أخذ العلم عن كبار علماء مصر في النصف الثاني من القرن العشرين، فمن شيوخه، الشيخ العلامة/عطية سالم رحمه الله تعالى، والشيخ/ يوسف خطاب السبكى رحمه الله تعالى، والشيخ/ علي حلوة المفتي العام للجمعية الشرعية. أما أكثر من أخذ عنه ولازمه وتأثر به فهو فضيلة الشيخ العلامة/ محمد نجيب المطيعى الفقيه المفسر المحدث صاحب تكملة المجموع للإمام النووي وشيخ المذهب الشافعي في العالم الإسلامي والذي أجاز الشيخ الدبيسي في الكتب الستة بأسانيده وفي الإفتاء وكانت إذا جاءته الفتوى قال : سلوا هذا.
خلال هذه الرحلة العلمية التحق بكلية الهندسة بناء على رغبة والده، وحصل على درجة البكالوريوس فى هندسة الكهرباء والاتصالات من جامعة عين شمس، واستثمر وجوده في الجامعة في نشر الدعوة عن طريق تأسيس الأسر الدعوية الطلابية
تعددت نشاطته الدعوية في السبعينات من القرن العشرين بين إلقاء الخطب والدروس وشرح المتون العلمية وإقامة الرحلات والمعسكرات الدعوية، كما قام بتأسيس مدرسة النور للدروس العلمية والتي أقيم بموقعها مسجد النور بميدان العباسية بالقاهرة.
تأسس منهجه الدعوي على الأخذ بأيدي الناس إلى طريق الله تعالى واتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم وإصلاح القلوب ومجاهدة النفس على الطاعة، والأمر بالمعروف بالحكمة والموعطة الحسنة والنهي عن المنكر بالرفق واللين، والتأسي بمنهج القرون المفضلة في العلم والعمل والاعتقاد، واستمرت جهوده الدعوية التي أثمرت عن نشر منهجه العلمي الإصلاحي المنابذ للعنف والتكفير خصوصًا بين أوساط الطلبة.
بدأ رحلته الأكاديمية في الثمانينات فالتحق بكلية الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر وحصل على درجة الليسانس في الشريعة الإسلامية والتحق بكلية الآداب جامعة عين شمس قسم اللغة العربية وحصل على درجة الليسانس في اللغة العربية وآدابها، ثم حصل على درجة الماجيستير وكانت رسالته بعنوان : التقوى في القرآن الكريم- دراسة في التفسير الموضوعي، ثم حصل على درجة الدكتوراة وكانت رسالته بعنوان: السيرة النبوية بين الآيات القرآنية والآثار المروية. وقد حالت الظروف المرضية بينه وبين إتمام رسالة الماجستير في كلية الشريعة بجامعة الأزهر الشريف.
على الرغم من ظروفه المرضية فقد قام من خلال خطبه ودروسة بمسجد الهدي المحمدي بالظاهر بالقاهرة بشرح العديد من السلاسل العلمية والدعوية بأسلوب ينناسب مع ظروف وأفهام وهمم وثقافات الغالبية من المهتمين بالمعارف الإسلامية مع الالتزام بالضوابط العلمية الشرعية والأصولية والاهتمام بالتفاصيل، وتقديم الكيف على الكم.
ففي الفقه الشافعي قام بشرح أبواب الفقه من كفاية الأخيار والمجموع والمعتمد في الفقه الشافعي مبينًا مصطلحات المذهب وآرائه وترجيحاته وفي السيرة وفقهها قام بشرح مفصل لزاد المعاد.
وفي العقيدة قام بشرح العقيدة الطحاوية ولمعة الاعتقاد موضحًا لعقيدة السلف وما يتعلق بها من القضايا المعاصرة
وفي التفسير بدأ في شرح التحرير والتنوير لابن عاشور فأتم الفاتحة ولا تزال دروسه مستمرة في سورة البقرة وقد ألحق بالتفسير شرح التدبر في الآيات ومعرفة مآلاتها وكيفية تحصيل المؤمن نصيبه منها
وفي الحديث شرح أبوابا من جامع العلوم والحكم وصحيح مسلم بشرح النووي ودروسه في شرح رياض الصالحين لا تزال مستمرة بمنهج يوضح مناسبة سياق الحديث لمعانيه ومقاصده.
وفي تزكية النفس فله رصيد ضخم من السلاسل في قضية التزكية وإصلاح النفس، قام فيها بشرح أبواب من مدارج السالكين ومنهاج القاصدين وطريق الهجرتين والوابل الصيب وغيرها من الكتب التي تناقش قضايا متعددة متعلقة بإصلاح النفس والقلب وإصلاح العلاقة بين العبد وربه وبينه وبين الناس جميعًا
أما في التوحيد فقد قطع شوطًا كبيرًا في شرح أسماء الله الحسنى ومعانيها وآثارها والأيات التي وردت فيها وكيفية أخذ العبد نصيبه منها والدعاء والتعبد لله تعالى بها، والتي يعدها أفضل أنواع التعبد لله تعالى، وأيسر الطرق الموصلة إليه، وقد سمى هذه السلسلة: الفتوحات الإلهية في شرح الأسماء الحسنى للذات العلية قام فيها بشرح ما يزيد على ستين اسمًا من أسماء الله تعالى الحسنى ومعانيها والآيات التي ذكرت فيها وعلاقاتها بالسياق القرآني. وقد علق الدكتور/ عمر الجابي على هذه السلسلة بعد الاستماع لدروسها قائلًا: عكفت عليها أسمع دورسها واحدا تلو الآخر في عشرات الساعات ليلا ونهارا ، في الحضر والسفر، ولا شك أني بعدها لست كما كنت قبلها..أعتبر الفتوحات تتويج من الله تبارك وتعالى لحياة انقطعت له سبحانه وكأن كل ما مضى من عمره المبارك كان تحضيرا لهذه السلسلة الذهبية في عقيدة التوحيد، ولذلك سميته “صاحب الفتوحات”
ثم جعلناك على شريعة من الامر فاتبعها نظرات في سورة الجاثية - محمد الدبيسي ...
109
2013
---
---
العودة إلى الربانية - نظرات في فاتحة الكتاب - محمد الدبيسي ...
184
1435هـ - 2014م
---
---