نبذة عن المهلهل بن ربيعة في نبذة عن المهلهل بن ربيعة، هو عديّ بن ربيعة بن الحارث، يرجع نسبه إلى تغلب بن وائل، لم تذكر الروايات التاريخية تاريخ ميلاده، لقبه المهلهل بن ربيعة، وكان يكنَّى بأبي ليلى، وهو خال امرئ القيس الكندي الشاعر الجاهلي المعروف وصاحب المعلقة المشهور، وقد سُمِّي عدي بن ربيعة بالمهلهل؛ لأنَّه أوَّل من هلهل بالشعر ورققه كما قيل، كما تذكر بعض الروايات غنَّه أول من قال الشعر على الاطلاق، كان المهلهل بن ربيعة شاعرًا فحلًا وفصيحًا من فصحاء العرب في الجاهلية، وقد لُقِّب أيضًا بالزير لأنّه كان كثير التغزل بالنساء فَسمِّاه أخوه كليب بن ربيعة بزير النساء، وقد ظلَّ عاكفًا على اللهو والشرب حتَّى قُتل أخوه كليب بن ربيعة فانقطع عن الشراب واللهو وقام يثأر لأخيه من جسّاس بن مرة من بني بكر بن وائل وخاض حرب البسوس الشهيرة.[١] أمضى المهلهل بن ربيعة أربعين عامًا من عمره يقاتل بني بكر بن وائل في حرب البسوس ليثأر لمقتل أخيه كليب، وفي نهاية الحرب، قتل الزير سالم بجير بن الحارث بن عباد، فقام الحارث بن عباد وجمع حوله الناس من بني بكر بن وائل وهجم على الزير سالم وأسره وهو لم يعرفه، وبعد نهاية الحرب هرب المهلهل بن ربيعة إلى اليمن، وقُتل فيما بعد على يد عبدين من عبيده، قتلاه في مكان قفر سنة 94 قبل الهجرة وهو ما يوافق عام 531م.[١] ألقاب المهلهل بن ربيعة كثيرة هي ألقاب المهلهل بن ربيعة، ولكلِّ لقب قصة، فقد لُقِّب بالزير سالم، وفي هذا اللقب قيل إنَّ اسمه سالم وليس عدي، ولأنَّه كان زير نساء فقد لُقِّب بالزير، ولقب الزير لقب أطلقه عليه أخوه كليب، ومعنى زير النساء أي جليس النساء، كما لُقِّب بالمهلهل لأنَّه كان يلبس ثيابًا مهلهلة وقيل لأنَّه أول من هلهل الشعر، ومعنى هلهل الشعر أي رققه، وقيل سُمِّي بالمهلهل بن ربيعة لأنَّه قال في البيت الشعري: لمَّا توغلَ في الكراعِ هجينُهُم هلهلتُ أثأر مالكًا أو سنبلا وقال أيضًا: من مبلغ الحيينِ أَنّ مُهلهلا أَضحى قتيلًا في الفلاةِ مُجندَّلا وقد لقِّب عدي بن ربيعة أيضًا بأبي ليلى، ولقبه هذا كان بسبب أنَّه رأى في منامه وهو صغير أنَّه أنجب فتاة اسمها ليلى وأنَّ لهذه الفتاة شأن عظيم، فلُقِّبَ بأبي ليلى، وقد أنجب فيما بعد فتاة وأسماها ليلى وزوَّجها لكلثوم بن مالك وهي أم عمرو بن كلثوم الشاعر الجاهلي وصاحبة المعلقة الشهيرة، والله أعلم.[٢] رثاء المهلهل بن ربيعة لأخيه كليب بعد مقتل كليب بن ربيعة أخُ المهلهل بن ربيعة، قامت حرب البسوس بين بني تغلب بن وائل وبني بكر بن وائل، واستمرَّت أربعين عامًا، وقد حزن المهلهل بن ربيعة على فراق أخيه حزنًا شديدًا، فقام يثأر له من قتلته، ولكنَّ هذا الغضب لم يتفجَّر فقط في ضرب السيف، بل تفجَّر شعرًا، فكان رثائيات المهلهل بن ربيعة لأخيه كليب بن ربيعة من أعظم الرثائيات في تاريخ الأدب