد على جلالة الملك بعض الملاحظات والسلبيات التي بدأت تنتشر، فقال لجلالته: والواجب يحتم علينا مصارحتكم فاعذرونا، لأننا ملزمون بذلك شرعًا وطبعًا لمحبتنا لكم وخوفنا عليكم وعلى المسلمين.
وختم هذا الخطاب بقوله رحمه الله: وختاماً أرجو الله أن يتولاكم بولايته، ويحميكم بحمايته، وينصركم بنصره، ويجعلكم عونًا لحزبه، وأن يعزكم بالإسلام، ويعز الإسلام بكم، وأن يجعلكم ممن يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، هذا ما أردناه لكم، والخير أردناه، والله يتولى الصالحين.
* وكتب أيضًا لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد رحمه الله، فقال: إن مواقفكم المشرفة من نشر الإسلام والاهتمام به في الداخل والخارج ليدفعنا إلى الشكر لكم والتوجه إلى الله سبحانه وتعالى بأن يحفظكم حصنًا للإسلام من أعدائه الذين يتربصون به الدوائر، كما أن ذلك يدفعنا إلى مناصحتكم، لأن الله سبحانه قد أخذ علينا الميثاق بأن نبين الحق، ونناصح أئمة المسلمين وعامتهم.
يا إمام المسلمين بالرغم من أن حكومتكم والحمد لله هي الحكومة التي تطبق شريعة الله التي أهملها كثير من حكام المسلمين اليوم، فإن هناك بعض الملاحظات التي يجب أن نصارحكم فيها، وهي في صالحكم وصالح المسلمين.
ثم طفق الشيخ في عرض هذه الملاحظات وإبداء بعض المقترحات، ثم قال رحمه الله: هذه ملاحظات نعتبرها من أسس هذا الدين، ولا تبرأ ذمتنا حتى نطلعكم عليها: معذرة لنا يوم نقف بين يدي الله يوم القيامة، ورغبة منا في الإصلاح، وشفقة عليكم، لأننا على ثقة أنكم المسؤول الأول يوم القيامة بين يدي الله عز وجل عن هذه الأخطاء، لأن الله قد استرعاكم على هذه الأمة، وقد عرفناكم حفظكم الله بالاستقامة والصلاح، سائلين الله سبحانه أن يعينكم على تحمل هذه المسؤولية.
* وكتب للأمير سلمان حفظه الله، فقال: أرجو الله أن يحفظكم، ويحفظ بكم الإسلام وتعاليمه العظام، ثم إن الداعي لهذا ما رأيته من تكرار الإعلانات حول المساكن المؤجرة، ولعلمي أنكم أهل فطرة وحق أذكركم والذكرى تنفع المؤمنين، يا صاحب السمو إن هذه الشكاوى والمشورات التي تقدم لسموكم من المستأجرين فيها غش وغصب وظلم في الحقيقة: غش لكم بالذات وللدولة عامة.
أيها الأمير، إن الشرع الذي شرفكم الله بحمايته لا يظلم أحدًا، والخروج عنه هو الحيف والظلم.
ثم قال رحمه الله: فإن الحكم لله العلي الكبير، والرجوع عند التنازع إليه في كتابه وسنة رسوله، وهي محفوظة، قد شرفكم الله بحمايتها، ولازلتم والحمد لله تنعمون بوارف ظلها، فلا تغبنوا ذلك بوسوسة شياطين الإنس الذين هم يحسدونكم على نعمة الله عليكم.
أيها الأمير، إن كنت أطلت عليكم إشفاقًا ونصحًا، فالنصح أغلى ما يوهب، والواجب علينا وعليكم التقيد بما رسمه الله من الشرع، هذا ما نريده لكم والخير أردناه، والله يتولى الصالحين.
وكتب له سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله في 23/11/1402هـ، فقال: فقد وصلني كتابكم الكريم بشأن وضع الأئمة في المسجد الحرام، وما ذكرتم فيه كان معلومًا، فأشكركم على غيرتكم الإسلامية، وما بذلتموه من النصح في هذا السبيل، زادكم الله صلاحاً وتوفيقًا.
