المتلقون للقرآن الكريم مباشرةً من النبي ﷺ (11)

11 – وَاثِلَةُ بنُ الأَسْقَعِ –  رضي الله عنه – .*

وَاثِلَةُ بنُ الأَسْقَعِ بنِ عَبْدِ الْعُزَّى بنِ عَبْدِ يَالِيلَ بنِ نَاشِبِ بنِ غَيْرَةَ بنِ سَعْدِ بنِ لَيْثِ بنِ بَكْرِ بنِ عَبْدِ مَنَاةَ ابنِ كَنَانَة، الكِنَانَيُّ اللَيْثِيُّ، أبو الأَسْقَعِ.

 نشأته ورحلاته :

كان من أهل الصفة بالمدينة، غزا تبوك، ثم انتقل إلى البصرة وله فيها دار ثم سكن الشام وشهد فتح دمشق وله مسجد فيها سُمِّي باسمه, ثم رحل إلى حمص ومنها إلى فلسطين ونزل بيت المقدس.

 تلقيه للقرآن :

تلقى القرآن مباشرةً عن النبي ﷺ ومما يدل على ذلك ما يلي:

1 )       عن يحيى بن الحارث الذماري قال: أخبرنا عَبْد اللهِ بن عَامرِ أنه قرأ على واثلة بن الأسقع، وأن واثلة بن الأسقع قرأ على النبي  ﷺ.

2 )       وقد ذُكرت قراءة ابن عامر على واثلة بن الأسقع في كتابي: غاية النهاية، وغاية الاختصار.

3)        وعن عَبْد اللهِ بن عَامرِ قال: قرأت على مُعَاوِيَة بن أبي سفيان، وعلى واثلة بن الأسقع، وقرأ واثلة على النبي ﷺ..

 تلامذته في القراءة :

أخذ عنه القراءة عرضاً: يحيى بن الحارث الذماريّ ت(145هـ).

 جهوده في علوم القرآن و القراءات :

1️⃣ نقل لنا واثلة بن الأسقع –  رضي الله عنه –  واحدةً من الروايات المتواترة في القراءات، وهي التي اشتهر بها فيما بعد الإمام السبعي عَبْد اللهِ بن عَامرِ اليحصبي، وبذلك يكون الصحابي الجليل واثلة بن الأسقع قد ساهم في نقل القراءات المتواترة إلينا عن النبي ﷺ .

2️⃣ قرأ عليه من أئمة القراءة يحيى بن الحارث الذماري، وعليه دارت قراءة الشاميين.

          له رواية في فضائل القرآن.

 أثره العلمي :

للصَّحابي الجليل واثلة بن الأسقع –  رضي الله عنه –  أثر علمي ملموس من خلال:

1️⃣       له في السنة ما يقارب من ثلاث وتسعين ومائة رواية, وقد ساعد في ذلك تلقيه القرآن الكريم من النبي ﷺ و ملازمته له، حيث خدم النبي ﷺ  ثلاث سنين، وكان من أهل الصفة ومعلوم حرص أهل الصفة على السماع من النبي ﷺ، ولرحلاته في الأمصار الأثر في ذلك أيضاً حيث كان بالمدينة ثم انتقل إلى البصرة وله فيها دار، ثم سكن الشام وشهد فتح دمشق وله مسجد فيها سمي باسمه، ثم رحل إلى حمص ومنها إلى فلسطين ونزل بيت المقدس، كل التنقلات السابقة كان يأخذ فيها العلم ويعلمه الناس،  ولعل ما ساهم به واثلة بن الأسقع –  رضي الله عنه –  أنه  كان له دور بارز في نقل قراءات القرآن المتواترة، وكذلك نقل الأحاديث الصحيحة، فعلمه ساهم في الحفاظ على الوحيين الكتاب والسنة.

2️⃣ وله مسجد مشهور بدمشق وسكن قرية البلاط مدة وله دار عند دار ابن البقال بدرب.

 تأثيره فيمن بعده :

كان لحياة الصحابي الجليل واثلة بن الأسقع –  رضي الله عنه –  مع رسول الله ﷺ دور مهمٌ في تكوين شخصيته العلمية, كما أن كونه من أهل الصفة يجعل من نفسه أكثر إشراقاً وقربًا من الله تعالى وبركة دعاء النبي ﷺ له مع المهاجرين من أهل الصفة، ولقد عده النبي ﷺ من أهل بيته، والأهم من ذلك تلقيه القرآن الكريم من النبي ﷺ في فترة وجيزة، وبالإضافة إلى ما رواه من الأحاديث الكثيرة التي تتجاوز المائة مباشرة منه ﷺ أو روايةً عن الصحابة الكرام.

أما تأثيره فيمن بعده فذلك ملاحظٌ فيمن أخذ عنه أمثال يحيى بن الحارث الذماري القارئ وعَبْد اللهِ بن عَامرِ اليحصبي – الإمام السبعي المعروف- اللذان تتلمذا على واثلة وأخذا منه القراءة في الشام، وأيضاً أبو إدريس الخولاني الذي روى كثيراً من الأحاديث، كما أن تأثيره ملحوظ حتى في أهل بيته سواءً في بناته أمثال خصيلة التي خرَّج لها البخاري، في صحيحه وأسماء بنت واثلة وجميلة بنت واثلة، كما أن تأثيره امتد على مواليه أمثال: معروف الخياط وسنان بن أبي منصور.

 وفاته :

اختلف في تحديد سنة وفاته فقيل: إنه توفي سنة ثلاث وثمانين للهجرة، وجمهور المؤرخين أن وفاته كانت سنة خمس وثمانين هجرية.

مواضيع ذات صلة

اترك تعليقا


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.