العربي[٣]، وممّا قال في رثائه:[٤] أن في الصَّدر من كُلَيْبٍ شجونا هَاجِسَاتٍ نَكَأْنَ مِنْهُ الْجِرَاحَا أَنْكَرَتْنِي حَلِيلَتِي إذْ رَأَتْنِي كاسفَ اللونِ لاَ أطيقُ المزاحا وَلَقَدْ كُنْتُ إِذْ أُرَجِلُ رَأْسِي ما أبالي الإفسادَ وَالإصلاحا بئسَ منْ عاشَ في الحياةِ شقيا كاسفَ اللونِ هائمًا ملتاحا يَا خَلِيلَيَّ نَادِيَا لِي كُلَيْبًا وَاعلما أنَّهُ ملاقٍ كفاحَا يَا خَلِيلَيَّ نَادِيا لِي كُلَيْبًا وَاعْلَمَا أَنَّهُ هَائِمًا مُلْتَاحَا يَا خَلِيلَيَّ نَادِيَا لِي كُلَيْبًا قبلَ أنْ تبصرَ العيونَ الصَّباحا ولم يقتر رثاؤه أخاهُ كليب بن ربيعة على هذه الحائية، بل قال المهلهل بن ربيعة في قصيدة أخرى يرثي بها أخاه كليبًا:[٥] كَأَنَّ التَّابِعَ المِسْكِينَ فِيْهَا أَجِيرٌ فِي حُدَابَاتِ الْوَقِيرِ عَلَى أَنْ لَيْسَ عَدْلًا مِنْ كُلَيْبٍ إِذَا خَافَ المُغَارُ مِنَ الْمُغِيرِ عَلَى أَنْ لَيْسَ عَدْلًا مِنْ كُلَيْبٍ إِذَا طُرِدَ اليَتِيمُ عَنِ الْجَزُورِ عَلَى أَنْ لَيْسَ عَدْلًا مِنْ كُلَيْبٍ إذا ما ضيمَ جارُ المستجيرِ عَلَى أَنْ لَيْسَ عَدْلًا مِنْ كُلَيْبٍ إذا ضاقتْ رحيباتُ الصُّدورِ عَلَى أَنْ لَيْسَ عَدْلًا مِنْ كُلَيْبٍ إِذَا خَافَ المَخُوفُ مِنَ الثُّغُورِ عَلَى أَنْ لَيْسَ عَدْلًا مِنْ كُلَيْبٍ إِذا طَالَتْ مُقَاسَاةُ الأُمُورِ أشعار المهلهل بن ربيعة بعد ما جاء من نبذة عن المهلهل بن ربيعة، لا يمكن إنصاف الشعراء العرب من غير الاطلاع على نتاجهم الأدبي والشعري وإلقاء النظرة عليه من غير زاوية واحدة، فالشاعر العربي والجاهلي حصرًا مفتاحه شعره ومرآته حروفه، فكيف إنْ كان هذا الشاعر هو المهلهل بن ربيعة الزير سالم الذي ملأت أشعاره الآفاق، وفيما يأتي نظرة على بعض أشعار هذا الشاعر الذي خاض في غير غرض شعر واحد في حياته: يقول المهلهل بن ربيعة في إحدى قصائده:[٦] ولِاِبنَةِ حِطّانَ بنِ عَوفٍ مَنازِلٌ كَما رَقشَّ العُنوانَ في الرِقِّ كاتِبُ ظَلِلتُ بِها أُعرى وَأُشعَرتُ سُخنَةً كَما اِعتادَ مَحمومًا بِخَيبَرَ صالِبُ تَظَلُّ بِها رُبدُ النَّعامِ كَأَنَّها إِماءٌ تُزَجّى بِالعَشِيِّ حَواطِبُ خَليلايَ هَوجاءُ النَجاءِ شِمِلَّةٌ وَذو شُطَبٍ لا يَجتَويهِ المُصاحِبُ ومن أشعار المهلهل بن ربيعة أيضًا:[٧] لَقَد عَرَفَت قَحطانُ صَبري وَنَجدَتي غَداةَ خَزازٍ وَالحُقوقُ دَوانِ غَداةَ شَفَيتُ النَفسَ مَن ذُلِّ حِميَرِ وَأَورَثتُها ذُلًا بِصِدقِ طِعاني دَلَفتُ إِلَيهِم بِالصَفائِحِ وَالقَنا عَلى كُلِّ لَيثٍ مِن بَني غَطفانِ وَوائِلُ قَد جَدَّت مَقادِمَ يَعرُبٍ فَصَدَّقَها في صَحوِها الثَقَلانِ ومما قال المهلهل بن ربيعة أيضًا:[٨] يا طَيرَةً بَينَ نَباتٍ أَخضَرِ جاءَت عَلَيها ناقَةً بِمُنكَرِ إِنَّكَ مِن حِمى كُلَيبَ الأَزهَرِ حَمَيتُهُ مِن مَذحِجٍ وَحِميَرِ