المتلقون للقرآن الكريم مباشرةً من النبي ﷺ (13)

13- عَبْدُ اللَّهِ بنُ عُمَر بن الخَطَّاب رضي الله عنهما .

عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَر بن الخَطَّابِ بنِ نُفَيْلِ بنِ عَبْدِ الْعُزَّى بنِ رَبَاحِ بن عَبْدِ اللَّهِ بنِ قُرْطِ بنِ رَزَاحِ بنِ عَدِيِّ بنِ كَعْبِ بنِ لُؤَيِّ بنِ غَالِبِ بنِ فِهْرِ بنِ مَالِكٍ القرشي العدوي، أَبُوْ عَبْد الرَّحْمَن.

 نشأته ورحلاته:

كان إسلامه بمكة مع إسلام أبيه عُمَر بن الخَطَّاب – رضي الله عنهما- ولم يكن قد بلغ يومئذ وهاجر مع أبيه إلى المدينة، لم يشهد بدراً؛ لصغر سنه، وعُرِضَ على رسول الله r يوم أُحد وهو ابن أربع عشرة سنة فلم يجزه ولم يره بلغ ثم عرض عليه يوم الخندق، وهو ابن خمس عشرة فأجازه، يُعَدُّ من أهل الصفة، خرج إلى العراق فشهد يوم القادسية ويوم جلولاء ، وما بينهما من وقائع الفرس وورد المدائن غير مرة، اعتزل الفتن وقعد في البيت عن الناس إلا أن يخرج حاجَّاً أو معتمراً أو غازياً إلا أن أدركته المنية على حالته تلك بمكة وهو حاج.

تلقيه للقرآن الكريم :

أخذ القرآن من النبي ﷺ قراءةً، وسماعاً ويدل على ذلك روايات في مسند الإمام أحمد.

تلامذته في القراءة:

قرأ عليه: صَالِح بن خَوَات.

جهوده في علم القراءات:

  • روى الكثير من القراءات المتواترة، وورد عنه قراءات شاذة أيضاً.
  • كان على علم بمنهج التلقي وهو: أن القراءة سنةٌ متبعةٌ يأخذها الآخر عن الأول، فعن عبد الله بن عمر وابن عَبَّاس رضي الله عنهما قالا: «كنا نتعلم الاستخارة كما يتعلم أحدنا السورة من القرآن اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب، اللهم ما قضيت عليَّ من قضاء فاجعل عاقبته إلى خير …».
  • سمع قراءة النبي ﷺ للقرآن الكريم، فعن عُبَيْد اللَّهِ عن نَافِعٍ عن ابن عُمَرَ قال: «كان رسول اللَّهِ ﷺ يَقْرَأُ عَلَيْنَا السُّورَةَ، قال ابن نُمَيْرٍ: في غَيْرِ الصَّلَاةِ ثُمَّ اتَّفَقَا فَيَسْجُدُ وَنَسْجُدُ معه حتى لَا يَجِدَ أَحَدُنَا مَكَانًا لِمَوْضِعِ جَبْهَتِهِ، وفي رواية: «كان رسول اللَّهِ r يَقْرَأُ عَلَيْنَا الْقُرْآنَ فإذا مَرَّ بِالسَّجْدَةِ كَبَّرَ وَسَجَدَ وَسَجَدْنَا».
  • كان ممن شهد الجمع البكري، حيث قال: «جمع أبو بكر القرآن في قراطيس».
  • كان لابن عمر- رضي الله عنهما – منهجيته الخاصة في حفظ القرآن، ولذلك كان يقول: «لقد عشنا برهة من دهرنا، وإن أحدنا ليؤتى الإيمان قبل القرآن، وتنزل السورة على محمد ﷺ فنتعلم حلالها وحرامها، وما ينبغي أن يوقف عنده منها كما تتعلمون أنتم القرآن اليوم، ولقد رأينا اليوم رجالاً يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان، فيقرأ ما بين فاتحته إلى خاتمته ما يدري ما أمره ولا زجره ولا ما ينبغي أن يوقف عنده منه».
  • له روايات في فيما يتعلق بآداب وفضائل القرآن، منها في صحيح البخاري:
  • عن عبد اللَّهِ بن عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قال: «إنما مَثَلُ صَاحِبِ الْقُرْآنِ كَمَثَلِ الْإِبِلِ الْمُعَقَّلَةِ إن عَاهَدَ عليها أَمْسَكَهَا وَإِنْ أَطْلَقَهَا ذَهَبَتْ».
  • عن الزُّهْرِيِّ قال حدثني سَالِمُ بن عبد اللَّهِ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بن عُمَرَ قال: سمعت رَسُولَ اللَّهِ r يقول: «لَا حَسَدَ إلا على اثْنَتَيْنِ رَجُلٌ آتَاهُ الله الْكِتَابَ وَقَامَ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَرَجُلٌ أَعْطَاهُ الله مَالًا فَهُوَ يَتَصَدَّقُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ».
  • كان على علم بعلوم القرآن، ومن ذلك أسباب النزول، والناسخ والمنسوخ.

وفاته:

اختلف في سنة وفاته فقيل إنه توفي سنة ثلاث وسبعين للهجرة، وقيل: سنة أربع وسبعين، والقول الأول هو المشهور والله أعلم.

مواضيع ذات صلة

اترك تعليقا


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.