تقي الدين إبراهيم الحسن

تقي الدين إبراهيم الحسن
  • الدولة العراق

الشيخ تقي الدين إبراهيم بن علي بن الحسن ابن محمد بن صالح
ابن إسماعيل الحارثي العاملي الكفعمي وفي آخر المصباح إبراهيم بن علي بن حسن بن صالح وفي آخر حياة الأرواح إبراهيم بن علي بن حسن بن محمد بن إسماعيل.
ولادته ووفاته ومدفنه
ولد سنة 840 كما استفيد من أرجوزة له في علم البديع ذكر فيها أنه نظمها وهو في سن الثلاثين وكان الفراغ من الأرجوزة سنة 870 وكانت ولادته بقرية كفرعيما من جبل عامل وتوفي في القرية المذكورة ودفن بها وتاريخ وفاته مجهول وفي بعض أنه توفي سنة 900 ولم يذكر مأخذه فهو إلى الحدس أقرب منه إلى الحس لكنه كان حيا سنة 895 فإنه فرغ من تأليف المصباح في ذلك التاريخ وليس في تواريخ مؤلفاته ما هو أزيد من هذا وفي الطليعة أنه توفي سنة900 بكربلا ودفن بها وظهر له قبر بجبشيت من جبل عامل وعليه صخرة مكتوب فيها اسمه والله أعلم حيث دفن ’’انتهى’’ (أقول) قد سكن كربلاء مدة وعمل لنفسه أزج بها بأرض تسمى عقير وأوصى أن يدفن فيه كما يظهر مما يأتي ثم عاد إلى جبل عامل وتوفي فيها ولم يذكر أحد ممن ترجمه من الأوائل تاريخ ولادته ووفاته على عادة أصحابنا في التهاون بتاريخ المولد والوفاة ومعرفة الطبقات بل مطلق التاريخ مع محافظة غيرهم على ذلك ومع ما فيه من الفوائد ثم خرجت القرية ويقال إن سبب خرابها كثرة النمل فيها الذي لا تزال آثاره فيها إلى اليوم فنزح أهلها منها وأصبحت محرثا وهذا بعيد فكثرة النمل لا توجب خرابها وإنما خربت بالأسباب التي خرب بها غيرها من القرى والبلدان في كل صقع ومكان فلما خربت اختفى قبره بما تراكم عليه من التراب ولم يزل مستورا بالتراب إلى ما بعد المائة الحادية عشرة لا يعرفه أحد فظهر عند حرث تلك الأرض، وعرف بما كتب عليه هو: هذا قبر الشيخ إبراهيم بن علي الكفعمي رحمه الله. وعمر وصار مزورا يتبرك به وبعض الناس يروي لظهوره حديثا لا يصح وهو أن رجلا كان يحرث فعلقت جاريته بصخرة فانقلعت فظهر من تحتها الكفعمي من تحتها بكفنه غضا طريا فرفع رأسه من القبر كالمدهوش والتفت يمينا وشمالا وقال: هل قامت القيامة ثم سقط فأغمي على الحارث فلما أفاق أخبر أهل القرية فوجوده قبر الكفعمي وعمروه. وقد سرى تصديق هذه القصة إلى بعض مشاهير علماء العراق والحقيقة ما ذكرناه ويمكن أن يكون الحارث الذي عثر على القبر زاد هذه الزيادة من نفسه فصدقوه عليها.
نسبته
وصف نفسه في آخر المصباح وغيره بالكفعي مولدا اللويزي محتدا الجبعي أبا الحارثي نسبا التقي لقبا الإمامي مذهبا وفي آخر حياة الأرواح اللواني الجد الجبعي الأب العيماوي المولد. (والكفعمي) نسبة إلى كفرعيما قرية من ناحية الشقيف في جبل عامل قرب جبشيت واقعة في سفح جبل مشرفة على البحر هي اليوم خراب وآثارها وآثار مسجدها باقية (والكفر) بفتح الكاف وسكون الفاء وراء مهملة في اللغة القرية وقيل أنه كذلك في السريانية ويكثر استعماله في بلاد الشام ومصر وأهل الشام يفتحون فاء كفر عند إضافتها (وعيما) بعين مهملة ومثناة تحتية ساكنة وميم وألف لفظ غير عربي على الظاهر وقياس النسبة إلى