(ولد 6 ذو القعدة 1316 هـ، المحلة الكبرى / 29 مارس 1898م - توفي 1394هـ / 1974م)
مناصبه
وبعد تخرُّجه عمل في ميدان التعليم ودرس العربية في المدارس الثانويَّة، ثم اختير سنة 1352هـ - 1933م للتدريس في كلية أصول الدين، وكلف بتدريس مادَّة الخطابة والجدل، فألقى محاضرات ممتازة في أصول الخطابة، وتحدَّث عن الخطباء في الجاهلية والإسلام، ثم كتب مؤلفًا عُدَّ الأول من نوعه في اللغة العربية، حيث لم تفرد الخطابة قبله بكتابٍ مستقل. ولمَّا ذاع فضل المدرس الشاب وبراعته في مادَّته اختارته كلية الحقوق المصرية لتدريس مادة الخطابة بها، وبعد مدَّةٍ وجيزة عهدت إليه الكلية بتدريس مادَّة الشريعة الإسلامية، فزامل في قسم الشريعة عددًا من أساطين العلماء؛ مثل: أحمد إبراهيم، وأحمد أبي الفتح، وعلي قراعة، وفرج السنهوري، وكان وجود مثل هؤلاء معه يزيد المدرس الشاب دأبًا وجدَّة في الدرس والبحث؛ حتى يرتقي إلى صفوفهم ومكانتهم الرفيعة. وتدرَّج أبو زهرة في كلية الحقوق التي شهدت أخصب حياته الفكرية حتى ترأَّس قسم الشريعة، وشغل منصب الوكالة فيها، وأُحيل إلى التقاعد سنة 1377هـ - 1958م، وبعد صدور قانون تطوير الأزهر اختير الشيخ أبو زهرة عضوًا في مجمع البحوث الإسلامية سنة 1382هـ - 1962م، وهو المجمع الذي أُنشِئ بديلاً عن هيئة كبار العلماء، وإلى جانب هذا كان الشيخ من مؤسِّسي معهد الدراسات الإسلامية بالقاهرة، وكان يُلقي فيه محاضراته في الشريعة الإسلامية دون أجرٍ، وكان هذا المعهد قد أُنشِئ لمن فاتَتْه الدراسة في الكليَّات التي تُعنَى بالدراسات العربية والشرعية، فالتحق به عددٌ كبير من خرِّيجي الجامعات الراغبين في مثل هذه الدراسات.
الإنتاج العلمي
كتب الشيخ أبو زهرة مؤلفات كثيرة؛ حيث تناول الملكية، ونظرية العقد، والوقف وأحكامه، والوصية وقوانينها، والتركات والتزاماتها، والأحوال الشخصية في مؤلفات مستقلة. وتناول ثمانية من أئمة الإسلام وأعلامه الكبار بالترجمة المفصَّلة التي تُظهِرُ جهودهم في الفقه الإسلامي في وضوحٍ وجلاء، وهم: أبو حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد بن حنبل، وزيد بن علي، وجعفر الصادق، وابن حزم، وابن تيمية. وقد أفرد لكلِّ واحد منهم كتابًا مستقلاًّ في محاولة رائدة ترسم حياتهم العلمية، وتُبرز أفكارهم واجتهاداتهم الفقهية، وتعرض لآثارهم العلمية التي أثَّرت في مسيرة الفقه الإسلامي. وإلى جانب الفقه وقضاياه كان لأبي زهرة جهودٌ طيبة في التفسير والسيرة؛ فكان يفسر القرآن في أعداد مجلة "لواء الإسلام"، وأصدر كتابًا جامعًا بعنوان "المعجزة الكبرى" تناول فيه قضايا نزول القرآن وجمعه وتدوينه وقراءته ورسم حروفه وترجمته إلى اللغات الأخرى. وختَم حياته بكتابه "خاتم النبيين" تناول فيه سيرةَ نبي الإسلام معتمدًا فيه على أوثق المصادر التاريخية، وكتب السُّنَّة المعتمدة، وقد طُبِعت هذه السيرة في ثلاثة مجلدات.
مؤلفات الإمام الشيخ محمد أبو زهرة
اشتهر الشيخ "أبوزهرة" بالفكر الحر في عرض قضايا الإسلام. سافر إلى كثير من بلاد العالم الإسلامي محاضرا ومشاركا في المؤتمرات. وقد ألف أكثر من 30 كتاب، وهي:
خاتم النبيين ( 3 مجلدات ).
