صفات حذر منها القرآن الكريم (11)

الصفة الحادية عشرة: إضلال الخلق :
🔴 قال تعالى { وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ ۚ وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ ۚ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا } [النساء: 113]
🔴المعنى الإجمالي :
ولولا فضل الله عليك – أيها الرسول – بعصمتك لعزمت جماعةٌ من هؤلاء الذين يخونون أنفسهم أن يضلوك عن الحق فتحكم بغير القسط، وما يضلون حقيقة إلا أنفسهم، لأن عاقبة ما اقترفوه من محاولة الإضلال راجع عليهم، وأنزل الله عليك القرآن والسُّنَّة، وعلَّمك من الهدى والنور ما لم تكن تعلم قبل ذلك، وكان فضل الله عليك بالنبوة والعصمة عظيمًا.
♦️♦️♦️
🔴فوائد الآية :
١. وذلك أن هذه الآيات الكريمات قد ذكر المفسرون أن سبب نزولها: أن أهل بيت سرقوا في المدينة، فلما اطلع على سرقتهم خافوا الفضيحة، وأخذوا سرقتهم فرموها ببيت من هو بريء من ذلك. واستعان السارق بقومه أن يأتوا رسول الله ﷺ ويطلبوا منه أن يبرئ صاحبهم على رءوس الناس، وقالوا: إنه لم يسرق وإنما الذي سرق من وجدت السرقة ببيته وهو البريء. فهَمَّ رسول الله ﷺ أن يبرئ صاحبهم، فأنزل الله هذه الآيات تذكيرا وتبيينا لتلك الواقعة وتحذيراللرسول ﷺ من المخاصمة عن الخائنين.
٢.المخاصمة عن المبطل من الضلال، فإن الضلال نوعان: – ضلال في العلم، وهو الجهل بالحق.
– وضلال في العمل، وهو العمل بغير ما يجب. فحفظ الله رسوله عن هذا النوع من الضلال كما حفظه عن الضلال في الأعمال.
٣. ﴿وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ﴾ لكون ذلك المكر وذلك التحيل لم يحصل لهم فيه مقصودهم، ولم يحصل لهم إلا الخيبة والحرمان والإثم والخسران.
٤.الحذر من أهل السوء، وألا يغترّ الإنسان بظاهر الحال، لكن إذا لم يكن إلا ظاهر الحال فلا بد أن يحكم بذلك.
٥. سَلِ الله تعالى مقلِّبَ القلوب أن يثبِّتَ قلبك على دينه؛ فإنك ما اهتديتَ إلى الحقِّ إلا بفضله عليك، فلا تأمن على نفسك الحَوْرَ بعد الكَوْر، والضلال بعد الهُدى.
٦. إضلال المرء غيرَه عائدٌ على نفسه؛ إذ لا يمكن أن يَضُرَّ مَن هدى الله ممَّن اعتصم بالله تعالى ووحيه، مهما اجتهد في إضلاله وإغوائه.
٧. اعتصِم بالكتاب والسنَّة حقَّ الاعتصام تَنجُ من كلِّ ضلال؛ فإن القرآن والسنَّة أصلُ الهداية.
٨. ﴿وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا﴾ ففضله على الرسول محمد ﷺ أعظم من فضله على كل مخلوق وأجناس الفضل الذي قد فضله الله به لا يمكن استقصاؤها ولا يتيسر إحصاؤها.
٩.لكلِّ مُتباهٍ بعلمه، مُتعالٍ بفهمه، متكبِّرٍ على بني جنسه: اعلم أن كلَّ ما لديك، إنما هو من فضل الله عليك، فبماذا تفخَر؟ وعلامَ تزهو وتبطَر؟!
١٠.والحكمة إما السُّنَّة التي قد قال فيها بعض السلف: إن السُّنَّة تنزل عليه كما ينزل القرآن.
وإما معرفة أسرار الشريعة الزائدة على معرفة أحكامها، وتنزيل الأشياء منازلها وترتيب كل شيء بحسبه.

مواضيع ذات صلة

اترك تعليقا


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.