كفرعيما كفرعيماوي لكنه خفض كما قيل عبشمي وعبدري وحصكفي في النسبة إلى عبد شمس وعبد الدار وحصن كيفا وعن خط الشيخ البهائي أن الكفر على لغة جبل عامل بمعنى القرية وعيما اسم لقرية هناك وأصلها كفرعيما أي قرية عيماو النسبة إليها كفرعيماوي فحذف ما حذف لشدة الامتزاج وكثرة الاستعمال فصار كفعمي ’’انتهى’’ والصواب أن عيما ليست اسما للقرية كما لا يخفى بل اسم رجل أو نحوه كما أن تسمية القرية كفرا ليس خاصا بجبل عامل بل هي كذلك في اللغة وكأنه حصل تصرف من الناقل فوقع هذا الخلل وغلا فمثل ذلك لم يكن ليخفى على البهائي ويمكن كونه من إضافة العام للخاص. وفي الجزء الرابع من نفح الطيب المطبوع بمصر صفحة 397 أن الكفعمة نسبة إلى كفرعيما قرية من قرى أعمال صفد كما في النسبة إلى عبد الدار عبدري وإلى حصن كيفا حصكفي ’’انتهى’’ وهي من عمل الشقيف في جبل عامل لا من أعمال صفد إلا أن تكون في ذلك العصر من أعمالها لتجاور البلدين ودخول أحدهما في عمل الآخر في بعض الأعصار وما في النسخة المطبعة من نفح الطيب من رسم عيما بتاء فوقانية من تحريف النساخ. وفي معجم البلدان: عما بفتح أوله وتشديد ثانية اسم أعجمي لا أدريه إلا أن يكون تأنيث عم من العمومة وكفر عما صقع في برية خساف بين بالس وحلب عن الحازمي ’’انتهى’’ (واللويزي) نسبة إلى اللويزة بصيغة تصغير لوزة. قرية في جبل عامل من عمل لبنان فأصل آباء الكفعمي من اللويزة وأبوه سكن جبع ثم انتقل إلى كفرعيما فولد ابنه فيها (والجبعي) نسبة إلى جبع بوزن زفر ويقال جباع بالمد. قرية من قرى جبل عامل على رأس جبل عال غاية في عذوبة الماء وصحة الهواء وجودة الثمار نزهة كثيرة المياه والبساتين والثمار (والحارثي) نسبة إلى الحارث الهمداني صاحب أمير المؤمنين عليه السلام فإن المترجم من أقارب البهائي وهما من ذرية الحارث.
أقوال العلماء في حقه
ذكره أحمد المقري في الجزء الرابع من كتابه نفخ الطيب من غصن الأندلس الرطيب صفحة 397 من الطبعة المصرية فقال: الكفعمي هو إبراهيم بن علي بن حسن بن محمد بن صالح وما رأيت مثله في سعة الحفظ والجمع ’’انتهى’’ وحكى الشيخ عبد النبي الكاظمي نزيل جويا من جبل عامل في كتابه تكملة الرجال أنه وجد بخط المجلسي: إبراهيم بن علي بن الحسن من محمد بن صالح الكفعمي من مشاهير الفضلاء والمحدثين والصلحاء المتورعين وكان بين الشهيد الأول والثاني رضي الله عنهما وله تصانيف كثيرة في الدعوات وغيرها ’’انتهى’’.
وفي أمل الآمل: كان ثقة فاضلا أديبا شاعرا عابدا زاهدا ورعا ’’انتهى’’ ويحكى في كثرة عبادته أنه كان يقوم بجميع العبادات المذكورة في مصباحه وتقوم زوجته بما لا يتسع له وقته منها وفي رياض العلماء: الشيخ الأجل العالم الفاضل الكامل الفقيه المعروف بالكفعمي من أجلة علماء الأصحاب وكان عصره متصلا بزمن ظهور الغازي في سبيل الله الشاه إسماعيل الماضي (الأول) الصفوي وله اليد الطولى في أنواع العلوم لا سيما العربية والأدب جامع حافل كثير التتبع وكان عنده كتب كثيرة جدا وأكثرها من الكتب الغريبة اللطيفة المعتبرة وسمعت أنه ورد المشهد الغروي على مشرفه السلام وأقام به مدة وطالع