المتلقون للقرآن الكريم مباشرةً من النبي (2)

2- عُمَرُ بنُ الخَطَّاب – رضي الله عنه – .

عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ بنِ نُفَيْلِ بنِ عَبْدِ الْعُزَّى بنِ رَبَاحِ القُرَشِيُّ العَدَوِيُّ، أَبُوْ حَفْص، ويلقَّب بالفاروق، ولد عام ثلاثة عشر من عام الفيل.

تلقيه القرآن :

هناك عدة دلائل تثبت تلقِّي عمر الفاروق – رضي الله عنه- للقرآن الكريم من النبي ﷺ منها:

  • قراءة التابعي الجليل أبي العالية الرِّياحي رَفِيْع بن مِهْرَان عليه، حيث قال: «قرأت القرآن على عمر ثلاث مرات ».
  • وقد جعله أبو بكر- رضي الله عنه- مساعداً لزَيْد بن ثَابِت- رضي الله عنه- في جمع القرآن في عهده ، حيث قال لهما: « اقعدا على باب المسجد فمن جاءكما بشاهدين على شيء من كتاب الله فاكتباه ».
  • دأبه الدائم في تعلم القرآن، عن ابن عمر- رضي الله عنهما – قال: «تعلم عُمَر بن الخَطَّاب البقرة في اثنتي عشرة سنة فلما تعلمها نحر جزرواً ».

تلامذته في القراءة :

      قرأ عليه القرآن: رَفِيْع بن مِهْرَان أبو العالية الرِّياحي ت(96هـ)، و عبد الله بن الْسَّائِب المخزومي ت(70هـ).

جهوده في علم القراءات :

  • قرأ بالكثير من القراءات المتواترة، وهو ما أكده ابن الجزري في غاية النهاية.
  • كان عمر- رضي الله عنه- صاحب مشورة جمع القرآن الكريم في عهد الصِّدِيْق – رضي الله عنه-، بعد وقعة اليمامة (12هـ) التي قتل فيها عدد كبير من القراء.
  • أُسْنِدَ اُسْنِد إليه مهمة جمع القرآن الكريم، مع الصحابي الجليل زَيْد بن ثَابِت – رضي الله عنه- في عهد الصِّدِيْق – رضي الله عنه-.
  • نَدَبَ الناس للعمل الجماعي لخدمة القرآن الكريم، ووظَّف طاقات الأمة في خدمة كتاب الله، وذلك عندما أراد عُمَر بن الخَطَّاب أن يجمع القرآن قام في الناس فقال: «من كان تلقى من رسول الله ﷺ شيئاً من القرآن فليأتنا به ».
  • وضع مقياساً مهماً لجمع القرآن الكريم وتدوينه، وهو أنه لم يُثبت قرآنية أي وجه إلا أن يكون الوجه المقروء به مما حوته العَرْضة الأخيرة.
  • كان من أوائل الواضعين لفكرة – أن يجتمع الناس على حرف واحد مشترك في القراءة – وهو حرف قريش.
  • كما وضع البذور الأولى لتأصيل علم الاحتجاج وتوجيه القراءات.
  • أرسل البعثات القرآنية لتعليم المسلمين في بلاد الشام، والتي تمثلت بإرسال معاذ بن جبل وعُبَادَة بن الصَّامِت وأبي الدر داء لتعليم أهل تلك البلاد القرآن، بناءً على طلب أمرائها.
  • أصدر تعميماً بٍتَعَلُّم سور من القرآن الكريم، ليجتمع أمر الإيمان والسلطان، فيكون ذلك أدعى للحفظ والحث عليه، فعن حارثة بن مضرب قال: « كتب إلينا عُمَر بن الخَطَّاب أن تعلموا سورة النساء والأحزاب والنور».
  • كانت له حلقة خاصة في مسجد المدينة لتعليم الناس القرآن وعلومه.
  • كان أول من سَنَّ جمع الناس على قارئ واحد في صلاة التراويح والقيام في رمضان، فجمع الرجال على أُبَيّ بن كعب وجمع النساء على سليمان بن أبي حثمة.
  • للفاروق موافقات قرآنية كثيرة منها في سورة التوبة وفي سورة المؤمنون.

جهوده في العلوم المختلفة وأثره العلمي :

  • له في السنة ما يقارب من تسع وعشرين ومئة وألف رواية.
  • يُعَدُّ أَوَلَ من أَرَّخَ التاريخ من بداية الهجرة.

وفاته : 

معظم المؤرخين وكُتاب السير أجمعوا على أن عمر – رضي الله عنه- استشهد يوم الأربعاء لأربع بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين هجرية وهو ابن خمس وخمسين.

 

د. فيصل الجودة

مواضيع ذات صلة

اترك تعليقا


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.