يحيى محمد زمزمي

انتهج الدكتور يحيى محمد زمزمي، أسلوبا جديدا لربط الجانب الفكري بالعمل الخيري، وأخرج للمجتمع عملا مؤسسيا يدار بالعصف الذهني والتخطيط وبالحاسب والتقنيات، متجاهلا المثبطين فآثر الغرق والتقوقع والغرف المظلمة على أن يخرج للعامة بعمل روتيني، فوضع عملا يثري الوقت ويملأ الذائقة ويعدل السلوك بقيم فاضلة تعزز لحمتنا الوطنية، وتبني جدار البناء الاجتماعي بين الجيران وسكان الأحياء.
ساعات طويلة يقضيها أستاذ القراءات في كلية الدعوة وأصول الدين داخل مكتبه المتواضع في جمعية مراكز الأحياء، حاملا هموم مواجهة موجة تيار الصمت المطبق، الذي يغلف الأحياء السكنية التي فرضها التخطيط وباعد بين سكانها الانشغال بالدنيا، بهدف تقديم برامج ومشاريع همها قطع الصمت ومواجهة عزلة الجيران بحفلات ومسامرات تغسل القلوب وتنفض غبار مجالس المنازل بزيارات الجيران ومواجهة خلافاتهم بعمل خلاق ينتهي بزرع قيم كادت أن تحتضر.

في حياة زمزمي محطات مهمة ومفاصل تاريخية، فهو من مواليد مكة المكرمة في العام 1386هـ وحصل على درجة البكالوريوس في العام 1407هـ من قسم الكتاب والسنة والماجستير في العام 1413هـ في أدب الحوار في ضوء الكتاب والسنة، فيما نال الدكتوراة في عام 1418 من القسم ذاته وحصل على درجة أستاذ مشارك، وقدم كتابين و11 بحثا علميا، وشارك في ستة مؤتمرات وندوات تخصصية في حقوق الإنسان والمجتمع والأمن والحوار مع الآخرين في الفكر الإسلامي. وبمكانة العالم وحس رجل الأمن وإدارة المسؤول، يدير زمزمي 16 مكتبا لفروع جمعية مراكز الأحياء تتوسط بين أكثر من مليون ونصف المليون نسمة من سكان الحرم المكي، ليصلح بين المتخاصمين ويسد فراغ الشباب ويدرب العاطل ويلهي الطفل ببرامج هادفة، ويشعل ليالي العيد بفقرات تعزز القيم النبيلة وتجمع المتنافرين.
ويفخر بحزمة المميزات التي حققتها الجمعية، ومنها استيعاب أكثر من 16 ألفا من المتطوعين والمتطوعات في مختلف المجالات، للمشاركة في تحمل المسؤولية الاجتماعية وإيجاد حراك اجتماعي وحضاري، من خلال تنظيم الانتخابات وإقامة الفعاليات في كل حي ليتنافس أفراده في خدمة وطنهم، وتنظيم أكبر بطولة رياضية لشباب مكة، وعقد أكثر من 200 دورة تدريبية، وتنفيذ أكثر من 9 آلاف فعالية هادفة.