القائمة الرئيسية

اللهجات في المتواتر من القراءات – سورة البقرة (7)

7- {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ} [البقرة: 14]

القراءات الواردة في الآية:

القراءة الأولى: {مُسْتَهْزِئُونَ} بهمزة مضمومة وكسر الزاي، قرأ بها  القراء العشرة سوى أبي جعفر.

القراءة الثانية: (مُسْتَهْزُون) بحذف الهمز وضم الزاي، قرأ بها أبو جعفر، وحمزة وقفاً له ثلاثة أوجه منها الحذف كأبي جعفر.

اللغات الواردة في القراءة:

  • {مُسْتَهْزِئُونَ} بإثبات الهمز وكسر الزاي لغة هذيل، وكثير من تميم.
  • (مُسْتَهْزُون) بحذف الهمز وضم الزاي لغة قريش، وعامة غطفان، وكنانة.

قال الفَرَّاء [ت207هـ]: «قُريْشٌ، وعامةُ غَطَفَانَ، وكِنَانةَ، على تركِ الهمزةِ، فبعضُهم يجعلُها بمنزلةِ (يَسْتَقْضُونَ) و(يَسْتَدْعُونَ)، ليس فيها أثرٌ من الهمزِ، وهُذيْلٌ، وكثيرٌ من تَمِيمٍ، يُصَرِّحُون بالهمزِ، فيقولون: مُسْتَهْزِئُونَ».

القراءة وبيئة القراء:

قراءة (مُسْتَهْزُون)  بحذف الهمز وضم الزاي التي قرأ بها أبو جعفر المدني – موافقة للغة قريش، وهي لغة حجازية توافق  بيئته، كما أن قراءة {مُسْتَهْزِئُونَ} بإثبات الهمز وكسر الزاي التي قرأ بها أبو عمرو البصري ويعقوب الحضرمي  قد وافقت لغة تميم بئتهما.    

التوجيه الصوتي للقراءتين:

بالمقارنة الصوتية بين القراءتين تبين أن قراءة إثبات الهمز أتت على الأصل، وقراءة حذف الهمز جُعِلَت بمنزلة (يستقصون)، و(يستدعون) ليس فيها أثرٌ من الهمزة؛ تخفيفاً، وهي لغة قريش وعامة غطفان وكنانة، وهذا الوجه ضَعَّفَه الزجاج[241- 311هـ] ، حيث قال: «يجوز أنْ تُبْدِلَ من الهمزَةِ ياءً فتقول: (مستهزِيُونَ )، فأمَّا(مستَهْزون ) فضعيف لا وجه لَه إلا شاذًّا على لغة من أبدل الهمزة ياء»، و ما قاله الزجاج بجواز إبدال الهمزة ياءً فهو من المتواتر، وقد قرأ به حمزة وقفاً في أحد أوجهه، وأما إبدالها واواً فلئن ضعفه الزجاج فقد قرأ به أبو جعفر، وقراءته مسندة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والأصل في ذلك التلقي، كما أن قراءته وافقت لغة أهل الحجاز، ويحتملها الرسم العثماني.

مواضيع ذات صلة

اترك تعليقا


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.