وكتب له فضيلة الشيخ عبد الله بن حميد رحمه الله، فقال: وصلني كتابكم المكرم، وسرني لإفادته صحتكم واستقامة أحوالكم، تابع الله على الجميع وافر نعمه، وصرف عنا وعنكم أسباب سخطه ونقمه، سؤالكم عما تم حول بحثكم المحال لهيئة كبار العلماء، فقد جرى النظر فيه، وحصل الاتفاق فيه بالإجماع على جواز نقل المقام إلى موضع مسامت لمكانه من الناحية الشرقية ما لم ير ولي الأمر تأجيل ذلك لأمر مصلحي، إلى آخر خطابه رحمه الله تعالى.
وممن كتب له الأستاذ جودت سعيد الكاتب المعروف، فقال في رسالته المؤرخة في 24/1/1379هـ: وصلني كتابك فسرني سرورًا بالغًا، وشكر الله لك جميل ودادك، وحسن عتابك الأخوي، الله يعلم أني أشعر بالحاجة إلى قربك، وأن أكون عضدًا لك في جهادك الذي ملأ قلبي، وجرأتك في مواطن الحق، أكثر الله من أمثالك، وأعاننا على قضاء ما وجب.
وقال له في رسالة أخرى: فيا أيها الأخ الكريم ما أدري مقدار ما أجد من السعادة والسرور حين أفكر في شخصكم الكريم، أدام الله نشاطك وجهادك، إن أحوج ما تحتاج إليه الدعوة إلى الله في كل وقت الرجال المخلصون الذين امتلئوا حماسة وشجاعة، لا يخافون مما يخاف منه الناس، إن ما رأيته فيك من الشجاعة في الحق جعلني أنظر إليك: أن المسؤولية قد عظمت عليك لما فضلك الله، ولما أسبغ عليك من نعمة الاعتزاز بالله، واليوم قد تضاعفت مسؤوليتك بعد أن فرغت من ا لدراسات المقيدة.
ثامنًا: مرضه ووفاته:
أصيب رحمه الله بتليف في الرئة، واشتد عليه المرض، وطال معه حتى أنهكه، ووافاه الأجل وهو منهمك في مراجعة كتابه «الضوء المنير على التفسير» في الأجزاء الأخيرة منه، وفارق الدنيا في يوم الأربعاء الموافق 21 من شهر جمادى الآخرة سنة 1415هـ بعد حياة حافلة بالجد والعمل الدؤوب، وله من العمر ثلاثة وثمانون عامًا، وصلِّي عليه في جامع عنيزة، ودفن في مقابر الشهوانية، وحزن عليه عارفو فضله.
خلف مكتبة نفيسة عامرة بأمهات الكتب والمراجع الهامة والنادرة، وفيها مخطوطات قيمة، وقد قام أبناؤه حفظهم الله بإهداء هذه المكتبة لدارة الملك عبد العزيز وجامعة القصيم لينتفع بها أكثر عدد ممكن من طلاب العلم.
كما خلّف أبناء نجباء بررة، ما يزالون إلى الآن في سعي حثيث لإيصال الخير والنفع لأبيهم في قبره، ينشرون علمه ويحيون أعماله، هم في الحقيقة امتداد لأجوره، وصدق رسول الله  حيث قال: «إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له»( ) وقال أيضًا : «إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته: علمًا علَّمه ونشره، وولدًا صالحًا تركه...»( ). هذا ما نحسبه فيهم والله حسيبهم.
وكان رحمه الله يقول: أنا لم أعرف اللعب واللهو في حياتي، ولا أضيع أوقاتي فيما لا يفيد، فإما في عمل الدنيا، وإما في عمل الآخرة.
وبالجملة ففقده خسارة فادحة لا تعوض، وثلمة لا تسد، إن في الله عزاء من كل مصيبة، وخلفًا من كل هالك، ودركًا من كل فائت، فعن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: (أو لم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها)[الرعد: 41] قال: خرابها بموت علمائها وفقهائها وأهل الخير منها، وكذا قال مجاهد أيضًا: هو موت العلماء( ).
وصدق القائل:
الأرض تحيا إذا ما عاش عالمها
كالأرض تحيا إذا ما الغيث حل بها
متى يمت عالم منها يموت طرف
وإن أبى عاد في أكنافها التلف( )

رحم الله الشيخ عليًّا رحمة واسعة، وجعل مستقره دار كرامته، وأسكنه فسيح جنته، ونفع الله بعلومه وجهوده، وأحيا أعماله إلى يوم الدين، وجعل له لسان ذكر في العالمين، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وسبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين( ).