المتلقون للقرآن الكريم مباشرةً من النبي (4)

4- عَلِيُّ بنُ أَبِي طَالِب – رضي الله عنه -.

عَلِيُّ بنُ أَبِي طَالِب بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ بنِ هاشمِ بنِ عَبْدِ مَنَافِ بنِ قُصَيِّ بنِ كِلَابِ بنِ مُرْةَ بنِ كَعْبِ بنِ لُؤَىٍّ القُرَشِيُّ الهَاشِمِيّ، أبو الحسن، وقيل: أبو تراب‏.

الأدلة على قرآنيته:

• دارت أسانيد القراء العشرة على ثمانية من الصحابة منهم : الإمام عَلِيّ بن أَبِي طَالِب رضي الله عنه؛ حيث يُعَدُّ رأساً في إسناد : ابن كثير، وعاصم، وحمزة، وأبي عَمْرو من السبعة، وهو في إسناد يعقوب من الثلاثة المكملين للعشرة.
• أَقْرَأَ كبار التابعين أمثال: عبد الله بن حبيب أبي عَبْد الرَّحْمَن الْسُّلَمِي، فعن عاصم قال: « ما أقرأني أحد حرفاً إلا أبا عَبْد الرَّحْمَن الْسُّلَمِي وكان قد قرأ على علي رضي الله عنه ».
• كما كان من جُمّاع القرآن على عهد النبي ﷺ وشاهد ذلك قول علي بن رباح: « جمع القرآن في حياة رسول الله ﷺ أربعة علي وعُثْمَان وأُبَيّ بن كعب وعبد الله بن مسعود ».
• و قد أبطل القول بعدم حفظه أبوبكر بن عياش، قال يحيى بن آدم: «  قلت لأبي بكر بن عَيَّاش تقولون : إن علياً رضي الله عنه لم يقرأ القرآن قال: أَبطَلَ من قال هذا »^.
• أما ما ورد عن محمد بن سِيْرِيْن قال: « لَمَّا تُوُفِّي النَّبِيّ ﷺ أقسمَ عليٌّ أن لا يرتدي برداء إلا لِجُمْعَة، حتى يجمع القرآن في مصحف، ففعل »، فقد رد عليه الحافظ ابن حجر، حيث قال : « إسناده ضعيف لانقطاعه، وعلى تقدير أن يكون محفوظًا، فمراده بِجمعِه حفظُه في صدره…».

تلامذته في القراءة :

     عرض عليه القرآن: أبو عَبْد الرَّحْمَن الْسُّلَمِي ت(73هـ) ، وأبو الأَسْوَد الدُّؤَلِيّ ت(69هـ) ، وعَبْد الرَّحْمَن بن أبي ليلى ت(83هـ) ، والحارث بن عبد الله الأَعْوَر ت(95هـ) ، وزر بن حُبَيْش الأسدي ت(82هـ) ، الحسين بن عَلِيّ بن أَبِي طَالِب ت(61هـ) ، عَاصِم بن ضَمْرَة، ورزين بن حصين.

جهوده في علوم القرآن و القراءات :

• روى الكثير من أحرف الخلاف في القراءات المتواترة والشاذة.
• كما ورد عنه بعض القراءات التفسيرية، ومن ذلك أنه كان يقرأ: « والعصر ونوائب الدهر إن الإنسان لفي خسر وإنه لفيه إلى آخر الدهر ».
• جمع القرآن على الأحرف السبعة كما صرَّح بذلك: القرطبي، حيث قال: « وجمع عَلِيّ بن أَبِي طَالِب رضي الله عنه للقرآن أيضاً عند موت النبي ﷺ وولاية أبي بكر فإنما كل ذلك على حسب الحروف السبعة لا كجمع عُثْمَان ».
• أَقَرَّ عُثْمَان رضي الله عنه على جمع الناس على مصحف واحد، ويكون بذلك قد شارك في الإجماع على الجمع العُثْمَاني، حيث قال: « يرحم الله عُثْمَان لو كنت أنا لصنعت في المصاحف ما صنع عُثْمَان ».
• كان صاحب فكرة تأصيل علم الضبط، وذلك حينما أشار على أبي الأَسْوَد الدُّؤَلِيّ أن يجعل للعامة من الشكل ما يُقَوِّمُونَ به ألسنتهم؛ حتى يستقيم لفظ القرآن بالعربية، ويكون بذلك قد أسَّس لضابط اللغة في القراءة، وأسَّس لعلم الضبط.
• كما كان على علم بالتفسير.
• كانت له منزلة خاصة عند أهل القرآن منهم : أبو عَبْد الرَّحْمَن الْسُّلَمِي قال: «ما رأيت ابن أُنثى أقرأ لكتاب الله تعالى من علي وقال: أيضاً ما رأيت أقرأ من عليٍّ عرض القرآن على النبي ﷺ»، وقال عنه ابن الجزري: « وهو من الذين حفظوه أجمع بلا شك عندنا».
• ومناقب الإمام علي رضي الله عنه أفردها الحافظ شمس الدين بن الجزري في مجلد سماه: – أسمى المطالب في مناقب عَلِيّ بن أَبِي طَالِب، وكان إماما عالماً متحرياً في الأخذ بحيث إنه يستحلف من يحدثه بالحديث.

 وفاته:

قتل شهيداً، ضربه عَبْد الرَّحْمَن بن ملجم صبيحة سابع عشر شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة بالكوفة.

د. فيصل الجودة