المتلقون للقرآن الكريم مباشرةً من النبي ﷺ (14)

14– أنَسُ بنُ مَالِكِ بنِ النَّضْر (رضي الله عنه).

اسمه ونسبه :

أنَسُ بنُ مَالِكِ بنِ النَّضْرِ بن ضَمْضَمِ بنِ زَيْدِ بنِ حَرَامِ بنِ جُنْدُبِ بنِ عَامِرِ بنِ غَنْمِ بنِ عُدَيِّ بنِ عَمْرو بنِ مَالِكِ بنِ النَجَّار، الخَزْرَجِيُّ.

كنيته:

أَبُوْ حَمْزَة.

نشأته ورحلاته:

     خدم رسول الله ﷺ مدة مقامه بالمدينة عشر سنين، شهد ثماني غزوات، وبعثه أبو بكر  على البحرين، قدم دمشق أيام الوليد بن عبد الملك، نزيل البصرة، واستقر بها حتى توفي، وهو آخر من مات من أصحاب النبي ﷺ بالبصرة.

تلقيه للقرآن :

روى القراءة سماعاً عن النبيﷺ، وتلقى القرآن أيضاً عن زَيْد بن ثَابِت رضي الله عنه.

تلامذته في القراءة:

قرأ عليه القرآن: قتادة بن دعامة السدوسي ت(117هـ) ، ومحمد بن مسلم الزهري ت(165هـ) ، و إسماعيل بن عبد الله بن أبي المهاجر.

جهوده في علم القراءات :

  • وردت عنه الرواية في حروف القرآن، ومن ذلك : قوله: « إن النبيﷺ قرأ:  ) دكاً (  بالتنوين »، ذلك فيما يتعلق بالقراءات المتواترة، أما ما رواه من القراءات الشاذة: قوله عن يوم بئر معونة في شأن من استشهد فيها من الصحابة: ونزل في ذلك قرآنٌ فقرأناه: ( بَلِّغُوا عَنَّا قَوْمَنَا أَنَّا قَدْ لَقِينَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا وَأَرْضَانَا ).
  • اعتمد أنس منهج التلقي عند تعلم وتعليم القراءات القرآنية، ومن ذلك : عن ثابت قال: « قال لي أنس بن مالك :يا ثابت خذ عني؛ فإنك لم تأخذ عن أحد أوثق مني، إني أخذته عن رسول الله ﷺ عن جبريل u، وأخذه جبريل  عن الله تعالى ».
  • كما كان أحد أعضاء اللجنة في الجمع العُثْمَاني، مما يدل على اهتمامه بكل ما يتعلق بجانب كتاب الله ولا يقع ذلك عادةً إلا من أهل التخصص .
  • كما كان حاضراَ مع القرآن متعايشاً معه، ومن ذلك أنه كان يعلم مقدار ما يقرأ الرجل من القرآن من وقت السحور حتى دخول وقت الصلاة، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: « أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ ﷺ وَزَيْد بن ثَابِت تَسَحَّرَا، فَلَمَّا فَرَغَا مِنْ سَحُورِهِمَا قَامَ نَبِيُّ اللَّهِ ﷺ إِلَى الصَّلَاةِ فَصَلَّى قُلْنَا لِأَنَسٍ كَمْ كَانَ بَيْنَ فَرَاغِهِمَا مِنْ سَحُورِهِمَا وَدُخُولِهِمَا فِي الصَّلَاةِ، قَالَ: قَدْرُ مَا يَقْرَأُ الرَّجُلُ خَمْسِينَ آيَةً ».
  • كان على علم بأهل التخصص في القرآن الكريم من الصحابة الكرام، والدليل على ذلك ما روى قَتَادَةُ قَالَ: « سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ : مَنْ جَمَعَ الْقُرْآنَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ ﷺ ؟ قَالَ: أَرْبَعَةٌ، كُلُّهُمْ مِنَ الأَنْصَارِ: أُبَيّ بن كعب، وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَزَيْد بن ثَابِت، وَأَبُو زَيْدٍ قَالَ قَتَادَةُ: وَحَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّهُ قُتِلَ مِنْهُمْ يَوْمَ أُحُدٍ سَبْعُونَ، وَيَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ سَبْعُونَ، وَيَوْمَ الْيَمَامَةِ سَبْعُونَ. قَالَ: وَكَانَ بِئْرُ مَعُونَةَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ rوَيَوْمَ الْيَمَامَةِ عَلَى عَهْدِ أَبِي بَكْرٍ يَوْمَ مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ ».
  • ذكر أنس بن مالك، ما يفيد تَكَوُّن مدرسة للإقراء في المدينة، خارج المسجد النبوي، فقد « ذكر سبعين رجلاً كانوا إذا جنهم الليل أَوَوْا إلى معلم لهم بالمدينة، يبيتون يدرسون القرآن ».

جهوده في بقية العلوم:

يُعَدُّ من المكرثين في الرواية من السنة النبوية، وقد أُحْصي له أكثر من أربع آلاف ومائة رواية.

وفاته:

اختلف في زمن وفاته فقيل: توفي سنة إحدى وتسعين هجرية، وقيل: سنة اثنتين وتسعين، وقيل: سنة تسعين.

مواضيع ذات صلة

اترك تعليقا


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.