المعجزة الكبرى - القرآن الكريم.
تاريخ المذاهب الإسلامية (جزءان في مجلد واحد).
العقوبة في الفقه الإسلامي.
الجريمة في الفقه الإسلامي.
الأحوال الشخصية.
أبو حنيفة - حياته وعصرة - آراؤه وفقه.
مالك - حياته وعصره - آراؤه وفقه.
الشافعى - حياته وعصره - آراؤه وفقهه.
ابن حنبل - حياته وعصره - آراؤه وفقهه.
الإمام زيد - حياته وعصره - آراؤه وفقهه.
ابن تيمية - حياته وعصره - آراؤه وفقهه.
ابن حزم - حياته وعصرة - آراؤه وفقه.
الإمام الصادق - حياته وعصرة - آراؤه وفقه.
أحكام التركات والمواريث.
علم أصول الفقه.
محاضرات في الوقف.
محاضرات في عقد الزواج وآثاره.
الدعوة إلى الإسلام.
مقارنات الأديان.
محاضرات في النصرانية.
تنظيم الإسلام للمجتمع.
في المجتمع الإسلامى.
الولاية على النفس.
الملكية ونظرية العقد.
الخطابة ( أصولها - تاريخها في أزهى عصورها عند العرب).
تاريخ الجدل.
نتظيم الإسرة وتنظيم النسل.
شرح قانون الوصية.
الوحدة الإسلامية.
العلاقات الدولية في الإسلام.
التكافل الإجتماعى في الإسلام.
المجتمع الإنسانى في ظل الإسلام.
المیراث عند الجعفریة
تفسير زهرة التفاسير حتى الآية 73 من سورة النمل.
بحوث الإمام الشيخ محمد أبو زهرة
بجانب أشهر المؤلفات والموسوعات الإسلامية التي تزيد عن الأربعيين فقد كانت له الكثير من البحوث في العديد من المجلات العلمية والاجتماعية: مجلة القانون والاقتصاد، ومجلة المسلمون، ومجلة حضارة الإسلام، ومجلة القانون الدولى، وكتاب أسبوع الفقه الإسلامى، وكتاب أسبوع القانون والعلوم السياسية، ومجلة الأزهر، ومجلة العربى، والعديد من المجلات بمختلف الدول العربية. وكذلك عدد لايحصى من الأحاديث الصحفية كان يرد بها على المهاجمين للإسلام وللدفاع عن قوانين الأحوال الشخصية.
وفاته
عقد الإمام محمد أبو زهرة في أواخر عام 1973 وأوائل عام 1974 العديد من الندوات والاجتماعات بجامعة القاهرة والإسكندرية وفي جمعية الشبان المسلمين لمحاربة التعدي على الشريعة الإسلامية، وكانت له صولات وجولات في مجمع البحوث الإسلامية والأزهر بخصوص تحديد النسل وتقييد تعدد الزوجات والطلاق في مشروع قانون الأحوال الشخصية لوزارة الشئون الاجتماعية، وقرر فضيلة الإمام إقامة مؤتمر شعبي لمناقشة هذا الأمر في سرادق كبير في شارع العزيز بالله أمام منزله بضاحية الزيتون، أقامه الإمام على نفقته الخاصة وقام فضيلته بمعاينة المكان وإنشاء السرادق مبكرا في صباح يوم الجمعة 12/ 4/ 1974 ثم عاد إلى حجرة المكتب بالدور العلوي وشرع في إكمال تفسير سورة النمل حتى أذان الظهر، وأثناء نزول فضيلته حاملا القلم والمصحف مفتوحا على آخر ما وصل إليه في التفسير وأيضا الورق الذي به ما كتب من التفسير تعثر وسقط ساجدا على المصحف وعلى أوراق التفسير، ثم فاضت روحه إلى بارئها أثناء آذان المغرب.
مراجعومفكر وباحث وكاتب مصري من كبار علماء الشريعة الإسلامية والقانون في القرن العشرين.
زهرة التفاسير هو كتاب تفسير للقرآن من تأليف الإمام محمد أبو زهرة لم يكمله حيث توفي قبل إتم ...
5482
1987-1407
---
---