اللهجات في المتواتر من القراءات – سورة البقرة – (10)

10- قوله تعالى: (قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ) [البقرة: 30].

القراءات الواردة في الآية:

القراءة الأولى: (إنيَ أعلم) بفتح ياء الإضافة، قرأ بها نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر.

القراءة الثانية : (إنيْ أعلم) بإسكان ياء الإضافة، قرأ بها بقية القراء العشرة.

اللغات الواردة في القراءة:

قال ابن خالويه [ت370هـ]: «للعرب في ياءات الإضافة أربعة أوجه: فتحها على الأصل، وإسكانها تخفيفا، وإثبات الألف بعدها تلييناً للحركة، وحذفها اختصاراً».

ويقول الدمياطي [ت1117هـ]: «والفتح والإسكان فيها لغتان فاشيتان…» 

التوجيه الصوتي للقراءتين:

توجيه قراءة  إسكان ياء الإضافة:

ذهب المهدوي [ت440 هـ] إلى أن الغرض من الإسكان في ياء الإضافة هو للتخفيف، حيث قال: «والإسكان في ياء الإضافة إنما هو تخفيف».

والدمياطي [ت1117هـ] اعتدَّ بالأصل؛ لأنها حرف مبني، والسكون هو الأصل في البناء، وهو الأصل الأول، حيث قال: «والإسكان فيها هو الأصل الأول؛ لأنها مبنية، والأصل في البناء السكون، والفتح أصل ثان».

توجيه قراءة  فتح  ياء الإضافة:

      توجيه قراءة فتح ياء الإضافة عند الهمز بَيَّنَهُ المهدوي [ت440هـ] بقوله: «ومن فتح ياء الإضافة عند الهمزة دون غيرها، فإنه إنما فعل ذلك لأن الياء خفية، فهي تُخْفَى عند الهمزة فبيَّنها بالفتح، وأيضاً فإن الهمزة قد يُفتح لها ما لا يُفتح لو لم تكن معه ».

وذهب المهدوي إلى أن الحركة في ياء الإضافة هي الأصل، حيث قال: «أصل ياء الإضافة الحركة؛ لأنها اسم على حرف واحد، ولا يُنْطَق باسم على حرف واحد ؛ فحُرِّكَت لتقوى بالحركة، واخْتِيرَ لها الفتح؛ لأنه أخف الحركات، ولأن الياء إذا انضمت أو انكسرت أَعَلُّوها بالحذف والقلب».

الظاهرة الصوتية التي تنتمي إليها هذه القراءة:   

حذف صوت صامت وإثباته:

ياء الاضافة عرَّفها الضبَّاع […- 1376هـ] بقوله: «هي عبارة عن الياء الزائدة الدالة على المتكلم، وتتصل بالاسم والفعل والحرف، نحو: نفسي، وذكرى، وفطرني، وليحزنني، ولي، وأني».

أمَّا التفسير الصوتي لهذا الأصل الأدائي، فقد صرَّح مكي بن أبي طالب[ت347هـ] بأن فتح ياء الإضافة هو الأصل، ودلَّل على ذلك بأن ياء الإضافة كالكاف في (عليكَ وإليكَ)، وكالهاء في (عليه وإليه)، وكالتاء في (رأيتُ) و(أرأيتَ)، وهذه المضمرات لا تكون إلا متحركات، فكذلك ياء الإضافة، وذكر أن  إسكانها يكون استخفافاً.

مواضيع ذات صلة

اترك تعليقا


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.