في كتب خزانة الحضرة الغروية ومن تلك الكتب ألف كتبه الكثيرة في أنواع العلوم المشتملة على غرائب الأخبار وبذلك صرح في بعض مجاميعه التي رأيتها بخطه وأنه كان معاصرا للشيخ زين الدين البياضي العاملي صاحب كتاب الصراط المستقيم بل كان من تلامذته ’’انتهى’’ وكان واسع الاطلاع طويل الباع في الأدب سريع البديهة في الشعر والنثر كما يظهر من مصنفاته خصوصا من شرح بديعته حسن الخط وجد بخطه كتاب دروس الشهيد قدس سره فرغ من كتابته سنة 850 وعليه قراءته وبعض الحواشي الدالة على فضله. ورأيت بعض الكتب بخطه في بعض خزائن الكتب في كربلا سنة 1353.
مشائخه
في رياض العلماء: يروي إجازة عن جماعة عديدة منهم والده ’’انتهى’’ (أقول) ومنهم السيد الفاضل الشريف الجليل حسين بن مساعد الحسيني الحائري صاحب تحفة الأبرار في مناقب الأئمة الأطهار وعن رياض العلماء أن مشائخه في الإجازة على الظاهر السيد علي بن عبد الحسين بن سلطان الموسوي الحسيني صاحب كتاب رفع الملامة عن علي عليه السلام في ترك الإمامة (وقال) وكانت بينهما مكاتبات ومراسلات بالنظم والنثر ومدحه الكفعمي في بعض رسائله ومدح كتابه المذكور ونقل عنه كثيرا ودعا له بلفظ دام ظلها انتهى (أقول) وليس ذلك في القطعة التي نقلها الشيخ يوسف البحراني في كشكوله ونسبها إلى بعض تلاميذه المجلس والحقيقة أنها قطعة من الرياض.
مؤلفاته
(1) الجنة الواقية والجنة الباقية المعروف بمصباح الكفعمي لسبقه بمصباح المتهجد للشيخ أبي جعفر الطوسي الذي كان مشتهرا بينهم وعلى منواله نسج الكفعمي فاستعروا له اسمه الذي كان مألوفا بينهم لخفته على ألسنتهم وتشابه الكتابين فرغ منه سنة 895 وقد رزق هذا الكتاب حظا عظيما ونسخ مصباح المتهجد وكتبت منه نسخ عديدة بالخطوط الفاخرة على الورق الفاخر في جميع بلاد الشيعة وطبع مرتين في بمبئ وثالثة في إيران (2) مختصر منه لطيف نسبه إليه في أمل الآمل ونسب إليه صاحب البلغة (الجنة الواقية) مختصر لطيف في الأدعية والأوراد عندي منه نسخة والظاهر أنه المختصر الذي نسبه إليه في الأمل وربما شك في كونه له (3) البلد الأمين والدرع الحصين صنفه قبل المصباح وضمنه مضافا إلى الأدعية والعوذ والأحراز والزيارات والسنن والآداب وغيرها جميع أدعية الصحيفة السجادية (4) شرح الصحيفة المسمى بالفوائد الطريفة أو الشريفة في شرح الصحيفة قال في آخرها نقلت هذه الصحيفة من صحيفة عليها إجازة عميد الرؤساء ونقلت من خط علي بن السكون وقوبلت بخط الشيخ محمد بن إدريس واستخرجت ما على هامشها من كتب معتمد على صحتها:
كتب كمثل الشمس يكتب ضوؤها

ومحلها فوق الرفيع الأرفع

عظمت وجلت إذ حوت لمفاخر

أبدا سواها في الورى لم يجمع

تقي الدين إبراهيم الحسن

الكتب 1

الصفوة الصفية فى شرح الدرة الألفية

الصفوة الصفية فى شرح الدرة الألفية

النحو العربي هو علم يختص بدراسة أحوال أواخر الكلمات من حيث الإعراب والبناء مثل أحكام إعراب ...

الأقسام: النحو, أصول النحو, اللغة العربية

الناشر: جامعة ام القرى بمكه المكرمه

عدد الصفحات: 4 مجلدات

سنة النشر: 1419

المحقق: أ. د. محسن سالم العميري

المترجم: ---