حظي هذا الشاعر بفضل السبق في طرحه موضوع جديد على مسرح الشعر العربي، وفن التغزل تحديدا، حيث عني بالتغزل بالمرأة النصرانية، فأثر هذا في لغته الشعرية فجعله يوظف اللغة العقائدية فيكون دقيقا في اختيار ألفاظه من خلال ولوعه بالأجواء التي توحي بعقيدة هذه المرأة النصرانية، كما يعكس هذا الاتجاه في شعر «ابن الحداد» القيمة الإنسانية التي كانت تحظى بها المرأة النصرانية في المجتمع الأندلسي. هذه الفتاة النصرانيّة سمّاها في ديوانه «نويرة».[1] وأوقعه حبّ نويرة في حبّ كلّ رموز النصّرانيّة ورجالها وأماكنها.[2] واتّسع حبّ الشاعر نويرةَ لكلّ ما هو مسيحي : كعيسى والإنجيل، والقساوسة وصلبانهم، والرّهبان وكنائسهم، والنّصارى وأعيادهم إضافة إلى التّثليث ورموزه والطقوس وأناشيدها.[3]
عَسَاكِ بِحَقِّ عِيسَاكِ | مُرِيحَةً قَلْبِيَ الشَّاكِي | |
فَإِنّ الحُسْنَ قـَدْ وَلاَّ | كِ إِحْيَائِي وَإِهْلاكِي | |
وَأَوْلَعـَنِي بِصُلْبـَانٍ | وَرُهْبـَانٍ وَنُسـَّاكِ | |
وَلَمْ آتِ الكَنَائِسَ عَنْ | هَوًى فِيهِـنَّ لَوْلاكِ |
ديوان ابن الحداد الأندلسي_ابن الحداد الأندلسي ...
376
1410 - 1990
يوسف علي طويل
---